أنت هنا

9 جمادى الأول 1426
فلسطين ـ المركز الفلسطيني للإعلام

أكد سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حركته مستعدة ومهيأة بشكل كامل لخوض الانتخابات التشريعية، وليس لديها أي تخوف من نتائجها، مؤكداً أن "حماس" تتمتع بشعبية ثقل واسع في الشارع الفلسطيني وأن كل استطلاعات الرأي والتحليلات تشير إلى ذلك، الأمر الذي يجعلها واثقة من فوزها بعد الثقة بالله في أي انتخابات تتقرر سواء في التشريعي أو البلديات أو المجالس النقابية والطلابية

وجاءت تصريحات أبو زهري خلال اللقاء الجماهيري الذي نظمته الحركة، أول أمس لعناصر ومؤيدين الحركة في خانيونس بالمسجد الكبير بعد صلاة المغرب مباشرة، وذلك لشرح موقف الحركة من الانتخابات التشريعية، والوقوف على تداعيات التهدئة وما توصلت إليه بعد أربعة أشهر من الإعلان عنها في القاهرة.

وذكر خلالها أبو زهري أن حالة التأجيل والمماطلة في إجراء انتخابات التشريعي والرفض الواضح لفوز "حماس" في البلديات إنما يعبر عن حالة الخوف والشعور بالخسارة، موضحاً أن جميع من تآمروا على فوز الحركة شعروا بأن "حماس" سوف تكتسح مقاعد المجلس التشريعي، ولذلك فضلوا تأجيلها معتقدين أن الالتفاف الجماهيري.

ضد الحركة قد يتغير وينقلب إلى ضده، وخاصة بعد حملة تشويه سمعة الحركة، وإصدار البيانات المدسوسة هنا وهناك بأسماء مزيفة ومصطنعة مثل أبناء "الياسين" وأبناء "حماس" الأوفياء وغيرها من البيانات التي كنا قد حذرنا منها سابقاً.

وأكد على أن الحملة المبرمجة التي تشن على "حماس" هذه الأيام اعتراف واضح بنجاحها وتطورها على المستوى الشعبي والعربي والدولي، وما كان تغير نظرة الدول العربية الشقيقة، والتصريحات المعلنة من بعض الزعماء الغربيين بإعادة النظر في مواقفهم ضد "حماس" وبناء علاقات معها إلا دليلاً واضحاً على تقدمها في كل المحافل، مشيراً إلى أن الحركة سوف تقوم باستغلال هذه المواقف من أجل خدمة شعبنا الفلسطيني، ودعم صموده ومقاومته التي أخذت الشرعية بذلك كله في نفس الوقت، وأضاف قائلاً: "إنّ الاحتلال ومن خلال تصريحات قادته يحاولون ثني أبناء الشعب الفلسطيني عن انتخاب "حماس" وعدم التصويت لصالحها و يحذرون من أن فوز "حماس" في الانتخابات المحلية وفوزها المتوقع في انتخابات المجلس التشريعي سوف يعرقل عملية الانسحاب من قطاع غزة والمستوطنات، كما وأنهم يهددون على لسان قادتهم العسكريين باجتياح واسع للقطاع وتوجيه ضربة قاسمة لحماس.

وأشار أبو زهري إلى أن عملية الانسحاب جاءت من طرف (إسرائيل) التي ترى فيه مصلحتها وبالتالي فهي غير مرتبطة إطلاقاً بنتائج الانتخابات البلدية أو التشريعية من الانتخابات التي من الممكن أن تجرى على الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن كل ما يطرح الآن حول تحديد موعد الانتخابات لا يهمنا بقدر الضمانات التي ستجري على أساسها الانتخابات والتسليم بالنتائج المعلنة، وعدم مصادرة أصوات الناخبين كما حدث في انتخابات المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، وأكد أن الحركة ستلجأ إلى كل الوسائل للحفاظ على حقها، ولن تسمح لأحد بمصادرة فوزها، ولكن دون الوصول إلى حالة الصدام وحقن الدماء التي يراهن عليها الاحتلال من خلال ضرب بعضنا البعض.

وقال أبو زهري: "لتذهب الانتخابات إلى الجحيم إذا كانت إراقة قطرة دم واحدة فيها، منوهاً إلى أن "حماس" تحملت الأذى والاعتداء وكانت صمام الوحدة لشعبنا، وستبقى صمام الأمان ولن تنجر إلى أي فتنة أو اقتتال في أصعب وأحلك الظروف، وستبقى بنادقها مشرعة في وجه الاحتلال حتى جلاء آخر جندي صهيوني عن أرضنا"

وحول التهدئة المشروطة التي أعلنتها "حماس" في القاهرة قبل أربع أشهر قال أبو زهري: إن التهدئة لم تعد قائمة إلا شكلاً واسماً فقط وليس لها أي مضمون بعد الخروقات المتعددة والجرائم اليومية التي يمارسها الاحتلال وعدم التزامه بالتهدئة والتنصل منها، مؤكداً أن حركة حماس هي التي أعطت التهدئة وبيدها تستطيع أن تنهيها إن قدر لها أن تنتهي، وتجردت من الأهداف التي لأجلها أقيمت.

وأوضح أبو زهري أن "حماس" لم تعط التهدئة من منطلق الضغط عليها، بل جاءت لخدمة الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى وليس لها أي مصلحة ذاتية غير إعطاء المواطن والعامل والمقاتل الفلسطيني استراحة والتخفيف عنه من المعاناة التي يتعرض لها في كل يوم جراء الجرائم الصهيونية، وكما أنه جاءت للحفاظ على الوحدة و لشحن طاقات وقوة الشعب للصمود في مواجهة الاحتلال والدفاع عن أرضه ومقدساته، نافياً الشائعات المغرضة التي تقول إن "حماس" تريد أن تصبح حزب سياسي وأنها تريد أن تستغل الشارع الفلسطيني لتفرض نفسها بديلاً عن السلطة. وشدد على أن التهدئة المشروطة ليست للحركة في حال الاعتداء على أبناء شعبنا ومن حقها الرد على الجرائم الصهيونية و الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي للاعتداءات، لافتاً إلى أن الحركة تعهدت بالالتزام بالتهدئة طالما التزمت (إسرائيل) بها، ولن تكون بمعزل عن الرد بكافة الوسائل المتاحة وعدم التخلي عن برنامج المقاومة في أي حال من الأحوال.

وحول رده على سؤال حول حصة "حماس" من استيعاب عناصرها وتوظيفهم في الأجهزة الأمنية والمؤسسات المدنية والوزارات، قال أبو زهري إن الحركة تنظر إلى هذا الأمر ببالغ الأسف وهي ترى سياسة السلطة الحاكمة في التمييز بين أبناء الشعب الواحد واستثناء عناصر "حماس" والمعارضة من عمليات التوظيف، مشيراً إلى أنه عُرض على الحركة انضمام عناصرها من الجناح العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى الأجهزة الأمنية واستيعابهم، ولكن الحركة رفضت ذلك العرض لأنها تعرف أن ذلك يعتبر بمثابة التفاف على برنامج المقاومة وبادرة أولى لتفكيكها.

وأوضح أن جميع الفصائل أيقنت بأن برنامج المقاومة هو الحل الوحيد للصمود والتصدي للاحتلال، وأن معظم قيادات وعناصر" فتح" ينظرون إلى حركة حماس بأنها رقم صعب وجسم كبير في الساحة الفلسطينية له وزنه واحترامه بين الجماهير، وأنه قادر على الوصول بالقضية الفلسطينية إلى بر الأمان.

كما تطرق أبو زهري إلى العلاقات التي بنتها حركة حماس في الخارج والشعبية الواسعة التي تتمتع بها في الشارع العربي والدولي، مشيراً إلى أن الحركة وبعد التضييق والمنع الذي واجهته في السنوات الماضية واعتبارها حركة (إرهابية) أصبحت الآن تفرض نفسها على الشارع العربي والدولي وتلقى كل الاهتمام والترحيب لقادتها ووفودها وحرية العمل في مكاتبها.

وطمأن الجماهير المحتشدة من عناصر حماس على مستقبل الحركة وحثهم على المحافظة على أنفسهم و الفخر بحركتهم ورفع رءوسهم عالياً وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تحاك ضد الحركة للنيل من عزيمة أبنائها وعناصرها في كافة الميادين، مؤكداً أن المرحلة القادمة أصعب بكثير مما سبق وتحتاج منهم إلى جهد أكبر لإثبات أنفسهم وفرض دعوتهم التي ساروا بها على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأضاف ثقوا بالله أولاً، ثم بأنفسكم ومنهجكم، وتوكلوا على الله، واحتسبوا ما أصابكم عند الله، وشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد وانشطوا بين الناس بالحب والدعوة، وادعوهم لممارسة حقهم في الانتخابات، وستجدون من شعبكم العظيم كل تأييد وإسناد وستفوزون فيها.