أنت هنا

10 جمادى الأول 1426
وكالات

أماطت صحيفة الجارديان البريطانية اللثام في عددها الصادر امس عن قيام الحكومة المصرية بدور بارز في عملية تحمل عنوان اوقفوا حماس ، وتهدف لعرقلة نجاح الحركة الاسلامية في تأمين فوز في صناديق الاقتراع، وذلك لتأمين الانسحاب "الاسرائيلي" من قطاع غزة، والحصول علي دعم دولي لاعمار القطاع بعد فك المستوطنات "الاسرائيلية".
وقالت الصحيفة أن الاستراتيجية المصرية تعتمد على توجيه دعوة لضخ مساعدات مالية لقطاع غزة حالما تنسحب إسرائيل بالكامل منه. مشيرة إلى أن نحو 500 مليون دولار قد تم تأمينها من قبل دول عربية في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول عربي، لم تكشف عن اسمه، القول إن القاهرة مارست ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لتأجيل الانتخابات التشريعية بسبب المخاوف من فوز حماس بأغلبية ساحقة.
وكان عباس قد قرر تأجيل الانتخابات البرلمانية، متحدثا عن وجود مشاكل ادارية، الا ان التأجيل قرئ في بعض الدوائر علي انه خوف من فوز حماس في الانتخابات بعد فوزها بالعديد من المجالس البلدية في غزة والضفة الغربية. وتقول الصحيفة ان الدور المصري باقناع حماس في الحفاظ علي اتفاق الهدنة، اثار اعجاب "الاسرائيليين" والولايات المتحدة، حيث تعمل مصر مع الولايات المتحدة و"اسرائيل" لفتح مسار المفاوضات الفلسطيني ـ "الاسرائيلي". وتنشط الدبلوماسية المصرية هذه الايام لازالة العراقيل امام الانسحاب "الاسرائيلي" من غزة. وزار رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان تل ابيب امس، والتقي وفدا فلسطينيا قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء "الاسرائيلي" ارييل شارون ووزير خارجيته سيلفان شالوم.
ونقلت "الجارديان" تأكيدات المسئول بأن مصر لا تنوي القضاء على حركة حماس وإنما ترويضها، على حد تعبير الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن عزم مصر على تقليل فرص نجاح حماس في الانتخابات يأتي ضمن حسابات الحكومة في القاهرة إزاء المنظمة الحاضنة لحركة حماس وهي جماعة الإخوان المسلمين.
وشددت الصحيفة على أن الاستراتيجية المصرية من المقرر أن تتم مناقشتها خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للمنطقة المقررة نهاية الأسبوع الحالي.
يذكر أن الكشف عن تلك الاستراتيجية المصرية يأتي في الوقت الذي يعقد فيه رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" أرئيل شارون لقاءات حول المسائل الأمنية في قطاع غزة.

من جهة أخرى صرح مسؤول "اسرائيلي" ان مصر و"اسرائيل" توصلتا الي اتفاق مبدئي بشأن نشر جنود مصريين علي طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة بعد الانسحاب "الاسرائيلي" هذا الصيف.
وأعلن المسؤول ان مصر و"اسرائيل" توصلتا الي اتفاق مبدئي لنشر قوات مصرية علي طول الحدود بين مصر وقطاع غزة وعلي عدد من التفاصيل .
واضاف ان "اسرائيل" وافقت علي ان تقوم مصر والسلطة الفلسطينية بضبط الحدود بين قطاع غزة ومصر في المستقبل ولكن شرط ان يثبت الطرفان قدرتهما علي مكافحة عمليات تهريب الاسلحة .
وأشار سليمان امس إلى ان رئيس بلاده حسني مبارك قد يزور "اسرائيل" بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.
وذكرت الاذاعة "الاسرائيلية" العامة ان سليمان قال لوزير الخارجية "الاسرائيلي" سيلفان شالوم في اثناء اجتماعهما امس ان انهاء تنفيذ فك الارتباط هو موعد مناسب لزيارة مبارك الي "اسرائيل".
واضافت الاذاعة ان شالوم سلم سليمان دعوة للرئيس المصري لزيارة "اسرائيل".
وكان سليمان قد التقى في وقت سابق مع وزير الطاقة "الاسرائيلي" بنيامين بن اليعزر حيث تباحث المسؤولان في صفقة استيراد "اسرائيل" للغاز الطبيعي من مصر.
وسلم سليمان بن اليعزر دعوة من الرئيس المصري لزيارة مصر وتوقيع الإتفاقية في الثلاثين من الشهر الجاري. ونقلت الاذاعة "الإسرائيلية" عن سليمان قوله أنه يري في تزويد "إسرائيل" بالغاز المصري عاملاً مهماً في بناء الثقة بين الدولتين وأن مصر تري في الصفقة تعبيراً عن كونها شريكاً في تطوير العلاقات التجارية مع "إسرائيل" ومسيرة السلام بين الشعبين. واعتبر مسؤول "اسرائيلي" مدير المخابرات المصرية بانه قادر علي الافادة من نفوذه الكبير علي الفصائل الفلسطينية ليتم الانسحاب بهدوء .