أنت هنا

23 جمادى الأول 1426
فلسطين ـ وكالات ـ صحف

اعترف أمس رئيس الوزراء "الإسرائيلي" آرييل شارون باستحالة تحقيق ما أسماه «الحلم اليهودي» بـ"إسرائيل" الكبرى على كامل التراب الفلسطيني، مؤكداً ان الهدف من خطة الانسحاب من قطاع غزة هو تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية.
وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر عبريّة أنّ الجيش الصهيونيّ سيكون في عام 2009 صغيراً ومنهَكاً إذا ما نفّذ وزير الرحب الصهيونيّ "شاؤول موفاز" تعهّده بتقصير مدة الخدمة الإلزامية إلى نصف سنة.
وتبيّن من توقّعٍ أعدّته شعبة القوى البشرية في الجيش الصهيونيّ، أنّ الجيش يقف أمام ثورة قوى بشرية، حيث سيتقلّص عدد الجنود النظاميين في غضون أربع سنوات، وتفيد المعطيات بأنّه في عام 2009 سيسجّل انخفاضاً بمعدّل 9% في عدد المجنّدين للجيش.
ومع قرب موعد الانسحاب المتوقع من غزة في أغسطس ذكرت تقارير "إسرائيلية" ان واشنطن تدرس مكافأة "إسرائيل" على خطتها بمليار دولار، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية أمس حالة الطواريء حتى إتمام عملية الفصل في شمال الضفة إلى جانب غزة التي تستعد قيادات فلسطينية بارزة للعودة إليها.
وقال شارون في خطاب ألقاه أمس أمام مؤتمر للوكالة اليهودية في القدس المحتلة: ان «الانسحاب من غزة صعب ومؤلم لجميعنا ولذلك من المهم اجتياز هذه العملية موحدين، وأنا أحذر الجميع من الأقلية الصغيرة والمشاغبة التي تستخدم القوة ضد جنود الجيش وسلطات القانون». وأضاف ان «السلوك الهمجي للمستوطنين يمثل تهديداً للديمقراطية "الإسرائيلية" وسيتم سحقه». وتابع ان «الانسحاب هو أفضل وسيلة لصيانة أمن "إسرائيل" في المستقبل».
وفي سياق آخر تلقى رئيس الأركان "الإسرائيلي" دان حلوتس أخيراً رسالة تهديد مجهولة تهدد باستهداف أسرته ان أعطى أوامر بالانسحاب من غزة بحسب ما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» "الإسرائيلية" أمس. وقال شارون في كلمته ان «الهدف الصهيوني المتمثل في إنشاء وطن لليهود لم يستند فقط إلى الهجرة بل إلى إنشاء حدود واقعية لأغلبية يهودية».
وأوضح انه: «من الواضح أنه ليس لدينا المقدرة على ضمان أغلبية يهودية في كل مكان». واعترف بأن: «"إسرائيل" تملك المقدرة على تحقيق أجزاء كبيرة من حلمها، لكن ليس الحلم كله، وأن هذا هو ما دفعه إلى تنفيذ خطة الانسحاب»، وشدد على ان «"إسرائيل" ستتمسك بالمناطق الأكثر أهمية لضمان وجودنا بما في ذلك مستوطنات أكبر كثيراً في الضفة والقدس».
وأكد توجيه الموارد لتعزيز الاستيطان في الضفة، معتبرا الكتل الاستيطانية فيها من «المناطق الاستراتيجية الحيوية "لإسرائيل"» في وقت كانت صحيفة «جيروزاليم بوست» "الإسرائيلية" تتحدث أمس عن ان واشنطن تدرس منح "إسرائيل" مليار دولار كمكافأة على الانسحاب.
وفي سياق آخر، من جانبها، أوضحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها لا تنظر بجدية إلى دعوة السلطة الفلسطينية تشكيل حكومة وحدة وطنية بهدف الإشراف على عملية الانسحاب الصهيوني المقرر من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.
وصرح سامي أبو زهري المتحدث الإعلامي باسم حركة حماس يوم أمس تعقيبا على الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية أحمد قريع للفصائل من أجل الدخول في حكومة وحدة وطنية للإشراف على الانسحاب: "نحن لا ننظر بجدية إلى هذه الدعوة وهذا القرار الذي جاء عبر وسائل الإعلام لم يتم عرضه على القوي الوطنية والإسلامية"، وأضاف قائلاً: "نحن متمسكون بموقفنا الذي دعونا أبو مازن إلى القيام به وهو تشكيل لجنة وطنية تضم كل القوى الفلسطينية بهدف الإشراف على عملية الانسحاب".
كما أشار المتحدث باسم حماس إلى أنه قد تم التوصل إلى توافق بشأن هذه المسألة مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن، ولكنه لم يتم الالتزام به، موضحاً أن السلطة لن تكون قادرة على إدارة ملف الانسحاب بمفردها.
وكان قريع قد أبدى استعداده للبحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية إذا رغبت الفصائل بذلك، وقال قريع عقب اجتماعه مع وزرائه في مقر مجلس الوزراء بغزة يوم أمس الثلاثاء: "إن الحكومة الفلسطينية الحالية ستبقى كما هي وإذا أرادت الفصائل الدخول فيها فلا مانع لدينا ولنسميها حكومة انسحاب أو حكومة تحرير أو حكومة وحدة وطنية".