أنت هنا

29 جمادى الأول 1426
بغداد ـ وكالات

بعد 4أيام من اختطاف السفير المصري بالعراق، تعرض موكب المبعوث الباكستاني في العراق لإطلاق النار اليوم لدى تحركه في بغداد.
ولم يسفر الحادث، الذي يعد الثالث الذي يستهدف المبعوثين الدبلوماسيين في العراق خلال وقت وجيز، عن وقوع اصابات.
يأتي ذلك بعد أن أصيب رئيس بعثة البحرين في بغداد بجروح أدخل على إثرها إلى إحدى مستشفيات العاصمة العراقية بغداد، حسبما أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية ومصدر طبي، وذلك عندما هاجم مسلحون سيارته اليوم الثلاثاء بينما كان يتوجه إلى مقر عمله.
وأفاد شهود عيان أن القائم بالأعمال البحريني في العراق أصيب صباح اليوم الثلاثاء خلال محاولة خطف عند مغادرته لتوه منزله في حي المنصور السكني.
وقال تاجر: "كنت جالساً أمام ملحمتي، ورأيت سيارة بيك-أب بيضاء وسيارة يابانية وثمانية رجال مسلحين كانوا يتنقلون في الشارع. اعتقدت أنهم من رجال أمن (رئيس الوزراء) إبراهيم الجعفري؛ لأنه يوجد مقر حزبه بالقرب من المكان".
وأضاف أنه حوالي الساعة 8:30 غادر حسان الأنصاري القائم بأعمال السفارة البحرينية منزله على متن سيارته. وتابع "خرج رجلان من سيارات وصرخوا في وجهه اخرج من سيارتك وقالوا لي: عد إلى محلك".
لكن الدبلوماسي رفض الانصياع لأوامرهم وأطلق أحدهم النار من رشاش كلاشنيكوف والآخر بمسدس، وخففت السيارة سرعتها فيما بدأ الخاطفون ملاحقتها لكنه زاد السرعة وتمكن من الفرار.
ثم توقف على بعد مئتي متر أمام شرطي، وقال له: "إنني دبلوماسي ساعدوني". وحسب الشرطي الذي يدعى عادل، فإن الرجل كان مغطى بالدماء.
وقال الشرطي: "كان ينزف كثيراً، فيما كانت بزته وحقيبته وسيارته ملطخة بالدماء، وبعيد ذلك مرت دورية للشرطة وأوقفتها واقتادته إلى المستشفى".

وأوضحت المصادر الطبيه أن "الدبلوماسي أصيب بكتفه الأيمن، وأن عدداً كبيراً من رجال الأمن والشرطة يحيطون به في المستشفى لأخذ أقواله وفتح تحقيق بالحادث".
وقالت مصادر أمنية: إن الدبلوماسي البحريني، ويدعى حسن ملاله الأنصاري قد أصيب برصاصة في يده إثر الهجوم الذي استهدفه في ضاحية المنصور غربي بغداد، لكن إصابته ليست خطيرة حسبما قالت مصادر في مستشفى اليرموك.
ومن جهته، أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن الدبلوماسي حسان الأنصاري يشغل منصب القائم بالأعمال لسفارة دولة البحرين في العراق، وقال المصدر: إن "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة بيك-أب هاجموا الأنصاري في تقاطع المنصور بالقرب من مطعم الساعة عندما كان يستقل سيارة كتب على لوحتها هيئة دبلوماسية". وأضاف أن "المسلحين لاذوا بالفرار بعد أن فتحوا النار على الأنصاري" مشيراً إلى أن "إصابته خفيفة".
يذكر أن المنامة بدأت منذ تشكيل الحكومة العراقية السابقة التي رئسها إياد علاوي تعاوناً في مجال تأهيل الكوادر العراقية. وقد استضافت المنامة دورات تدريبية في مجال القضاء، كما تم توقيع مذكرات تفاهم لتدريب كوادر مصرفية عراقية في البحرين.
وكان (ملك البحرين) حمد بن عيسى آل خليفة أعلن في الثالث من يوليو من العام الماضي أن البحرين "على استعداد لاستئناف مساهمتها في قوة بحرية للمشاركة في تأمين المياه العراقية وتدريب الكوادر العراقية في هذا المجال إذا طلبت منها الحكومة العراقية الجديدة ذلك".
وفي سياق آخر، أعلنت مصادر دبلوماسية اليوم أن سيارة (السفير الروسي) لدى العراق فلاديمير شاموف تعرضت لإطلاق نار على طريق المطار الأحد الماضي لكن السفير لم يكن على متنها. وأوضحت المصادر نفسها أن اثنين من ركاب السيارة المصفحة أصيبا بجروح في هذا الهجوم وأن ثلاثين رصاصة أصابت هيكل السيارة التي تحطم زجاجها الخلفي.

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي ومصدر أمني أن دورية أميركية تعرضت لهجوم بالمتفجرات اليوم الثلاثاء قرب السفارة الإيرانية في بغداد ما أدى إلى إصابة مدني بجروح وتضرر سيارة في القافلة.
وقال متحدث عسكري أميركي أن الهجوم وقع في الساعة العاشرة والربع ، وأصيب أحد المارة بجروح وسيارة من سيارات القافلة، وفق المصادر نفسها.
ويستخدم الجنود الأميركيون هذه الطريق التي تقود إلى المدخل الرئيس للمنطقة الخضراء الشديدة الحراسة في وسط بغداد حيث توجد سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا، وكذلك مقر الحكومة العراقية.
وأوضحت مصادر في السفارة الإيرانية أن المبنى لم يتضرر وكل موظفي السفارة بخير.

الجدير بالذكر أن تلك الهجمات تأتي بعد 4أيام من اختطاف نظيره المصري في بغداد أثناء نزوله من سيارته لشراء جريدة من أحد الأكشاك في حي المنصور، حيث أكدت مصادر مصرية وعراقية أمس الاثنين أنه لم يعرف شيئاً عن مصيره حتى الآن، ومازالت الجهود مستمرة لإطلاق سراحه.
ويرجح مراقبون إن هذه الهجمات ربما تكون حملة لردع الدول العربية عن تقوية علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة العراقية المدعومة أمريكيا.
ويذكر أن الولايات المتحدة تشجع الدول العربية على تعيين سفراء لها في العراق في محاولة لتعزيز الدولة الجديدة وتقويض المقاومة المسلحة.

لكن موقع خاص بجهاز الموساد الصهيوني على شبكة الإنترنت ذكر أن اختطاف السفير المصري في العراق حدث بعد " وشاية مجهولة " بأنه جاسوس أمريكي وليس السفير المصري ، وفي إشارات مهمة على أبعاد الحادثة ذكر الموقع أن القوات الأمريكية تعمدت تفريغ محيط السفارة من أية حماية أمنية قبيل عملية الاختطاف رغم تعهد القوات الأمريكية لأعضاء السلك الدبلوماسي المصري بتوفير الحماية ، وعهدت بدلاً من ذلك إلى بعض أفراد من الأمن العراقي للحضور في المنطقة وعدد محدود من الحرس الخاص بالسفارة من العراقيين ، حيث من المعروف أن بعض فصائل المقاومة العراقية تخترق هذه القوات ، وتوظف بعض أفرادها العاملين كمراقبين أو جواسيس ، مما يشير إلى تطور خطير في أزمة اختطاف السفير.