أنت هنا

30 جمادى الأول 1426
بغداد ـ وكالات

أكد (زعيم القاعدة في بلاد الرافدين) أبو مصعب الزرقاوي، عزمه على مواصلة الجهاد في العراق، وأعلن عن إنشاء فيلق عسكري لقتال منظمة بدر الشيعية، وذلك في شريط صوتي نسب إليه وبث الأربعاء على الإنترنت.
كما أضاف الزرقاوي في الشريط الذي يتعذر التحقق من صحته "كل ما نرجوه أن يفتح الله علينا في العراق ثم نتوجه إلى البيت المقدس".
وأوضح "أن العدو يعيش أسوأ أيامه على أرض الرافدين حتى صرح بعض أعضاء الكونغرس بأن أميركا تخسر الحرب في العراق".
وتابع مخاطباً المجاهدين "أن بعضكم يريد الآن أن يوقف جهادنا في أرض الرافدين" في إشارة إلى معلومات حول اتصالات بين مجموعات إسلامية وسفارة الولايات المتحدة في بغداد بهدف وقف التمرد.
وأضاف "خرج بعضهم بتقسيم لم يسبق له في العراق، ويقول: إن المقاومة تنقسم قسمين :مقاومة شريفة هي التي تقاتل الكافر المحتل، ومقاومة غير شريفة، وهي التي تقاتل العراقيين أياً كانوا".
وحمل الزرقاوي في الشريط على الإسلاميين الذين لا يقاتلون متسائلاً "متى سيبقى أهل العلم معرضين عن ساحات الجهاد يصدرون أحكامهم ويوجهون نصائحهم بعيدين عن الواقع الذي تعيشه الأمة"؟
وفي هذا السياق، قال الزرقاوي في الشريط: "إننا في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نعلن عن تشكيل فيلق عسكري أسميناه فيلق عمر".
وأضاف "أنشأناه لاستئصال واجتثاث رموز وكودر فيلق الغدر فيلق بدر"، في إشارة إلى أبرز ميليشيا لأهم الأحزاب السياسية في العراق، "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" الذي تحول رسمياً إلى تنظيم سياسي باسم "منظمة بدر".

كما رفض الزرقاوي التفريق بين المقاومة التي تستهدف الأميركيين في العراق، وتلك التي تستهدف المدنيين.
وأكد الزرقاوي في تسجيل صوتي يعتقد أنه منسوب إليه نشر في موقع على الإنترنت عزم التنظيم على مواصلة القتال دون تفاوض انطلاقاً مما قال: إنها أحكام شرعية.
وقال: إن تنظيم القاعدة قدم أغلى ما عنده من أجل الدين في المعارك التي وقعت في الفلوجة وسامراء وبغداد ومواقع أخرى بالعراق (على حسب ما جاء في التسجيل الصوتي).
وقال الزرقاوي: إن جماعته شكلت جناحاً مسلحاً جديداً لمقاتلة المليشيا الشيعية، لواء بدر، وأضاف "نحن في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نعلن عن تشكيل فيلق عسكري أسميناه فيلق عمر لاستئصال رموز وكوادر فيلق الغدر فيلق بدر".
وتوعد الزرقاوي بمواصلة الهجمات على أفراد الجيش العراقي الذين وصفهم بالمرتدين.
وقال "سيقول البعض أن المقاومة تنقسم قسمين .. مقاومة شريفة تقاوم الكافر المحتل، ومقاومة غير شريفة تقتل العراقيين أياً كانوا، ونحن نعلن أن الجيش العراقي هو جيش ردة وعمالة للصليبيين وجاء لهدم الإسلام وحرب المسلمين وسنحاربه حرب الأمة للتتار."
وقال الزرقاوي: إن بعضاً من "أهل العلم" اتصلوا به لإقناع جماعته بالتخلي عن القتال. وأضاف قائلاً: "مما يزيد القلب حسرة وألماً ما آل إليه أهل العلم.. لقد بعث إلي هؤلاء يطلبون عدم الجهاد في العراق."
وانتقد معلم الزرقاوي الذي قالت قناة الجزيرة التلفزيونية: إن السلطات الأردنية أعادت اعتقاله يوم الثلاثاء أثناء إذاعة القناة مقابلة معه الهجمات الانتحارية التي تشنها القاعدة في العراق والهجمات على الشيعة.
وقال عصام البرقاوي (المعروف بالشيخ أبو محمد المقدسي) في المقابلة "إذا تمكن المجاهد من قتل العدو بالمسدس أو الكلاشنيكوف فلا يجوز له تفجير نفسه".
لكن المقدسي قال: إن وسائل الإعلام أساءت إلى الزرقاوي. وأضاف قائلاً: "أخونا أبومصعب الزرقاوي شخصية ظلمت من الإعلام كثيراً وشوهته ويجب أن تأخذ حقها من الإنصاف".

يأتي ذلك بعد تبني تنظيم القاعدة في العراق عملية اختطاف السفير المصري، كما قدم التنظيم اليوم الأربعاء دليلاً على الاختطاف، حيث نشر التنظيم صوراً على الإنترنت لبطاقات هوية تخص (الدبلوماسي المصري) إيهاب صلاح الدين الشريف (رئيس البعثة المصرية في العراق)، الذي قالت الجماعة: إنها خطفته.
وشملت الصور التي نشرت على موقع على الإنترنت صوراً لرخصة قيادة الشريف وبطاقة عمله بوزارة الخارجية، وتلك الخاصة بالتأمين الصحي.

في أول رد فعل لمنظمة "بدر" الشيعية في العراق على بيان الزرقاوي الداعي لتشكيل فيلق عسكري المنظمة التي لا زال يصفها بعض بأنها مليشيا مسلحة تابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبدالعزيز الحكيم، قال الأمين العام لمنظمة هادي العمري إن رسالة الزرقاوي لن تثيرهم أبدا و"لن تؤثر علينا". وأضاف أن مسؤولية الرد على الزرقاوي تبقى رهنا بالأجهزة الأمنية، هذا "إذا أبرز الارهابيون أنفسهم".
ووصف العامري الزرقاوي بـ"المنحرف" البعيد عن الأديان والأعراف والأخلاق. وقال إنه - أي الزرقاوي - في هذه الرسالة لم يشذ عن نهجه منذ أول رسالة له في صب جام "غضبه وحقده ضد الشيعة ومنظمة بدر"، مذكرا بأن استهداف منظمته مستمر من قبل "هذا المجرم القاتل". وأشار إلى أن تصريحات سابقة للشيخ حارث الضاري (الأمين العام لهيئة علماء المسلمين) تزامنت مع رسالة للزرقاوي "ادعى من خلالها بأن منظمة بدر تتعاون مع الاحتلال ومسؤولة عن العمليات".