أنت هنا

1 جمادى الثانية 1426
فلسطين ـ وكالات

بعد أن اشتكى الأسرى الفلسطينيون في سجن "الدامون" الصهيونيّ من خطورة الوضع الإنساني الذي يعيشونه داخل السجن وافتقاره للحدّ الأدنى من المقوّمات الإنسانية، لا سيّما تلوث الطعام والشراب، هددوا بالإضراب المفتوح عن الطعام.
وأكّد الأسرى، لمحامي نادي الأسير الفلسطيني الذي التقاهم في السجن، أنّ الطعام المقدّم من إدارة السجن الصهيونيّ سيّئٌ وفاسد يحتوي على صراصير وحشرات، ما يدفع الأسرى إلى إعادته وشراء المأكولات على حسابهم، كما أنّ الماء في السجن ملوّثٌ ويحتوي على الديدان والجراثيم والصدأ والرمل بالإضافة إلى كميةٍ عالية من الكلور ولا يصلح للشرب.
وأوضحوا إنّ بعض الأسرى أخذوا يتبولون دماً بسبب الماء الملوث ما يضطر الأسرى إلى شراء المياه المعدنية غالية الثمن بالسجن، بالإضافة إلى الإهمال الطبي للعديد من الحالات المرضية، حيث لا يُقدّم للمرضى سوى الحبوب المسكنة.
وهدّد الأسرى الفلسطينيون في سجن "الدامون" الصهيونيّ بالإضراب المفتوح عن الطعام "إذا ما استمرّ الوضع الحالي الذي لا يُطاق في السجن والذي يفتقر لكلّ المقوّمات الأساسية".

من جهةٍ أخرى، تمكنت محامية جمعية أنصار السجين تهاني عمارنة في زيارة تفقدية لمركز توقيف عتصيون ظهر أمس الأربعاء من الالتقاء ببعض الأسرى الفلسطينين الذين أكدوا للمحامية ان ظروف اعتقالهم المعيشية والصحية تزداد سوءا.
وقالت المحامية، تهاني عمارنة، إنّ الأسرى في مركز توقيف "عتصيون" يعيشون ظروفاً معيشية وصحية تزداد سوءاً. كما أوضح لها الأسير إياد عبد الله أحمد وهو في العزل الانفرادي منذ ستة أيام أنه لم يرَ الشمس ويقبع في ظروفٍ اعتقالية سيئة ولا يُسمَح له بالخروج من زنزانته المظلمة، وكذلك الأسير الشبل عيسى صالح قنديل (15 عاماً) من بلدة بيت سوريك قضاء رام الله والذي يواجه مصاعب بسبب صغر سنّه إذ لم يتمكّنْ من التأقلم مع الوضع الاعتقالي الصعب وهو بحاجةٍ للمساعدة والاهتمام.
وقد عبّر الأسرى عن استيائهم من الأوضاع المعيشية والمعاملة القاسية بحقّهم من قِبَل إدارة السجن والحراس، كما اشتكوا من خطورة الوضع الإنساني الذي يعيشونه وافتقار السجن للحدّ الأدنى من المقوّمات الإنسانية.
وأفادت المحامية عمارنة أنّ عدد الأسرى في "عتصيون" يبلغ 32 أسيراً، سبعة منهم أشبالٌ وواحدٌ إداريّ.
من جهته، أوضح محامي الجمعية صالح أبو جودة الذي قام بزيارةٍ مماثلة إلى سجن "عوفر" أمس، أنّ بعض المعتقلين الذين التقاهم هناك تعرّضوا للضرب المبرح والشتائم وقت اعتقالهم ونقلهم إلى هذا السجن ولا زالت آثار الضربات والكدمات ظاهرة على أجسادهم ويعانون منها ولا تُقدّم لهم إدارة السجن العلاج اللازم.
والتقى المحامي أبو جودة الأسرى رامي النمورة الذي يعاني من أوجاعٍ شديدة في جسمه نتيجة الاعتداء عليه بالضرب المبرح عند اعتقاله وأثناء التحقيق معه، والأسير أيمن زلوم وهو موقوفٌ ولا توجد تهمةٌ محدّدة ضدّه ولم يُعرَض على المحكمة لغاية الآن.
وأفاد الأسرى للمحامي أبو جودة أنّ الماء الموجود في السجن ليس نظيفاً ويحتوي على الرمل بالإضافة إلى كميةٍ عالية من الكلور ولا يصلح للشرب، واشتكوا من الإهمال الطبي للعديد من الحالات المرضية حيث لا يُقدّم للمرضى سوى حبوب "الأكامول" إنْ وُجدَت.
وناشدت جمعية أنصار السجين كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية والمحلية العمل الجادّ لإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال والتي تتفاقم يومياً حسب شهادة محاميها والأسرى الذين يتمّ لقاؤهم.

وتعتبر المعتقلات الخاضعة لإدارة الجيش "الإسرائيلي" أفضل حالا من تلك الخاضعة لإدارة سلطة السجون "الإسرائيلية". ففي الأولى يسمح بإدخال احتياجات الأسرى وتهريب الهواتف المحمولة أيضا، إلا أن السجون المركزية لا تسمح للأسرى حتى باستبدال الملابس فضلا عن حرمانهم من الهواتف، وتعرضهم لأقسى أنواع الإذلال على أيدي أفراد وحدات القمع التابعة لمصلحة السجون "متسادا"، إضافة لفرض التفتيش العاري عليهم في كثير من الأحيان.
ومع حلول فصل الصيف لا يجد معتقلو سجن النقب سوى الخيمة لاتقاء الحر، أما الحشرات السامة فلا حامي منها سوى الله، إذ تنتشر بكثرة ولا يمر يوم دون العثور على الأفاعي والعقارب، يضاف إليها انتشار حشرة "البق" ذات اللسعة المؤذية التي تخلف أثرها على الأسير أياما، وكذلك الفئران والذباب
ويؤكد الأسرى في سجن النقب أنهم يعانون من عدم توفر العلاج رغم حاجة العشرات منهم إلى عمليات جراحية، ويصارع الكثير من الأسرى الموت في هذا السجن فبعضهم مصاب بالسرطان، دون أن يقدم له العلاج، كما أن العديد من كبار السن يقيمون في مستشفى سجن الرملة، كما أن هناك طبيب واحد يطلع في اليوم على خمس حالات فقط من بين ألفي أسير
وأوضح الأسرى أيضا، أن إدارة السجن استحدثت أقساما جديدة أطلق عليها الأسرى اسم "الآبار"، حيث يحيط بكل قسم سور بارتفاع 9 أمتار مسقوف بشباك حديدي، فيما تصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية، كما لا يسمح بالزيارات بين الأقسام التي تفصل بينها بوابات إلكترونية. مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار احتجاز أكثر من 500 أسير كرهائن دون محاكمة أو لائحة اتهام وهو الاعتقال الإداري.
الجدير بالذكر حالات إنسانية مؤثرة لعدد من الأسرى مع أبنائهم، إذ لا يعرف بعضهم أطفاله كما أنهم لا يعرفونه، والبعض الآخر يهوي عليه طفله ليقبله أثناء الزيارة فيرتطم بالحائط الزجاجي، والبعض يتمنى تبادل القبلة مع أطفاله فلا يستطيع، ويتحدث الأسرى إلى ذويهم من خلال ميكروفونات لا توصل الصوت بوضوح بل تختلط فيه أصوات الزائرين بأصوات المعتقلين.
أما في السجون المركزية يزداد الوضع سوءا إذ يقبع في غرف ضيقة جدا ليس بها سوى نافذة صغيرة في الأعلى مغلقة بألواح من الزينكو لا تسمح بدخول الهواء. أما المياه الباردة فهي نادرة ولا تتوفر سوى نهارا من خلال ثلاجة قديمة في كل قسم يتكون من 200 أسير على الأقل.
ويعتبر سجن نفحة الأسوأ بين السجون "الإسرائيلية".
أما على صعيد الأسيرات الفلسطينيات في السجون "الإسرائيلية" فقد أكدت مصادر فلسطينية أن إحدى وثلاثين سيّدةً فلسطينية من مدينة نابلس، معتقلات في سجون الاحتلال الصهيونيّ، من بينهن خمس زهراتٍ وثماني أمهات لـ31 طفلاً، حيث تُعَدّ أسيرات مدينة نابلس هنّ الأكثر من حيث عددهن في سجون الاحتلال.
وذكر تقريرٌ صادرٌ عن المركز الصحافي الدولي في نابلس، تناول معاناة الأسيرات النابلسيات في سجون الاحتلال، وحسب ما ورد من بعض المؤسسات المختصة أو الحقوقية منها، فإنّ معاناتهن لا تتوقّف عند الاعتقال بل تصل إلى حدّ حرمانهن من حقّ العلاج.
وفي تقارير سابقة صدرت عن الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للسلطة الفلسطينية، أوضحت، سواءً من خلال مقابلات مع أولياء الأسيرات، أو من خلال رسائل بعضهن التي ترِدُ للمركز الصحافي أو من خلال المقابلات الصحافية التي أجراها المركز مع الأسيرات المحرّرات، فإنّ الظروف التي تعيشها هؤلاء أبعد ما تكون عن الظروف البشرية، خاصةً وأنّ الزنازين التي يوجَدْنَ فيها غير صحية وتفتقر للنظافة والتهوية لضيقها وعدم توفّر نوافذ كبيرة فيها، ولضمّها عدداً من الأسيرات يتجاوز الحدّ القانونيّ.
ويشكّل حرمان الأسيرات من "الفورة أو الفرصة" في معظم الأحيان عامل ضغطٍ عليهنّ، فيما تشكّل عقوبة العزل الانفراديّ لمدةٍ تتراوح ما بين 3 إلى 15 يوماً حسب ما تحدّده إدارة السجن محاولة لتحطيم نفسية هؤلاء.
وما يتذمّر منه أهالي الأسيرات والأسيرات أيضاً هو لجوء إدارة المعتقل إلى حرمانهن من الزيارة بحجّة أنّ أولياء الأمور ممنوعون أمنياً من دخول المناطق الصهيونيّة. وتضيف المحكمة العسكرية إلى جانب الأحكام التي تبدو في عديدٍ من الأحيان غير مرتكزة على وقائع ثابتة كالـ"نيّة" لتنفيذ عملية فدائية ودفع الغرامات المالية المتفاوتة من أسيرةٍ لأخرى كعنصر ابتزازٍ إضافيّ بحقّ هؤلاء الأسيرات.
يذكر أن الأسرى في السجون الإسرائيلية يعيشون ظروفاً قاسية منذ أيام كما أفادت بذلك تقارير وارده من سجن "الدامون ونفحة والنقب وبئر السبع" يشتكي فيها الأسرى من الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.