أنت هنا

30 جمادى الأول 1426
بغداد ـ وكالات

اجبرت المقاومة العراقية البنتاغون علي تغيير عقيدته العسكرية التي تتطلب من الجيش الامريكي أن يكون قادرا علي الدخول في حربين رئيسيتين في ذات الوقت. وعلي الرغم من ان هذه العقيدة تجري مراجعتها كل اربعة اعوام الا انه بات من الواضح أن هذه الاستراتيجية تواجه تعثرا هائلا بسبب الحرب علي العراق، بحسب صيفة الجارديان.
كما أوضحت الصحيفة ان تواصل عمليات المقاومة وشراستها اخذت البنتاغون علي حين غرة وظلت تتواصل علي الرغم من اعلان بوش في الاول من مايو 2003 عن نهاية العمليات العسكرية. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت ان وجود قوات امريكية في افغانستان والعراق يحد من قدرة البنتاغون علي التعامل مع نزاعات مسلحة اخري محتملة في اماكن اخري، طبقا للصحيفة. واشار التقرير الي وجود شكوك داخل المؤسسة العسكرية الامريكية من جدوي اجراء حربين في وقت واحد، مشيرة الي ان المهمة غير العادية التي يقوم بها الجيش الامريكي في العراق قد قلبت مفهوم نموذج خوض حربين في وقت واحد.
وبعد سنوات من التأكيد علي ان عديد القوات الامريكية كاف لشن حربين في وقت واحد توصلنا الي استنتاج الان ان تلك القوات لا تكفي، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع طلب عدم الكشف عن اسمه.
واضاف المسؤول اصبحنا ندرك الحقيقة الان . واشارت الصحيفة البريطانية الي ان العقيدة العسكرية الامريكية لا تزال تتعامل مع ما يجري في الحرب باعتباره ليس حربا.
ونقلت الصحيفة عن لورين تومبسون، المحلل الاستراتيجي بمعهد لكسنغتون، أحد مؤسسات الابحاث المتخصصة بواشنطن، حيث يشير الي ان ذلك يعكس مدي عدم استعداد المؤسسة العسكرية الامريكية لمواجهة عمليات مسلحة طويلة الامد في العراق. واضاف تومبسون ان مجموعة صغيرة نسبيا من المتمردين مسلحة بشكل سييء اجبرت الولايات المتحدة علي اعادة التفكير باستراتيجيتها العسكرية.. لأن هذا النوع من الازمات لم يكن من المفترض ان يقع بهذه الكثافة ويستغرق كل هذه المدة. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بدأ المحللون الامريكيون يتعاملون مع واقع جديد، حيث كشف أن الولايات المتحدة تواجه عدوا جديدا تماما، وعليه تبني وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أهدافا جديد. وقالت الغارديان انه صار يتحتم علي الجيش الامريكي من الان فصاعدا الدفاع عن الوطن ضد الارهاب، والقدرة علي التواجد بشكل كاف لدحض أي صراع في أربع مناطق حساسة، بالاضافة إلي القتال في حربين رئيسيتين وحسم إحداها سريعا بإسقاط نظام حكم العدو.
وتسمي هذه العقيدة العسكرية 1-4-2-1، بحسب رايان هنري المساعد لرامسفيلد والذي قال اذا جري التوصل لاستراتيجية جديدة من خلال المراجعة، فانها قد تكون حربا بدون ارقام. ويري المراقبون ان هذا الاجراء له علاقة بقلق امريكي من صعود الصين كقوة عظمي، مشيرة الي ان هناك تغييرا في هذه الاستراتيجية بعد تجربة العراق.
ويدرس المحللون الاستراتيجيون تشكيل الجيش بحيث يكون مستعدا لحرب تقليدية كبري واحدة مع تخصيص المزيد من الموارد لحماية الاراضي الامريكية وللجهود العالمية لمكافحة الارهاب في أعقاب الهجمات.
ويحاول المسؤولون المدنيون والعسكريون تحديد الي اي مدي يمكن ان تشكل العمليات التي لا تعتبر حربا تقليديا بكل معني الكلمة ولكنها تمثل التزاما طويل الامد، مثل تلك التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق، عبئا كبيرا علي الجيش الامريكي بحيث تمنعه من شن حملات عسكرية واسعة في اماكن اخري، طبقا للصحيفة.
كما اشارت الصحيفة البريطانية الي ان القوات الامريكية البالغ قوامها 138 ألف عسكري في العراق تكلف الولايات المتحدة 5 مليارات دولار شهريا.
وتتعجب الغارديان بقولها إنه رغم كل ذلك فإن العقيدة العسكرية الامريكية لا تعتبر ما يحدث في العراق حربا.

من جهة أخرى، عبر الناطق باسم قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة في العراق عن اعتقاده أن جماعات المقاومة مازالت قوة قوية ومتكيفة، متوقعاً أن يستمر استخدام سلاح "السيارات المفخخة" الفتاك لفترة من الزمن.
وأشار العميد دونالد ألستون، إلي لجوء المقاومين، منذ تسلم الحكومة العراقية الإنتقالية الجديدة مقاليد الحكم، للاعتماد على استراتيجية "السيارات المفخخة" والتي وصفها بـ"النقلة المميزة"، وقدر ألستون عدد المقاومين في العراق ما بين 15 ألف إلى 20 ألف مقاوم.
وأكد بيان عسكري للفرقة الثانية لمشاة البحرية الأمريكية (المارينز) أن عملية "السيف" التي قامت بها قوات الاحتلال ضد المقاومة غرب مدينة بغداد قد انتهت بعد استمرار ثمانية أيام.
وكانت عملية "السيف" قد بدأت في محافظة الأنبار يوم 28 يونيو بمشاركة قوات أمن عراقية و1000 من عناصر مشاة البحرية الأمريكية، والجنود وذلك للقضاء على المسلحين غرب العراق.
وتخطط القوات الأمريكية ومشاة البحرية، حاليا، لتنظيم بعض أشكال التواجد الأمني في مدينة "هيت" التي تبعد 160 كيلومتر شمال غرب بغداد.
يأتي ذلك فيما أعلن جيش الاحتلا الأمريكي مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين، في انفجار قنبلة - رزعها رجال المقاومة العراقية - في احدي مناطق محافظة ديالي شمال شرقي العاصمة بغداد أمس الثلاثاء.
وأفاد بيان لقوات الاحتلال "أن عبوة ناسفة زرعت على جانب احدى الطرق في ديالى استهدفت الدورية الأمريكية التابعة لوحدة تاسك فورس ليبرتي".
كما أعلن جيش الاحتلال عن تحطم طائرة استطلاع عسكرية أمريكية من دون طيار تابعة له في مدينة الموصل شمالي العراق، وسقطت الطائرة على مصنع في حي الدواسة التجاري، دون أن يذكر أسباب الحادث.

على صعيد آخر، اقترح وفد من النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي الذي يزور بغداد حالياً باحلال قوات إسلامية محل القوات الأميركية عند انسحابها من العراق، وتحدى رئيس الوفد رئيس لجنة القوات المسلحة كارل ليفن الجيش والإدارة الأميركية خصوصاً الجنرال جون أبي زيد رئيس القيادة الأميركية الوسطى إثبات ان التمرد في العراق في لحظات احتضار نهائية.
كما طلب الوفد عقب اجتماعه مع مسؤولين من مجلس الحوار الوطني العراقي «سني» الوساطة مع المسلحين، بالتزامن مع إعلان بريطانيا أن قواتها ستغادر العراق فور طلب الحكومة العراقية، رداً على دعوات برلمانية أوروبية نشر قوات حفظ سلام للأمم المتحدة هناك، باعتبارها حلاً لوقف التدهور المستمر والذي تواصل أمس باعلان تنظيم القاعدة بزعامة أبومصعب الزرقاوي انه قرر قتل السفير المصري إيهاب الشريف المختطف منذ خمسة أيام لدى التنظيم.
وأعلن الناطق باسم مجلس الحوار العراقي صالح المطلق ان وفداً من المجلس التقى وفد الكونغرس والسفارة الأميركية في بغداد بناء على طلب من الجانب الأميركي.وذكرت وكالة «الاسوشيتدبرس» نقلا عن الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد آدم هولسون أن ليفن التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري في المنطقة الخضراء وبحث معهما مسألة وجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق.
ويضم الوفد الذي يرأسه ليفن المدير الإداري للجنة القوات المسلحة في الكونغرس ريتشارد دي بويسز وباتريك ماك العضو في اللجنة.ويرى ليفن أن وجود القوات المتعددة الجنسيات يجب أن يكون لوقت محدد وليس لوقت مفتوح، بالإضافة إلى تشديده على ضرورة تسليح وتدريب الجيش العراقي بشكل جيد.

من جانبه، اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الاربعاء ان "قوات التحالف ستغادر العراق على الفور" اذا طلبت منها الحكومة العراقية ذلك معلنا عدم معارضته "المبدئية" لوجود قوات من الامم المتحدة هناك.
وقال سترو امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ "بموجب القرار 1546 فان قوات التحالف تتواجد في العراق فقط بدعوة من الحكومة العراقية. واذا طلبت الحكومة منا الرحيل سنرحل على الفور".
وقال انه ليس لديه اي مشكلة في ان تلعب قوات الامم المتحدة دورا في البلد المضطرب مع انه سيكون من الصعب الحصول على دعم من دول اخرى للمشاركة بمثل هذه المهمة الدولية.
وأضاف "حول مسالة تواجد قوات دولية ليس لدي مشكلة بهذا الشأن من حيث المبدأ. المشكلة الوحيدة هي تشجيع دول اخرى على التقدم (للمشاركة). ولا نعلم بعد ما اذا كان يمكن ان نحقق ذلك".
كما انتقد سترو خطف السفير المصري في العراق والهجمات على الدبلوماسيين العرب والمسلمين. وقال "ندين كافة عمليات القتل والخطف ، نرغب كذلك في ادانة خطف السفير المصري في العراق مؤخرا ايهاب الشريف والهجمات على غيره من الدبلوماسيين من الدول العربية".