أنت هنا

1 جمادى الثانية 1426
لندن ـ وكالات

عاد بلير إلى لندن لمتابعة تداعيات الإنفجارات، وتم إرجاء جلسات قمة الثمانية إلى حين عودته، وكانت قد وقعت صباح اليوم الخميس ستة إنفجارات في عدد من محطات مترو انفاق لندن، كما وقعت ثلاثة انفجارات اخرى في حافلات لنقل الركاب بشوارع العاصمة البريطانية، وقتل أكثر من 50 شخصاً على الأقل حسب المصادر البريطانية، واصيب أكثر من700 جريح، وذلك في آخر حصيلة أعلنتها الشرطة البريطانية وفي الوقت نفسه قال عدد من شهود العيان في مواقع متفرقة من لندن ان الانفجارات اسقطت العديد من الضحايا، وأفادت تقارير انه تم العثور على عبوة ناسفة باحد صناديق القمامة بلندن.
واكدت شرطة لندن ان الانفجارات شملت ست محطات للمترو، لكن الإعلان الرسمي الأخير للشرطة يفيد بأن عدد الإنفجارات بلغ أربعة فقط وقالت الشرطة ان ثلاث انفجارات وقعت في حافلات نقل الركاب.
وأوضح وزير الداخلية البريطاني كينيث كلارك ان هناك العديد من الضحايا بين انقاض القطارات، وأكد حدوث إصابات مروعة، كما نصح المواطنين بعدم استخدام وسائل النقل في المواقع التي وقعت بها الإنفجارات.
وقال شهود عيان إنهم شاهدوا سقف حافلة يتطاير من جراء الانفجار.
وافاد احد شهود العيان ان هناك عدد من الجثث بين الانقاض في محطة مترو ايدجوير رود، كما قال شاهد عيان اخر انه رأى جثث قتلى في منطقة راسل سكوير، وأضاف شاهد اخر انه رأى خمس جثث وعددا من الجرحى في موقع انفجار حافلة الركاب في راسل سكوير ايضا.
وقد أكد شاهد آخر أنه رأى أشلاء ممزقة، وشوهد العديد من الأشخاص مضرجين بالدماء وهم يغادرون المحطات.
وقد وقع الانفجار الأول في الساعة الثامنة و51 دقيقة بتوقيت لندن في قطار بين محطتي أولجيت وليفربول واسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل، ثم تلاه انفجار ثان وهو الأسوأ في الثامنة و 56 دقيقة في محطة إدجوير رود أسفر عن مقتل ما يزيد عن 20 شخصا، ثم انفجار ثالث في التاسعة و17 دقيقة بين محطتي راسل سكوير وكينجز كروس أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وفي التاسعة و47 دقيقة وقع انفجار في حافلة ركاب بوسط لندن أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص ولكن لم يتضح عددهم حتى الآن.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في تصريح تليفزيوني بقمة الثماني ألقاه بلير عقب الإنفجارات وقد بدت علامات الصدمة على ملامح وجهه، انفجارات لندن بالهجمات الإرهابية، وقال بلير انه من الواضح ان الهجوم يهدف الى تعطيل قمة الثمانية.
وفي تصريح آخر له قال بلير: "إن الذين قاموا بهذه التفجيرات تحركوا باسم الإسلام لكن المسلمين أدانوا ذلك العمل".
وقد هرعت سيارات الاطفاء والشرطة والاسعاف الى مواقع الانفجارات.
وقد استقبلت عدد من المستشفيات بلندن مصابين من الانفجارات، وقال متحدث في مستشفى سانت ميري وسط العاصمة البريطانية انه تجري الان معالجة عدد من ذوي الاصابات الخطيرة وبينهم من فقد اطرافه، واضاف ان 8 اشخاص مصابين بجروح بالغة بعضها في الرأس.
وقامت الشرطة بإخلاء عدد من خطوط القطارات الحديدية وقطارات الأنفاق في أعقاب الانفجار قرب محطة "ليفربول ستريت" التي تخدم الحي المالي في لندن وحادث آخر في محطة غرب العاصمة. هذا وقد أفادت مصادر في النقل عن توقع سقوط بعض القتلى.
وانتشرت قوات من الجيش حول عدد مواقع الانفجارات لمساعدة الشرطة في السيطرة على جموع المواطنين المحتشدين هناك.
وقالت شرطة النقل ان "الدوي" الذي سمع بالمحطة ربما كان ذا صلة بالكهرباء.
وكانت تحدثت أنباء عن عطلاً كهربائيا قد حدث ثم تبعته تلك الإنفجارات.
وتعيش شوارع لندن هذه الأثناء حالة من الهلع والشلل التام في التحركات والأعمال والأسواق التجارية.
وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته أمام الدولار الأميركي في أعقاب تلك الهجمات.

وكان تنظيم يدعى "تنظيم قاعدة الجهاد في أوروبا" قد أعلن مسئوليتة عن الهجمات وذلك في بيان له على الإنترنت لم يتسنى التأكد من صحته، وتوعد البيان الدول الأوروبية بهجمات مماثلة.

من جانبة، دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى استنفار كافة الأجهزة الأمنية في بلادة وذلك تحسبا لوقوع أي هجمات.
أما قادة دول مجموعة الثمانية الذين يجتمعون الآن في اسكتلندا فقد أدانوا الهجمات التي استهدفت لندن معتبرين تلك الهجمات إعتداء على جميع دول المجموعة.
كما استنكرت معظم العواصم العالمية الأحداث واعتبروها أعمالاً إرهابية، كما أدان مجلس الأمن اليوم بالإجماع الهجمات التي تعرضت لها لندن اليوم.
من جانبه، أوضح وزير الداخلية الإيطالي في تصريحات له عقب الإنفجارات أن أوروبا كلها تعيش الآن حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع أي هجمات أخرى مماثلة.
وعلى صعيد متصل، تزامنت تلك الإنفجارات مع إعلان احد مساعدي وزير المالية "الاسرائيلي" انه كان من المقرر ان يشارك بنيامين نتانياهو اليوم الخميس في اجتماع لمستثمرين في فندق يقع فوق محطة قطار الانفاق التي وقع فيها انفجار في لندن.
وصرح اورين هلمن للاذاعة "الاسرائيلية" العامة ان "الانفجار وقع تحت الفندق في التوقيت الذي كان يتوقع ان يبدا فيه اجتماع رجال اعمال مهتمين بالاستثمار في "اسرائيل"".
من جهته، أوضح مساعد رئيس الوزراء "الاسرائيلي" السابق ان "وزير المالية اضطر للبقاء في الفندق الذي يقيم فيه بطلب من اجهزة الامن البريطانية".
الجدير بالذكر أن تلك الانفجارات تأتي في أعقاب إعلان العاصمة البريطانية إستضافتها الألعاب الأولمبية لعام 2012 كما تترافق مع انطلاق قمة مجموعة الثمانية في غلين إيغلز باسكتلندا.