أنت هنا

15 جمادى الثانية 1426

حمّل (عمدة لندن) كين ليفينجستون السياسة الخارجية للغرب في الشرق الأوسط مسؤولية تنامي الإرهاب الذي كان وراء أعمال مثل هجمات لندن الأخيرة.
وقال ليفنغستون أمس: إن الحكومات التي «ترتكب مجازر بشكل عشوائي» باسم سياستها الخارجية لا سيما "إسرائيل" والسياسة الغربية في الشرق الأوسط مسؤولة على تنامي الاعتداءات. وصرح العمدة العمالي لإذاعة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «لا أشعر بأي تعاطف معها (الاعتداءات الفدائية)، لكنني لا أدين فقط الفدائيين، بل أندد أيضاً بالحكومات التي ترتكب مجازر بشكل عشوائي للمضي قدماً في سياستها الخارجية».
وأشار خصوصاً إلى «قصف الحكومة "الإسرائيلية" على المناطق التي قد تأتي منها مجموعة إرهابية». وقبل ذلك رأى ليفنغستون أن بريطانيا كانت ستضم عدداً كبيراً من الانتحاريين لو كان البريطانيون «تحت الاحتلال الأجنبي» وحرموا من «حقهم في الانتخاب» و«غالباً من حقهم في العمل» منذ «ثلاثة أجيال».
وقال: لو كنا بعد الحرب العالمية الأولى «نفذنا بما وعدنا به العرب أي أن نتركهم أحراراً وألا نتدخل في شؤونهم وأن نشتري منهم النفط بدلاً من الاعتقاد أنه يجب السيطرة على مصادره"، فربما «هذه المشاكل ما كانت ظهرت الآن». وأضاف «أعتقد أن المشكلة التي نواجهها بشكل خاص حالياً هي أن الأميركيين جندوا ودربوا خلال الثمانينات أسامة بن لادن».

وسئل ليفينجستون عن الدوافع التي يعتقد أنها حركت المفجرين الأربعة الذين نفذوا هجمات لندن، فرد بالإشارة إلى السياسات الغربية في الشرق الأوسط ، وواقع أن الولايات المتحدة هي التي كانت قد دعمت في البداية أسامة بن لادن.
وشدد ليفينجستون على أنه يدين كل أعمال القتل، بما فيها تفجيرات لندن، ولكنه قال: "إن كثيرين من الشبان يرون ازدواجية المعايير، يرون ماذا يحدث في جوانتانامو، وهم ببساطة يعتقدون أن هذه ليست سياسة خارجية عادلة".
يشار إلى أن ليفينجستون لقب بـ “كين الأحمر” بسبب آرائه اليسارية، ولكنه حظي بالثناء على نطاق واسع على موقف التحدي ضد الإرهاب الذي اتخذه في أعقاب تفجيرات لندن، والذي أسهم في توحيد لندن عقب هذه الهجمات الدموية.
وتعتقد الشرطة البريطانية أن هناك صلة واضحة بين المفجرين الأربعة وشبكة القاعدة، ولكن ليفينجستون عبّر خلال المقابلة عن رؤية مختلفة.
وقال ليفينجستون : "لقد كانت هناك 80 سنة من التدخل في المناطق العربية، بسبب حاجة الغرب إلى النفط ، ونحن دعمنا حكومات بغيضة، وأسقطنا حكومات اعتبرنا أنها لم تكن متعاطفة معنا".
وقال: لو كنا بعد الحرب العالمية الأولى نفذنا بما وعدنا به العرب، أي أن نتركهم أحراراً وألا نتدخل في شؤونهم وأن نشتري منهم النفط بدلاً من الاعتقاد أنه يجب السيطرة على مصادره، فربما “هذه المشاكل ما كانت لتظهر الآن”.
وأضاف: “أعتقد أن لدينا في الوقت الراهن مشكلة مهمة، هي أنه في أواخر الثمانينات، جند الأمريكيون ودربوا أسامة بن لادن، وعلموه كيف يقتل ويصنع قنابل، وأطلقوه لكي يقتل الروس ويخرجهم من أفغانستان، ولم يفكروا البتة في واقع أنه عندما ينتهي من تلك المهمة، فمن الممكن أن ينقلب ضد صانعيه”.
الجدير بالذكر أن حكومة (رئيس الوزراء) توني بلير أصرت على أن تفجيرات لندن ليست مرتبطة إطلاقاً بسياستها الخارجية، خصوصاً قرارها بمشاركة الولايات المتحدة في غزو العراق.
ولكن استطلاعاً للرأي نشر هذا الأسبوع أظهر أن ثلثي البريطانيين يرون صلة بين حرب العراق وتفجيرات لندن.
كما أن تقريراً لمعهد بريطاني مرموق وآخر للاستخبارات البريطانية سرب إلى الصحافة استخلصا هما أيضاً أن حرب العراق جعلت بريطانيا أكثر عرضة لهجمات "الإرهابيين".
وفي مقابلته ذاتها، أثار ليفينجستون أيضاً السياسات “الإسرائيلية” تجاه الفلسطينيين، كسبب يغذي الاستياء ضد الغرب في الشرق الأوسط.
وليفينجستون معروف منذ وقت طويل بمواقفه الانتقادية إزاء “إسرائيل”، وفي المقابلة قال: “إذا كنت خاضعاً لاحتلال أجنبي، وأنكر عليك حق الانتخاب، وأنكر عليك حقك في إدارة شؤونك الخاصة، وكثيراً ما أنكر عليك حقك في العمل، على مدى ثلاثة أجيال، أظن لو أن هذا حدث هنا في انجلترا لكنا أفرزنا نحن أنفسنا كثيرين من المفجرين”.
وأبدى السفير “الإسرائيلي” في لندن زفي هيفيتس “انزعاجه” مما اعتبره تعاطف ليفينجستون مع النشطاء الفلسطينيين.