أنت هنا

18 جمادى الثانية 1426

أخذت التحقيقات الأمنية حول تفجيرات شرم الشيخ أمس السبت تتخذ منحى جديداً بعد أن كشف مصدر أمني لـ"العربية.نت" أن فحصاً دقيقاً وتحريات واسعة تجرى حالياً بشأن 9 يحملون جوازات سفر باكستانية دخلوا مصر بتاريخ 5/7/2005 وهو تاريخ مقارب من التاريخ الذي دخلت فيه السيارة المفخخة التي استعملت في تفجير فندق غزالة جاردنرز في شرم الشيخ.
وأضاف المصدر أن هذه السيارة التي تفحمت تماماً، وبقيت لوحتها المعدنية التي تحمل أرقام جمرك نويبع، تبين دخولها فعلاً من هذا الميناء المطل على البحر الأحمر، وأن التحقيقات الدقيقة تركز حالياً على ما إذا كان هناك رابط بينها وبين الباكستانيين التسعة المفترضين.
ولم يكشف المصدر عن الطريقة التي دخل بها الباكستانيون التسعة، قائلا إن الأجهزة الأمنية تشتبه في أن تكون جوازات سفرهم التي دخلوا بها مزورة.
ويجري حالياً فحص دقيق لبيانات السيارة والتربتك الخاص بها، ومكان إصداره، والشخص الذي دخل بها، وعما إذا كان هؤلاء الباكستانيون المفترضون قد غادروا مصر قبل وقوع التفجير، أجاب المصدر: " لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن معلومات مؤكدة من هذا النوع".. لكنه أضاف أن كل الذين تم القبض عليهم حتى الآن مصريون، ليس بينهم أجانب.
وأشار بقوله: "لسنا متأكدين من تورط هؤلاء الذين كانوا يحملون جوازات سفر باكستانية، لكن إذا تأكد لنا أن جوازات سفرهم مزورة فهذا يحمل إشارات مهمة لنا".
ويجري الربط بين أن يكون هذا الهجوم موجهاً من خارج مصر، وبين البيان الذي أعلنته من أطلقت على نفسها " كتائب الشهيد عبدالله عزام".
كما أوضح المصدر إن دخول السيارة تم قبل أسبوعين من عملية التفجير، وبالتالي جرى فحص دقيق في جميع الموانئ لأسماء وجنسيات من دخلوا مصر خلال تلك المدة، وبالتالي تبين دخول هؤلاء الذين يحملون جنسيات سفر باكستانية بتاريخ 5/7/2005.
من جانبه رجح اللواء فؤاد علام (نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق، والخبير في مكافحة الإرهاب) أن تكون جهة خارجية هي التي قامت بالعملية؛ لأن مدينة شرم الشيخ من الصعب الدخول والخروج إليها من أية جماعات أصولية في مصر، خاصة إذا ما ربطنا توقيت هذا التفجير بتوقيت تفجيرات طابا، وفي الحالتين كان التوقيت يتعلق بمناسبة قومية في مصر، الأول 6 أكتوبر تاريخ الانتصار المصري في الحرب التي شنت ضد إسرائيل العام 1973، والثاني ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 مما يعني أن الجهة المسؤولة هي جهة سياسية خارجية، بينما الجماعات الأصولية لا تلتفت إلى هذه المناسبات القومية ولا تهتم بها، و لا تؤقت عملياتها على أساسها.
وفي سياق آخر أكدت مصادر أمنية انه تم توقيف 95 شخصاً حتى الآن في إطار حملة الملاحقة التي بدأتها الشرطة المصرية أمس بحثا عن أشخاص يشتبه في صلتهم باعتداءات شرم الشيخ التي أوقعت 88 قتيلاً ليل الجمعة السبت.
وأكدت المصادر أن 35 شخصاً ألقي القبض عليهم في مدينة شرم الشيخ واعتقل حوالي ستين آخرين في مدينتي الشيخ زايد والعريش بشمال سيناء، ومن بين الذين تم اعتقالهم أشخاص من مدينة العريش أوقفوا عقب تفجيرات طابا، التي أوقعت 34 قتيلاً في أكتوبر، وتم الإفراج عنهم مؤخراً؛ لعدم وجود أدلة ضدهم، وفق المصادر نفسها.

وفي تطور آخر انفجرت قنبلة صغيرة في إحدى ضواحي القاهرة اليوم الأحد، مما أدى إلى إصابة حاملها بجروح طفيفة.