أنت هنا

18 جمادى الثانية 1426
فلسطين المحتلة ـ وكالات

هدد (رئيس الوزراء الإسرائيلي) أرييل شارون الفلسطينيين بتوجيه ما وصفها بضربة غير مسبوقة وبوسائل جديدة في حال استمرت المقاومة الفلسطينية بشن هجماتها في غزة، أثناء وبعد الانسحاب "الإسرائيلي" المزمع من القطاع، والذي يبدأ يوم 17 أغسطس القادم.
وأوضح شارون في الجلسة الأسبوعية لحكومته رداً على مقتل مستوطنين اثنين في هجوم للمقاومة الفلسطينية قرب مغتصبة كيسوفيم وسط قطاع غزة فجر اليوم، إنه أصدر أوامر إلى المؤسسات العسكرية والأمنية بالرد بقوة على ما وصفها بالعمليات الإرهابية.
من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العملية الفدائية المشتركة التي نفذت على طريق "كسوفيم" الاستيطاني بأنها تأكيد على أن التهدئة تكفل حق الرد للفصائل على العدوان الصهيوني دون الرجوع والتشاور مع أحد.
وكانت ثلاثة أذرع مسلحة، هي "كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكري لحركة "فتح"، و"ألوية الناصر صلاح الدين" الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، و"سرايا القدس" الذراع العسكري للجهاد الإسلامي تبنت عملية كسوفيم، والتي أدت إلى مقتل مستوطنين صهاينة وإصابة آخرين بينهم عسكريون.
وقال مشير المصري (الناطق الإعلامي باسم حركة حماس): إنه "أمام العدوان الصهيوني المتصاعد على شعبنا بكافة أشكاله والتنصل من استحقاقات التهدئة، فمن حق شعبنا أن يدافع عن نفسه بكافة الوسائل المتاحة، وهذا ما أعطته اتفاقية القاهرة لكافة الفصائل من خلال الاحتفاظ بالرد على العدوان دون الرجوع والتشاور في ذلك".
وأضاف المصري في تصريح لوسائل الإعلام أنه "لا يوجد في اتفاق القاهرة نص يشير إلى ضرورة الرجوع والتشاور من أجل الرد على الخروقات الصهيونية كما يحلو للبعض أن يفسره؛ لأنه عند القتل وأعمال الاجتياحات ليس من المناسب أن نتشاور، نرد أم لا".
وشدد على أنه لا بد أن يدرك الاحتلال أن التهدئة لم تكن من منطلق ضعف، بل من موقع الاقتدار والقوة، مشيراً إلى أن "مثل هذه العمليات إنما جاءت من أجل الرد على العدوان"، محملاً الكيان الصهيوني "مسؤولية مواصلة اعتداءاتها على أبناء الشعب الفلسطيني، مع بقاء التهدئة كونها جاءت محل إجماع وطني"، مستدركاً القول: إن "هذا العدوان يضع التهدئة في موضوع الخطر".
وقال الناطق باسم حماس: إن "هذه العملية الفدائية المشتركة تؤكد أن كافة فصائل المقاومة تجتمع على خيار المقاومة، وعلى ضرورة الردّ على جرائم الاحتلال وعدم السكوت عنها".

وفي الوقت الذي أعربت فصائل المقاومة أن هذه العملية تأتي في سياق الردّ على الخروقات الصهيونية المتواصلة للتهدئة المعلنة، أدان (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس عملية "كيسوفيم" الفدائية،وقال عباس: إنّ هذه العملية تشكل خرقاً لاتفاق التهدئة والهدنة ولاتفاق القاهرة، وتقدم للجانب (الإسرائيلي) المبرر لشن هجمات انتقامية ضد شعبنا والقيام باغتيالات للقيادات الفلسطينية.
واعتبر عباس أن عمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني لا تخدم مصلحتنا الوطنية، وتهدد أمننا الوطني، وتضعف مصداقيتنا على الصعيد الدولي، مؤكداً أن السلطة ستبذل كل جهد ممكن لوقف هذه العمليات "الضارة"، حسب رأيه.

لكن (القيادي في حركة الجهاد الإسلامي) خالد البطش قد أكد أن عملية "كيسوفيم" الفدائية المشتركة ليلة أمس تأتي في سياق إعادة تصويب المسار الفلسطيني المقاوم ضد قوات الاحتلال الصهيوني، ورداً على جرائم الاغتيال التي نفذها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.