أنت هنا

21 جمادى الثانية 1426
فلسطين المحتلة ـ وكالات

اعترف رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ارييل شارون بأن المقاومة سبب الانسحاب من غزة، قائلاً "إنها جاءت تحت ضغط الوضع الأمني المتردي"، وما أسماه "معاناة المستوطنين".
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن شارون قوله "إن الانسحاب الإسرائيلي من غزة سيتم في الموعد المحدد في منتصف أغسطس"، موضحاً "أن الانسحاب ليس سوى مرحلة تمهيدية قبل التمكن من تطبيق خطة خريطة الطريق الدولية للسلام الرامية إلى قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح مستقلة على مراحل، ولتطبيق هذه الخطة تطبيقاً تاماً يجب وقف (الإرهاب) كلياً ومصادرة الأسلحة وتفكيك المنظمات، إذا لم يعد الهدوء لن يتمكن الفلسطينيون من تحقيق حلمهم الوطني".
كما أكد شارون أن أجهزته على اتصال يومي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، زاعماً "لم أر بعد أي تحرك جدي من جانبه لمكافحة الإرهاب، انه يكتفي للأسف باتخاذ خطوات محدودة".
وأضاف "إن العقبة الرئيسية هي ان العالم العربي وليس الفلسطينيون فقط لم يعترف بعد بحق اليهود في دولة مستقلة"، زاعماً "أننا نواجه أسوأ أشكال الكراهية لهذا السبب أفضل عملية على مراحل.
كما سخر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ارييل شارون أمس من المفاوضات والاتفاقات مع العرب، قائلاً إن «المهم هو الأفعال فقط»، مشترطاً تفكيك تنظيمات المقاومة وتجريدها من السلاح لقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وتترافق تصريحات شارون تلك مع خروج مئات المتظاهرين الفرنسيين فى باريس احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إلى فرنسا.
وكان أكثر من 50 منظمة وحزبا سياسيا فرنسيا قد دعت إلى هذه المظاهرة للإعراب عن رفض السياسات "الإسرائيلية" تجاه الفلسطينيين. وأقام المتظاهرون جدارا وهميا كتبوا عليه "أوقفوا الجدار".
وطالبوا، رافعين الشموع, بتدمير "جدار العار" الذي تبنيه "إسرائيل" في الضفة الغربية. وكتب المتظاهرون على لافتة "لا لسياسة شارون, لا لجدار العزل والاحتلال".
واعتبر روبير كيسوس الناطق باسم جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية أن انسحاب "إسرائيل"من قطاع غزة "ليس سوى ستار من الدخان, لأن قطاع غزة سيبقى سجنا مشرعا على السماء طالما تحكم "إسرائيل" قبضتها على جميع حدوده.
أما كريستيان بيكيه المتحدث باسم الهيئة الوطنية من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين و"إلإسرائيليين"فطالب باتخاذ عقوبات دولية ضد إسرائيل لحملها على احترام قرارات محكمة العدل الدولية.
وتضم الهيئة رابطة حقوق الإنسان والحركة ضد العنصرية وتأييد الصداقة بين الشعوب وحزب الخضر والحزب الشيوعي الفرنسي.
ووصل شارون مساء أمس إلى مطار أورلي جنوب باريس. وتأتي الزيارة لتفتح صفحة جديدة من العلاقات الفرنسية "الإسرائيلية"، بالتزامن مع وصول دفعة جديدة من المهاجرين اليهود الفرنسيين إلى تل أبيب، هي الثانية منذ بداية العام.

من جانبه قال وزير الدفاع "الإسرائيلي" شاؤول موفاز إن جميع الجنود "الإسرائيليين" سيغادرون قطاع غزة بالكامل خلال شهرين.
وأكد الوزير "الإسرائيلي" في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن جيش الاحتلال سينسحب من معبر صلاح الدين الممتد على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر بالتزامن مع الانسحاب المزمع من القطاع منتصف الشهر المقبل.
وكانت ناطقة باسم وزارة الدفاع "الإسرائيلية" قالت أمس إن تل أبيب ستوقع الأسبوع المقبل على الأرجح اتفاقية مع مصر تنشر الأخيرة بموجبها 750 جنديا على طول معبر فيلادلفيا لكي تتمكن القوات "الإسرائيلية" من مغادرة الممر بالتزامن مع مغادرتها كل القطاع.

من جهة أخرى، يستدلّ من استطلاعٍ حديثٍ للرأي العام الصهيونيّ، أنّ الغالبية العظمى من الصهاينة في الدولة العبرية، يعتقدون أنّ اغتيال رئيس الوزراء الصهيونيّ آرائيل شارون "ما زال أمراً واقعياً ووارداً جداً"، على حدّ قولهم.
ويشير الاستطلاع، الذي أجرته د."مينة تسيمح" الصهيونيّة، صاحبة "مركز داحف" لاستطلاعات الرأي، إلى إن 58 في المائة من الصهاينة يعتبرون أنّ المجتمع "لم يستخلص عبرة من اغتيال رئيس الوزراء الصهيونيّ الأسبق إسحاق رابين على يد مستوطنٍ صهيوني، منوّهةً في معرض تفسيراتها للنتائج إلى أنّ خطة الانسحاب من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية "أجّجت المخاوف من الاغتيال".
من جهتها أكّدت "شولميت الوني"، وزيرة التربية والتعليم الصهيونيّة السابقة في حكومة إسحاق رابين، أنّه لا يوجد أيّ سببٍ يحول دون قيام مستوطنٍ أو "متطرّفٍ" بمحاولة التغيير للسياسة، ولمجرى التاريخ، بواسطة الاغتيال السياسي. واتهمت رجال الدين والحاخامات في المستوطنات بالتحريض على القتل بطرقٍ غير مباشرة، من خلال فتاوى دينية.
كمت يرى "تسفي البيليج"، السفير الصهيونيّ السابق، أنّ الأرضية جاهزة في الكيان الصهيونيّ "لتكرار اغتيال رئيس وزرائه، جراء انتشار ما وصفه بـ (جنون التطرف والجهل لدى المستوطنين)"، على حد تعبيره.
وتابع "للأسف يؤثّر المتطرّفون في ما يحدث داخل المجتمع (الإسرائيلي) أكثر من المجلس الوطني للسلام والأمن الذي أشارك في عضويته، وهو يضمّ ألف ضابطٍ شاركوا في كافة حروب (إسرائيل)"، معتبراً أنّ "(الإسرائيليين) باتوا شعبين مختلفين اليوم أولهما عاقل والثاني مجنون"، على حدّ وصفه.