أنت هنا

23 جمادى الثانية 1426
فلسطين المحتله ـ وكالات

أمرت القيادة العسكرية الجنوبية في "إسرائيل" بشن هجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة قبيل الانسحاب المرتقب اعتباراً من منتصف أغسطس القادم.
ونقلت اليوم صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" الصادرة عن مصادر عسكرية قولها: إن التوصية يرفضها حتى الآن (وزير الدفاع) شاؤول موفاز، نظراً للتعقيدات التي يمكن أن تشكلها مثل هذه العمليات.
وطبقاً لخطة الهجوم التي كشفت عنها الصحيفة فإن قوات الاحتلال "الإسرائيلية" ستحتل شريطين من الأراضي بطول وعرض عدة كيلومترات، أحدهما حول مدينة بيت حانون شمال القطاع والآخر قرب مدينة خان يونس جنوب غزة، بهدف منع إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات خلال عملية إجلائها.

من جهة أخرى، قال مسؤولون عسكريون أمس الخميس: إن الكيان الصهيوني يسارع بإكمال حاجز ثلاثي من الأسوار والحوائط على يحيط بقطاع "غزة" لعزله عن باقي مناطق فلسطين المحتلة.
وقد علقت السلطة الفلسطينية على ذلك بقولها: إن هذه الحواجز ستجعل قطاع غزة مثل سجن كبير.
قال مسؤول عسكري صهيوني: إن الخطة تدعو إلى إضافة سياجين جديدين موازيين للسور الذي يحيط حالياً بقطاع "غزة" وإلى إقامة حوائط خرسانية ارتفاعها سبعة أمتار في بضعة أماكن، وقدرت التكلفة بنحو 220 مليون دولار.
ويقوم الكيان الصهيوني بإنشاء قواعد جديدة لقواته للتعويض عن فقد وجوده العسكري في "غزة" بعد إزالة الواحد والعشرين مستوطنة صهيونية كلها من القطاع المحتل ابتداء من منتصف أغسطس.
ويشعر مسؤولون أمنيون صهاينة بالقلق من أنه حتى بعد الانسحاب من "غزة" فإن عناصر المقاومة الفلسطينية من غزة، سينقلون أعمال المقاومة إلى باقي مناطق "فلسطين المحتلة"، وسيطلقون الصواريخ عبر الحواجز.
قال مسؤول كبير للصحفيين خلال جولة في مواقع إنشاء الحاجز "هدفنا هو حماية جنودنا .. ولقد رأينا أننا في حاجة إلى شيء آخر غير السور الحالي حتى نضمن الأمن الكامل".
واعترف بأنه حتى السور الثلاثي المقترح في "غزة" لن يكون كافياً لوقف هجمات المقاومة الفلسطينية.
وقالت (وزيرة الخارجية الأمريكية) كوندوليزا رايس في الأسبوع الماضي معبرة عن مخاوف الفلسطينيين أن الولايات المتحدة تريد التأكد من أن الكيان الصهيوني لن يجعل "غزة" محاصرة بعد الانسحاب.
وأكد مسؤول أن سياجاً من المعدن والأسلاك الشائكة تجري إقامته على مسافة أقرب ببضعة عشرات من الأمتار إلى خط الحدود مع غزة من السور الالكتروني الحالي.
وقال: إن السور الآخر المزود بأجهزة استشعار وكاميرات مراقبة وأبراج حراسة ومواقع لرشاشات تعمل بالتحكم عن بعد سيقع على مسافة تتراوح بين 70 و150 متراً شرقي السور الحدودي الحالي على الجانب الآخر.
وأكد الكيان الصهيوني أنه سيحتفظ بالسيطرة على المجال الجوي والبحري لغزة بعد الانسحاب لأسباب أمنية مع أن قواته من المتوقع أن تنسحب من حدود القطاع مع مصر.
ويرحب الفلسطينيون بأي انسحاب لكنهم يخشون أن يقوم الكيان الصهيوني بمبادلة غزة الصغيرة الحجم، حيث يعيش 8500 مستوطن معزولين عن 1.4 مليون فلسطيني بسيطرة أشد على الضفة الغربية المحتلة، حيث تعيش أغلبية المستوطنين وعددهم 240 ألفاً.
وأعلنت محكمة العدل الدولية أن الجدار الصهيوني في الضفة الغربية غير شرعي لانتهاكه الأراضي المحتلة.

وفي السياق ذاته حذر (رئيس الوزراء الإسرائيلي) اليوم في ختام زيارته لفرنسا من أن "إسرائيل" سترد بطريقة وصفها بالقاسية جداً، في حال شنت الفصائل الفلسطينية المسلحة هجمات خلال عملية الانسحاب من قطاع غزة.
ووصف أرييل شارون الانسحاب المقرر من غزة بأنه "مؤلم"، وأنه القرار الأقسى في حياته، لكنه شدد على أنه "ضروري".
وقال شارون خلال لقائه ممثلين عن الجالية اليهودية في باريس أمس: إن خطة الانسحاب ستضمن عدم العودة بتاتاً إلى حدود 1967م، وستضمن عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، وعدم إجراء أي تسوية تمس أمن "إسرائيل".
كما جدد دعوته يهود فرنسا إلى الاستقرار في إسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الدعوة لا تحمل "طابعاً ملحاً" وليست مرتبطة بما أسماه معاداة السامية.