يتوجه صباح اليوم الأحد (رئيس الحكومة اللبنانية الجديد) فؤاد السنيورة إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول لبناني رفيع إلى العاصمة السورية بعد الانسحاب السوري من لبنان وإجراء الانتخابات النيابية فيه وتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي ضوء ملف مثقل بالكثير ومن أبرز ظواهره الحادة الأزمة الحدودية القائمة منذ أسابيع، يلتقي السنيورة نظيره السوري محمد ناجي العطري للبحث معه في الملفات الكبيرة المتصلة بالعلاقات بين البلدين.

وترى الأوساط السياسية في البلدين أن الأهم في زيارة السنيورة سيكون اجتماعه مع (الرئيس السوري) بشار الأسد وما يمكن أن يطلقه من مواقف في هذا اللقاء، وما سيسمعه الأسد بدوره من السنيورة بصفته المزدوجة الأولى كرئيس للحكومة والثانية كممثل لكتلة "المستقبل" النيابية.

وقالت وكالتا الأنباء الرسميتان اللبنانية والسورية: " إن السنيورة سيقوم بزيارة إلى دمشق الأحد"، فيما ذكر مصدر حكومي في بيروت أن رئيس الوزراء السوري سيستقبل نظيره اللبناني عند حدود البلدين.
وقد أعرب السنيورة عن أمله في أن تكون الزيارة بداية لعلاقة جديدة بين سورية ولبنان مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وقال السنيورة أمام مجلس النواب: "بشأن العلاقات مع الشقيقة سوريا فأنا ذاهب الأحد لزيارة دمشق وزيارة المسؤولين السوريين."

وسبق للسنيورة أن شارك بصفته وزيراً للمالية في خمس حكومات شكلها الحريري بين عامي 1992 و2003م، ويعدّ من المقربين لرئيس الوزراء الراحل الذي تنحى أوساط مقربة منه على سوريا باللائمة في اغتياله.

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب حصول حكومة السنيورة على ثقة مجلس النواب اللبناني بغالبية كبيرة في تصويت في البرلمان السبت.

ونالت الحكومة الجديدة ثقة 92 نائباً من أصل 128 عضواً في البرلمان الذي يضم للمرة الأولى أكثرية معارضة لدمشق.

ومنح البرلمان الثقة للحكومة بعد ثلاثة أيام من المناقشات الحادة تحدث خلالهم 47 نائباً، ونقلت عبر قنوات التلفزيون المحلية مباشرة على الهواء.
وحكومة السنيورة هي الأولى منذ سنوات التي يهيمن عليها السياسيون المناهضون لسورية، إلا أن تخطي الخلافات مع دمشق هي واحدة من أولويات رئيس الوزراء الجديد.

وبعد الاقتراع بالثقة قال السنيورة أمام البرلمان: "نريد علاقات جيدة وصحيحة مع سورية مبنية على أساس من الاحترام ... وتوازن المصالح بين البلدين".

وقال المسؤول اللبناني البالغ من العمر 63 عاماً للصحفيين: إنه "يأمل في أن تكون المحادثات ممتازة لصالح البلدين ... لبنان وسورية بلدان شقيقان والعلاقات بينهما ودية.