أنت هنا

25 جمادى الثانية 1426
فلسطين المحتلة ـ وكالات

أماط رئيس سلطة جودة البيئة في السلطة الفلسطينية، اللثام عن قيام مستوطني المجمع الاستيطاني "الإسرائيلي" "غوش قطيف"، بسكب 15 ألف متر مكعب من المياه العادمة والملوثة، كانت مخزونة في بركة صناعية، باتجاه أراضي المواطنين في منطقة المواصي، الواقعة جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى تلويث تلك الأراضي الزراعية، كما تم تلويث 3 آبار مياه جوفية، صارت غير صالحة للشرب الآن.
وأضاف الدكتور يوسف أبو صفية، خلال مؤتمر صحافي عقده في قاعة المركز الصحافي الدولي بالهيئة العامة للاستعلامات، اليوم، بغرض "فضح الممارسات "الإسرائيلية" ضد الإنسان والبيئة الفلسطينية"، إن "إسرائيل" ومنذ العام 1967، لا زالت تواصل انتهاكاتها البيئية ضد الإنسان والأرض الفلسطينية، بشكل مباشر وغير مباشر، مشدداً على أن الاحتلال "الإسرائيلي" يعد من أخطر أنواع الاحتلال على وجه البسيطة، كونه يقوم على فكرة الاحتلال، بمعنى ترحيل الشعب الفلسطيني، وإحلال الشعب "الإسرائيلي" محله، موضحاً: "إن الدليل على ذلك هو الدعوة الأخيرة، التي وجهها (رئيس الوزراء "الإسرائيلي") آرائيل شارون ليهود فرنسا، بأن يشدوا الرحال إلى وطنهم وديارهم "إسرائيل" كما زعم.
ونوه الدكتور الذي يحمل رتبة وزير، إلى أن سلطات الاحتلال تلجأ إلى كل الوسائل والأساليب لقتل وتدمير الحياة الفلسطينية، ومن ضمنها تلويث مصادر المياه، وتلويث الغذاء، وتدمير الأراضي الزراعية، وسحب الرمال الفلسطينية، بالإضافة إلى جملة من الانتهاكات "الإسرائيلية" المتصلة بتلويث البيئة.
وقال: إن مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية تم تجريفها، واقتلاع أشجارها ومحاصيلها الزراعية، كان آخرها المحمية الطبيعية الموجودة في جنين بالضفة الغربية، واسمها "أم الريحان"، بالإضافة إلى تدمير غابات حرجية بمساحة 3 كيلومتر في شمال قطاع غزة.

كما أشار إلى نقل النفايات وتهريبها من المصانع "الإسرائيلية" إلى أراضي القطاع والضفة، مبيناً أنه خلال الأسبوعين المنصرمين، تم نقل ودفن 6000 طن من المواد السامة والنفايات من داخل "إسرائيل" إلى قرية شوفة في طولكرم، ونبه إلى أن أساليب التهريب "الإسرائيلية" تتنوع وتختلف، فهي إما أن تكون مواد صلبة، أو نفايات سائلة، وتدخل على شكل بويات.
واتهم أبو صفية "إسرائيل" بدفن عشرات آلاف الأطنان من النفايات السامة في الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات والمقرر إخلاؤها الشهر المقبل ضمن خطة الانسحاب "الإسرائيلي" من القطاع.
كما أوضح أبو صفية، إنه في محيط مستعمرة غوش قطيف وحدها تم دفن 50 ألف طن من النفايات السامة تتنوع في هيئتها, فهي إما أن تكون مواد صلبة أو نفايات سائلة أو غير ذلك.
وكشف أن"حكومة الاحتلال تسرع في الوقت الراهن من وتيرة دفن هذه النفايات المحرمة دوليا في قطاع غزة والأراضي التي تنوي الانسحاب منها.
وذكر أن السلطة الفلسطينية طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية بهدف الاستعانة بخبراء دوليين لمساعدتها في إجراء مسح بيئي كامل لاكتشاف المخاطر البيئية، سواء تلويث المياه الجوفية أو تصريف النفايات السائلة بعد الانسحاب مباشرة.
كما اتهم المسؤول الفلسطيني "إسرائيل" بسرقة الرمال الفلسطينية الموجودة في المستوطنات التي ستخلى الشهر المقبل وأشار إلى نقل المئات من الشاحنات المحملة بالرمال إلى داخل "إسرائيل".

من جهة أخرى، قال (وزير الشؤون المدنية الفلسطيني) محمد دحلان: إن هناك دراسات فلسطينية حول مدى إمكانية الاستفادة من مخلفات وحطام المستوطنات "الإسرائيلية" بعد الانسحاب منها ". وقال: إن الجانب "الإسرائيلي" وافق على إزالة المخلفات، وإن السلطة الفلسطينية عرضت المساعدة في هذا المجال رغبة منها في ضمان عدم دفن هذه المخلفات داخل أراضي السلطة الفلسطينية وعدم إطالة مدة بقاء الجيش "الإسرائيلي" في القطاع بهدف إزالتها.

كما أعلن دحلان، أنّ مستوطنة "نتساريم" الصهيونيّة جنوب مدينة غزة والتي سيخليها جيش الاحتلال في عملية الانسحاب المقررة في أغسطس المقبل ستخصص من قبل سلطته كمنطقة للخدمات للميناء البحري الذي سيقام على البحر الأبيض المتوسط.
وأبلغ دحلان الصحافيين عقب اجتماعه مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط "جيمس ولفنسون" أنّ ميناء المدينة سيقام قبالة مستوطنة (نتساريم) التي تقع إلى الجنوب من مدينة غزة، مشيراً إلى أنّ (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس وافق ووقع على قرار بأن يكون ميناء غزة في مكانه، وأن تستخدم هذه المستوطنة والتي ستحرر قريباً كمنطقة خدمات للميناء.
وأشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية طلبت من مبعوث اللجنة الراعية الدولية للسلام "جيمس ولفنسون" بذل المزيد من الجهود خلال الأسبوع الجاري للحصول على ردود صهيونيّة بشأن معبر رفح والطريق الآمن الذي سيربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما تطرق دحلان إلى مسألة المعابر على حدود قطاع غزة، وقال: إن تقدماً حدث في هذا المجال.

من جهة أخرى، حذرت كتائب "شهداء الأقصى" ، الجناح العسكري لحركة فتح من إقدام جيش الاحتلال الصهيوني على أية حماقة بضرب المدن الفلسطينية أو اللبنانية لتغطية الانسحاب من قطاع غزة المتوقع منتصف أغسطس المقبل.
وقالت الكتائب في بيان لها: "إنها تنظر بخطورة بالغة لدعوات شارون ليهود فرنسا والعالم للقدوم إلى "إسرائيل" والإقامة فيها لما تمثله هذه الدعوات الصهيونية والعدوانية من مساس واعتداء مباشر على فلسطين والعروبة والثوابت الوطنية"، معتبرة أن هذه الدعوات تمثل رصاصة الموت على كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية تجاه السلام والتفاهمات الأخيرة.
هذا فيما بدأ مئات المستوطنين اليهود في الرحيل من مستوطناتهم في قطاع غزة اليوم الأحد، وذكرت إذاعة الاحتلال "أن أول أسر المستوطنين الراحلين من مستوطنة نيسانيت بقطاع غزة وصلت بالفعل إلى كيبوتز أو قرية نتساريم التعاونية الواقعة بين مدينتي اشدود وعسقلان في "إسرائيل" وأنهم تم تسكينهم في مساكن متنقلة (كرافانات) بصورة مؤقتة".
وأشار تقرير الإذاعة إلى أن حكومة "ارييل شارون" أقامت مئات الوحدات السكنية المؤقتة وغيرها من أجل استيعاب المستوطنين الذين سيتم إجلاؤهم ضمن خطة الانسحاب من غزة.

وفي سياق آخر، أعلن (نائب وزير الدفاع "الإسرائيلي") زئيف بويم اليوم الأحد للإذاعة العامة أن "إسرائيل" ستنفذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة في حال تعرضت عملية الانسحاب لإطلاق نار.
وأضاف في حالة إطلاق النار، سنوقف الانسحاب ونوجه ضربة كبيرة في عملية على مستوى الفرقة، وتتألف الفرقة من أربعة ألوية، وتضم من ستة إلى ثمانية آلاف رجل.
وقال بويم: إن مثل هذه العملية ستؤخر انسحاب القوات الإسرائيلية وإجلاء المستوطنين من غزة من عشرة أيام إلى أسبوعين، ومن المقرر أن يبدأ الانسحاب من غزة منتصف أغسطس على أن يستغرق بين أسبوعين وأربعة أسابيع.
وقال نائب وزير الدفاع: إن العملية العسكرية إذا نفذت فستشمل بصورة رئيسة منطقة خان يونس جنوب القطاع والقريبة من تجمع مستوطنات غوش قطيف الذي يضم نصف مستوطنات غزة وعددها 21 مستوطنة.
وقال زئيف بويم: أعتقد أن المشكلة الرئيسة تكمن في منطقة خان يونس والعملية ستنفذها فرقة وهذا يعني أن جدول الانسحاب سيتغير. وأضاف في أسوأ الحالات ستكون عملية بحجم عملية السور الواقي وتستمر ما بين عشرة أيام وأسبوعين، الوقت اللازم لتوجيه ضربة قاسية للإرهاب للقضاء عليه.
ونفذ الجيش الإسرائيلي في نهاية مارس 2002م عملية برية واسعة أطلق عليها اسم السور الواقي في الضفة الغربية وعاود فيها احتلال المدن الفلسطينية الكبرى.
وكرر (رئيس الوزراء "الإسرائيلي") ارييل شارون مراراً في المدة الأخيرة تحذيره من أنه لن يتساهل مع إطلاق النار من جانب الفلسطينيين، مهدداً برد من نوع جديد لم يحدده.
ومن المقرر أن تخلي "إسرائيل" الشهر المقبل 21 مستوطنة في قطاع غزة من بينها مستوطنة غوش قطيف جنوبي القطاع بالإضافة إلى أربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية.