أنت هنا

25 جمادى الثانية 1426
القاهرة ـ وكالات

أدانت جماعة الإخوان المسلمين اليوم الأحد ضرب متظاهرين يعارضون ترشيح الرئيس حسني مبارك لفترة رئاسة جديدة وقالت ان ذلك يثبت أن الحكومة غير جادة في الاصلاح.
ورشح مبارك (77 عاما) الذي يحكم مصر منذ نحو 24 عاما نفسه يوم الجمعة لفترة رئاسة جديدة مدتها ست سنوات في أول انتخابات رئاسة تعددية في تاريخ مصر بعد تعديل دستوري وضع قيودا على ترشيح المستقلين.
وأوضح الاخوان المسلمون في بيان ان محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة "عبر عن دهشته لهذا الأسلوب الوحشي الذي تعاملت به قوات الأمن مع المتظاهرين والذي بثته الفضائيات."
وأضاف أن ضرب المتظاهرين حدث "في اليوم التالي لترشيح الرئيس مبارك ليؤكد أن النظام ليس لديه أي رغبة جادة في الاصلاح الحقيقي ولا يتحمل أي رأي معارض."
وأضاف بيان الجماعة التي تعد أكبر حركة معارضة مصرية أن حبيب طالب "بالافراج عن جميع المعتقلين بسبب التظاهر أو المطالِبين بالاصلاح فضلا عن الافراج عن جميع سجناء الرأي."
وقالت وزارة الداخلية في بيان يوم السبت ان السلطات ألقت القبض على 20 مُتظاهرا تسببوا في "تعطيل حركة المرور وتهديد سلامة المواطنين." وأضافت أن عناصر "إثارية" حاولت التظاهر و"قذفت قوات الأمن بالحجارة مما أدى الى إصابة 15 من الجنود."

وكانت قوات الأمن المصرية قد قامت بقمع تظاهرة نظمتها العديد من الحركات المطالبة بالإصلاح مساء أمس السبت في ميدان التحرير بوسط القاهرة للاحتجاج على إعلان الرئيس مبارك ترشحه للفوز بفترة ولاية خامسة ، وقامت قوات الشرطة باعتقال العشرات من المتظاهرين ، من بينهم جورج إسحق المنسق العام لحركة " كفاية " وأمين اسكندر القيادي بالحركة ، كما أصيب العديد من المتظاهرين بإصابات متنوعة نتيجة استخدام قوات الشركة للهراوات الكهربائية ، كما وقعت بعض مشاهد " سحل " المتظاهرين في منطقة ميدان طلعت حرب .
وقامت قوات الأمن بملاحقة وسائل الإعلام العربية والدولية وقامت بسحب الأفلام من كاميرات المصورين فضلا عن تدمير الكثير منها. وأوضح أن ما يقرب من خمسة آلاف جندي تدعمهم أكثر من مائة سيارة من عربات الأمن المركزي ، شاركوا في قمع المظاهرة . وأكد مصدر في حركة كفاية إن قوات الأمن احتجزت عشرات من أعضائها خلال فض المظاهرة بالقوة ، فيما قالت مصادر أمنية أن عدد المعتقلين من أعضاء الحركة بلغ 27.
وذكر مصدر طبي أن أربعة متظاهرين وصحفيا واحدا على الأقل لحقت بهم إصابات منها كسر في الضلوع وتمزق في الكتف وكدمات وكسر في اليد. وقال المصدر أن أحد المتظاهرين إصاباته خطيرة. وكانت شوهدت سيارة إسعاف في المنطقة التي طوقت فيها قوات الأمن المتظاهرين وأوسعتهم ضربا.
وكانت قوات الأمن قد حاولت منع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير ، وقامت بإغلاقه أمام المارة بشكل تام وأجبرت كل المتواجدين فيه على الدخول في الشوارع الجانبية ، وهو ما دفع المتظاهرين للانتقال إلى شارع البستان وكان أول من توجه إلى الشارع جورج إسحاق منسق عام الحركة وأمين إسكندر أحد مؤسسي حزب الكرامة ولكنهما فوجئا بقوات الأمن في انتظارهما ، حيث تم اعتقالهما .
ونجح بعض المتظاهرين من عناصر "كفاية" وحزب العمل في التجمع أمام مقر الحزب الناصري ولكن قوات الأمن سرعان ما قامت بحصارهم ، وقام أحد ضباط الأمن بإصدار أوامر إلى فرق كارتية كانت مجهزة لضرب المتظاهرين ، فكان كل خمس أفراد يتجمعون حول أحد المتظاهرين ويوسعونه ضربا ويقتادونه إلى عربة ترحيلات متواجدة بالشارع حتى تم القبض على عشرات من المتظاهرين ، الذين أخذوا يهتفون ضد الرئيس مبارك من خلف قضبان العربة وقبل أن يصدر الأمر إلى العربة بالتحرك .
وحاولت مجموعة من المتظاهرين من أعضاء حركة كفاية منع السيارة من التحرك وألقوا أنفسهم أمام عجلاتها ، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين ، إلا أن قوات الأمن تدخلت وحملتهم بالقوة بعيدا عن العربة التي مضت في طريقها .
ورغم هذا الحصار والعنف الأمني الشديدين ، إلا أن بعض المتظاهرين استطاعوا توحيد صفوفهم مرة أخرى وساروا في شارع البستان وعلا هتافهم حتى وصلوا إلى ميدان الفلكي. وقام المتظاهرون بتوزيع المنشورات المعادية لحكم الرئيس مبارك على المارة قبل أن تحاصرهم الشرطة مرة أخرى ، وتدخلت عناصر من القوات الخاصة ، كانت تقوم بإبعاد أحد المتظاهرين بعيدا عن زملائهم ، لتبدأ عملية تكسير عظام عنيفة .
وقد توجه المتظاهرون بعد فشلهم في الوصول لميدان التحرير إلى مبنى نقابة الصحفيين وأعلنوا اعتصام مفتوح أمام النقابة حتى الإفراج عن المعتقلين ، ورددوا الهتافات المنددة بنظام الرئيس مبارك . ويشارك في الاعتصام كل من حركة كفاية وشباب من أجل التغيير والحملة الشعبية وحزب العمل والناصري والوفد والغد والوسط.
وأكد جورج إسحق المنسق العام لحركة كفاية عقب الإفراج عنه أن قوات الأمن قامت بالقبض عليه هو وزملائه من المتظاهرين بشكل شرس ووحشي وزجوا بهم في عربة ترحيلات خانقة . وأوضح انه تم نقله مع باقي المعتقلين إلى معسكر قوات الأمن المركزي في الدراسة وكان معه القيادي في الحركة أمين اسكندر والقيادي في الحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي.