أنت هنا

26 جمادى الثانية 1426
الخرطوم ـ وكالات

اندلعت أعمال شغب اليوم الاثنين في شوارع العاصمة السودانية عقب الإعلان الرسمي عن مقتل جون قرنق (زعيم التمرد السابق، والنائب الأول للرئيس السوداني)، بتحطم المروحية التي كانت تقله جنوب السودان قادماً من أوغندا، ونزل الآلاف الذين يعتقد أنهم من جنوب السودان، مسقط رأس قرنق، إلى شوارع العاصمة وضواحيها، وقال شهود عيان: إن البعض منهم هاجم مواطنين سودانيين من الشمال، ونهبوا وأحرقوا بعض المحال التجارية والسيارات واعتدوا بالضرب على بعض السكان وسط أنباء عن سقوط 36 قتيلاً على الأقل بعضهم من رجال الشرطة و200 من الجرحى.
وأشار بعض الشهود إلى سماع دوي إطلاق نار، موضحين إلى أن المحال التجارية أغلقت أبوابها، بينما عززت قوات الأمن من انتشارها في شوارع الخرطوم، وأقامت العديد من نقاط التفتيش وقطعت طريق المطار.
تأتي عمليات الشغب هذه رغم مناشدة (الرئيس السوداني) عمر حسن البشير الشعب السوداني التزام الهدوء والسكينة والتحلي بالصبر لاجتياز هذا الظرف الذي تمر به البلاد.
من جانبها، دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كان يتزعمها قرنق، أعضاء الحركة والسودانيين إلى الهدوء.
وفيما تسود مخاوف من تزايد أعمال العنف، فقد تعهدت الحركة اليوم "بتطبيق اتفاق السلام" الموقع في يناير مع الحكومة السودانية.
وقال سالفا كيري في مؤتمر صحافي صباح اليوم الاثنين في نيروبي، حيث مقر الحركة الشعبية لتحرير السودان: "إن جنوب السودان وكل السودان فقد ابناً عزيزاً"، وأضاف كيري "نود طمأنة الجميع بأن قيادة وكوادر الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان سيبقون موحدين، وسيسعون جاهدين لتطبيق اتفاق السلام بكل صدق".
وأوضح كيري "اغتنم هذه الفرصة لطمأنة الجنوب السوداني بوجه خاص والشعب السوداني بوجه عام بأن قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي لتحرير السودان ستواصل أهداف الحركة التي وضعها الدكتور جون قرنق وترغب في تحقيقها".
وتابع "طلبت من جميع الأعضاء السابقين في اللجنة القيادية للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي للاجتماع في نيوسايت في إقليم كابويتا لعقد اجتماع أزمة".. ولم يحدد كيري أي موعد لهذا الاجتماع .
وأضاف "أدعو جميع أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي وكل الأمة السودانية إلى الهدوء والتيقظ"، مضيفاً أنه سيغادر على الفور نيروبي إلى نيوسايت القاعدة العسكرية للحركة الشعبية في جنوب السودان.
وقد نعى الرئيس السوداني رسمياً نائبه الأول جون قرنق، وأعلن الحداد الوطني في البلاد لمدة ثلاثة أيام، وفتح الباب لتلقي التعازي في القصر الجمهوري وسفارات بلاده في الخارج.
وأكد البيان الرئاسي الذي تلاه وزير الإعلام أن مسيرة السلام ستظل ماضية نحو غايتها، وأن رحيل قرنق لن يزيد البلاد إلا إصراراً على المضي قدماً في هذه المسيرة وتحقيق الاستقرار لشعب السودان.
وفي وقت لاحق لبيانه أعرب البشير خلال اجتماع طارئ للحكومة السودانية عن أمله في أن تختار الحركة الشعبية خليفة لقرنق بالسرعة المطلوبة ليأخذ محله في الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلام.
من جهته أشار وزير الإعلام السوداني إلى أن التحضيرات لإجراء جنازة رسمية للنائب الأول لرئيس الجمهورية جارية، مشيراً إلى أن اتصالات تجرى مع الحركة الشعبية بشأن هذه الإجراءات.
وأوضح المسؤول السوداني أن مروحية الرئاسة الأوغندية الرئاسية التي كانت تقل قرنق عقب زيارته الخاصة لـ(الرئيس الأوغندي) يوري موسيفيني اصطدمت بسلسلة جبال إيري بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مصرع قرنق وستة من مرافقيه إضافة إلى طاقم الطائرة الأوغندية البالغ عددهم سبعة أفراد.
كما أكد المسؤول السوداني أنه تم نقل جميع الجثث إلى منطقة نيو سايت في جنوب السودان، حيث يجتمع قادة الحركة الشعبية.

الجدير بالذكر أن جون قرنق قد أدى اليمين الدستورية كنائب أول للرئيس السوداني في التاسع من يوليو الماضي بموجب اتفاق السلام الموقع يوم 9 يناير في نيروبي، والذي أنهى 21 سنة من الحرب الأهلية بين السلطات السودانية والمتمردين الجنوبيين.