أنت هنا

27 جمادى الثانية 1426
الخرطوم ـ وكالات

تجددت المواجهات بين جنوبيين وشماليين على مشارف الخرطوم لليوم الثاني من أعمال الشغب الدامية التي أعقبت مقتل المتمرد السابق جون قرنق.
وأوضح سكان منطقة الكلاكلة وصحفيون سودانيون أن مصادمات وقعت في الشوارع بين الشماليين المقيمين بالمنطقة والجنوبيين الذين هاجموهم، موضحين أن أعداداً كبيرة من الشرطة دخلت المكان للسيطرة على الوضع في حين شوهدت مروحيات عسكرية تحلق في سماء المنطقة.
وتأتي الاشتباكات الجديدة رغم عودة الهدوء إلى وسط العاصمة السودانية، بعد يوم من الصدامات وأعمال الشغب الدامية التي خلفت 42 قتيلاً ونحو 300 جريح، فضلاً عن إلحاق خسائر مادية جسيمة مع احتراق عشرات السيارات ووقوع أعمال سلب ونهب.
في غضون ذلك دعت العديد من دول العالم إلى الهدوء ومواصلة عملية السلام عقب مصرع قرنق في تحطم مروحيته بجنوب السودان.
داخلياً طالب السلطان دينغ مشام، وهو أحد كبار وجهاء قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها قرنق الجنوبيين بالتهدئة وعدم الأخذ بالشائعات، وذلك في أعقاب أعمال عنف وقعت في الخرطوم ومدن جنوبية بعد الإعلان عن مقتل قرنق.

وفي سياق آخر، أعلن (القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان) باغان أموم في مدينة نيو سايت جنوبي السودان أن مراسم جنازة (زعيم الحركة الراحل النائب الأول للرئيس السوداني) جون قرنق ستجرى في جوبا التي اختارها لتكون عاصمة الجنوب.
وأوضح المتحدث أن جثمان قرنق سيوارى الثرى في جوبا السبت المقبل الموافق السادس من أغسطس الجاري، مشيراً إلى أن نعش قرنق –الموجود حالياً في نيو سايت- سيجوب العديد من مدن الجنوب قبل وصوله إلى جوبا محطته الأخيرة.
وتابع أن الحركة الشعبية ستوجه دعوات إلى الأصدقاء في المنطقة والعالم للمشاركة في تشييع قرنق، وقد أعلنت الحركة الحداد لمدة خمسة أيام في جنوب السودان بدءاً من اليوم الثلاثاء.

من جانبه، غادر وفد الحكومة السودانية المقر العام للحركة الشعبية في نيو سايت بعد قيامه بزيارة قصيرة لتقديم التعازي في وفاة قرنق.
وقال (وزير العلاقات الاتحادية السوداني الذي ترأس الوفد) نافع علي نافع: إنه جاء إلى نيو سايت، ليؤكد تصميم حكومة الخرطوم على العمل مع الحركة الشعبية وقائدها الجديد سلفا كير ميارديت لمواصلة عملية السلام في البلاد.
وتعهدت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الخرطوم بالحفاظ على اتفاق السلام الذي أسهم قرنق في التوصل إليه.

من جانبه، أكد (الرئيس الأميركي) جورج بوش التزام الولايات المتحدة بالعملية السلمية في السودان، وحث جميع السودانيين على ضبط النفس.
كما أرسلت واشنطن اثنين من كبار دبلوماسييها، هما (مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية) كوني نيومان، و(المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان) روجر وينتر للتشجيع على انتقال سلس في القيادة الجنوبية وضمان استمرار عملية السلام.

وفي رد فعل لها وصفت الأمم المتحدة وفاة قرنق بأنها خسارة للسودان، وحث (أمينها العام) كوفي أنان جميع الفئات السودانية على تنفيذ عملية السلام والمصالحة التي بدأها.
في غضون ذلك قررت أوغندا التي قتل قرنق في مروحية رئيسها تشكيل لجنة تحقيق في الحادث من ثلاثة خبراء، وأعلن (الرئيس الأوغندي) يوري موسيفيني إنشاء لجنة تحقيق في حادث المروحية الرئاسية الذي أودى السبت بحياة جون قرنق و13 شخصاً آخرين.

وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اختارت سلفا كير ميارديت رئيساً لها خلفا لقرنق.
الجدير بالذكر أن كير كان يشغل موقع نائب رئيس الحركة وقائد جناحها العسكري المعروف باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان.