أنت هنا

15 رجب 1426
فلسطين ـ نداء القدس

حذَّر سماحة الشيخ، تيسير رجب التميمي، من الخطر القادم على أيدي الجماعات اليهودية المتطرفة، التي تهدد بتفجير المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً ضرورة أخذ هذه التهديدات على محمل الجدّ.
وأوضح قاضي القضاة في خطبة الجمعة، التي ألقاها اليوم في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل في الضفة الغربية، إنه من الممكن أن يرتكب هؤلاء المتطرفون جريمتهم الحمقاء ضده في الساعات القادمة ليصادف ذلك ذكرى إحراقه على يد اليهودي الحاقد مايكل دينيس.
وناشد سماحته أبناء الشعب الفلسطيني، أن يأخذوا حذرهم تحسباً من إقدام المستوطنين المتعصبين الذين أعماهم الحقد والتطرف على هجوم إرهابي مجنون ضد المسجد الأقصى المبارك، رداً على تحرير قطاع غزة وجلاء الاحتلال عن أرضه.
كما دعا (رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في فلسطين) المسلمين إلى الدفاع عن مسرى رسولهم _صلى الله عليه وسلم_ وقبلتهم الأولى بشد الرحال إليه للصلاة والحضور الدائم فيه للذود عنه، والتصدي لأي عدوان يمكن أن يقع عليه ولإفشال المؤامرات التي تستهدف بنيانه ووجوده.
ومن جهة أخرى، استنكر خطيب الحرم الإبراهيمي الشريف إقدام سلطات الاحتلال الصهيوني على منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف بصورة نهائية، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يمثل خطوة تمهيدية للاستيلاء على الحرم وتهويده ومن ثم تهويد قلب مدينة خليل الرحمن.
ودعا أهالي مدينة الخليل كافة إلى المواظبة على الصلاة فيه لإفشال المخططات الصهيونية الرامية إلى تحويله إلى كنيس يهودي، فهو مسجد خالص للمسلمين لا حق لليهود فيه من قريب أو من بعيد.
وشدد التميمي على أن الحكم الشرعي في انعقاد صلاة الجمعة، أن تُؤَدَّى في المسجد الجامع، وهو المسجد الأوسع والأقدم في المدينة، وهو ينطبق على الحرم الإبراهيمي الشريف، وهذا يقتضي أن تتَّخذ الأوقاف قراراً بإغلاق مساجد الضواحي في المدينة وقت صلاة الجمعة ليتوجه المصلّون جميعاً إلى أداء صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي ومساجد البلدة القديمة.

وفي سباق متصل، دعت رابطة علماء فلسطين، حراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته، إلى التعامل بجدية مع تهديدات جماعات صهيونية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى، موضحة أنه مع تواصل عملية جلاء الاحتلال وقطعان مستوطنيه عن أرض قطاع غزة تتصاعد وتيرة الإرهاب الصهيوني المنظم، حاثة في ذات الوقت أهالي بيت المقدس وفلسطيني الخط الأخضر على شد الرحال إلى باحات الأقصى على مدار الأسبوع.
وأكدت الرابطة في تصريح صحفي أنها تنظر بجدية بالغة لتهديدات أوباش المتطرفين اليهود بالمساس بالمسجد الأقصى المبارك، وتؤكد أن ارتكاب حماقة من هذا النوع سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، محملة حكومة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عما يترتب عن تنفيذ مثل هذه التهديدات الحاقدة.
كما اعتبرت أيضاً أنه بات من نافلة القول، إن المساس بالأقصى يعني الدخول في موجة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت على أرض الواقع مدى استعداده للتضحية والفداء، فالآلاف التي سيجت الأقصى بدمائها، والآلاف التي حمت المسرى بأجسادها أكبر دليل على ذلك.
وذكرت: إننا في رابطة علماء فلسطين، ندعو إخواننا حراس المسجد الأقصى وسدنته إلى أخذ التهديدات الإسرائيلية المتطرفة على محمل الجد، وعدم التهاون في التصدي لها، ونؤكد ضرورة التعامل بأعلى درجات الحيطة والحذر خلال الأيام القادمة، فكلما تواصلت عملية جلاء الاحتلال وقطعان مستوطنيه عن أرض قطاع غزة كلما تصاعدت وتيرة الإرهاب الصهيوني المنظم، وما جريمة شفا عمرو ومجزرة رام الله الأخيرة عنا ببعيد".
كما حثت الرابطة أهالي بيت المقدس وأكنافه وفلسطيني الأرض المحتلة عام 48 على شد الرحال لمسرى المصطفى _عليه الصلاة والسلام_ على مدار الأسبوع، مطالبة إياهم بتكثيف وجودهم في المسجد الأقصى المبارك، وذلك لإحباط كافة المحاولات المحمومة من قبل غلاة المتطرفين اليهود، والذين يبيتون للمسجد الأقصى كل غدر وخيانة.
وتابعت تقول: "إننا في رابطة علماء فلسطين نهيب بجميع فصائل المقاومة الفلسطينية بضرورة التأهب لصد أي محاولات غادرة من قبل المتطرفين تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وندعو إلى فتح باب المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي على مصراعيه إذا تم المساس بحرمة المسجد الأقصى والمصلين الآمنين داخله".
ودعت الرابطة الأمة العربية والإسلامية بوضع قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك في أول سلم أولوياتها، وآلا تدعها نهبة للمتطرفين وقطعان المستوطنين اليهود.
وكانت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية قد ذكرت أنها علمت من مصادر مطلعة داخل المسجد الأقصى أن رجلاً مجهولاً اتصل هاتفياً ويتحدث اللغة العبرية مع حراس المسجد الأقصى وأبلغهم أنه سمع رجلين يهوديين يتحدثان فيما بينهما أنهما سيقومان بالتخفي بلباس عربي واقتحام المسجد الأقصى وهما يحملان متفجرات لتفجير المسجد الأقصى.
وذكرت المؤسسة أن حراس الأقصى قاموا بتسجيل هذا البلاغ ونقلوه فوراً إلى دائرة الأوقاف في القدس التي أعلنت فور ذلك حالة التأهب القصوى على أبواب المسجد الأقصى وداخل ساحاته لكشف أي اعتداء محتمل.
وكان يهودٌ متطرّفون حاولوا اقتحام المسجد الأقصى المبارك مساء الاثنين الماضي إلا أنّ حراس المسجد الأقصى صدّوا هذه المحاولة التي جاءت احتجاجاً على الانسحاب الصهيونيّ من قطاع غزة، وكان من بين محاولي الاقتحام مستوطنٌ يحمل السلاح ويعمل حارساً في إحدى المواقع الصهيونيّة.
وفي السياقٍ ذاته كانت مجموعة ضمّت أكثر من 100 متطرفٍ يهوديّ قد حاولت مساء الاثنين الماضي اقتحام ساحات المسجد بعد أنْ نظّموا مسيرةً انطلقت من الحيّ اليهودي في البلدة القديمة من المدينة باتجاه المسجد الأقصى، وذلك احتجاجاً على بدء الحكومة الصهيونيّة تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية والتي بدأت فعلياً يوم الأحد، واستطاع حراس المسجد الأقصى وجمعٌ من المصلّين داخل المسجد الأقصى حالوا ومنعوا هذه المجموعة من اقتحام المسجد الأقصى.

من جانبها، أكدت مؤسسة «الأقصى» لرعاية المقدسات الإسلامية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، أنها ماضية في أدائها لواجبها، في صيانة المقدسات الإسلامية في القرى المهجرة، لاسيما تلك التي تتعرض بصورة شبه يومية للانتهاك.
جاء تأكيدها إثر ما نمى إليها من أن ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل"، قامت بإغلاق مسجد قرية حطين المهجرة، بأبواب وأسيجة من الحديد ومنعها «الغرباء» (!!) من الدخول إلى المسجد.
وكانت مؤسسة الأقصى قامت بتركيب إطارات شبابيك ومشبكات على جميع أبواب المسجد وشبابيكه، منعاً لانتهاك حرمة المسجد، واستعماله "حظيرة للأبقار" كما حصل في السابق!!
وسبق وأعلنت الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 أنها ستنظم معسكر عمل تطوعياً لترميم المسجد، إلا أن شرطة الاحتلال قامت في حينه، بتطويق المسجد، مانعة بذلك تنفيذ أعمال الترميم ضمن معسكر العمل.
وفي سياق متصل، كانت الأقصى، أتمت منذ مدة أعمال ترميم كاملة لمصلى الصحابي معاذ ابن جبل في منطقة عمواس، إلا أن الدائرة الصهيونية المذكورة، قامت إثر تنفيذ أعمال الترميم بإغلاق المصلى!!
الجدير بالذكر أن المسجد الأقصى المبارك بات يتعرض للتهديدات والانتهاكات يوماً بعد يوم على يد المستوطنين اليهود.

وعلى صعيد آخر، قال المستوطن الارهابي اليهودي الذي قتل أربعة فلسطينيين بالرصاص الأربعاء في رام الله في الضفة: إنه لا يشعر بالندم، وتمنى مقتل (رئيس الوزراء الصهيوني الإرهابي) ارييل شارون.
وقال اشر فايسجان للصحافيين لدى تقديمه لمحكمة في مدينة بتاح تكفا أمس: "أنا لست آسفا". وأضاف "أتمنى أن يقتل شخص ما شارون أيضاً".