خلف الإعصار الذي ضرب السواحل الجنوبية الأمريكية مؤخراً آلاف القتلى والجرحى، وأسفر عن خسائر تقدر بعشرات المليارات، وسط ارتفاع جنوني لأسعار النفط ، ما يعد أسوأ كارثة تحل بالولايات المتحدة منذ قرن تقريباً.

وقال (رئيس بلدية نيوأورليانز) راي ناغين: " إن الإعصار "كاترينا" الذي يضرب المدينة يحتمل أن يكون قد أوقع آلاف القتلى". وإذا ما تأكد هذا الرقم، فان "كاترينا" سيكون الإعصار الذي تسبب بأكبر عدد من القتلى في الولايات المتحدة منذ قرن.
وقال ناغين: "نعلم أن هناك عدداً كبيراً جداً من الجثث تحت المياه". وسئل عن الرقم، فأجاب: "على الأقل بالمئات، وعلى الأرجح بالآلاف".

من جهته، أعلن (الرئيس الأميركي) جورج بوش أن الكارثة التي سببها إعصار "كاترينا" في جنوب الولايات المتحدة كانت "من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد، وإن العودة بالأوضاع إلى حالتها الطبيعية ستستغرق سنوات".
اعتبر بوش أن إعصار كاترينا الذي يضرب عدداً من ولايات الساحل الجنوبي الأمريكي واحداً من أسوأ الكوارث الوطنية في التاريخ الأمريكي.
وقال بعد جولة جوية تفقد خلالها المناطق التي ضربها الإعصار: " إن إصلاح ما خلفته الكارثة سوف يستغرق سنوات" مؤكداً أن إدارته تتحرك بسرعة لإنقاذ المتضررين من الإعصار.
وقال بوش: " إن الطريق ستكون صعبة؛ لأن التحديات التي نواجهها على الأرض غير مسبوقة" مشيراً إلى احتمال امتداد آثار الكارثة إلى ما هو أبعد من الولايات الأربع المتضررة حتى الآن.
مؤكداً أن الإعصار أدى إلى توقف المصافي الموجودة في منطقة خليح المكسيك عن إنتاج البنزين وتوزيعه.

وفي وقت لاحق، أعلن بوش من البيت الأبيض أن جهود الإغاثة ستركز مبدئياً على استعادة التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات والمواصلات.
كما أعلن بوش أيضاً عن طرح كميات من الوقود من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتحقيق الاستقرار في الإنتاج الذي تقلص بسبب الإعصار. وقال: "إن هذا سيساعد على تخفيف الضغط على سعر الوقود".

وجاري حالياً إرسال 10 آلاف جندي إضافي من قوات الحرس الوطني إلى أكثر المناطق تضرراً في ولايتي لويزيانا وميسيسيبي،
وبذلك يرتفع عدد القوات الموجودة في الولايات المتضررة من الإعصار وهي ميسيسيبي ولويزيانا وفلوريدا وألاباما إلى 21 ألف جندي.

ولدى تحليقه فوق المناطق المنكوبة بمروحية أمس الأول قال (حاكم مسيسبي) هارلي باربور: "لم يعد هناك أي شيء، ولا يسعني سوى تصور أن الأمر يشبه حال هيروشيما منذ 60 عاماً". وقررت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال خمس سفن وثماني فرق إنقاذ بحرية ومروحيات وطوافات ومواد إغاثة إلى المنطقة الجنوبية من البلاد التي ضربها إعصار كاترينا المدمر.