أنت هنا

29 رجب 1426
أورلينز - وكالات

فيما لا تزال ولاية أورلينز تعاني من أضرار إعصار (كاترينا)، شهدت مدينة نيو اورلينز سلسلة انفجارات اليوم الجمعة، مرسلة سحابة دخان كثيفة في الجو، يعتقد أنها سحابة سامة، بعد أنباء عن احتمال وقوع الانفجارات في مصانع كيميائية.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مصادر أمريكية متخصصة أن الخسائر الأمريكية بسبب الإعصار المدمر قد تصل إلى 100 مليار دولار.

وغطت سماء مدينة نيو اورلينز سحابة عملاقة ربما تكون سامة، منتشرة في المدينة.
وقالت مصادر أمريكية: " إنها تخشى من أن تكون السحابة ناجمة عن انفجارات وقعت في مصانع كيميائية موجودة في المدينة".
كما انتشرت حرائق بعد وقوع انفجارات في المدينة التي تم إخلاء معظم ساكنيها، فيما لا يزال الماء يغمر نحو 80% منها، دون أن يتناقص، رغم انتهاء الإعصار، وهو ما ينذر باستمرار الكارثة.

وتوقعت مصادر رسمية أن يكون الآلاف قد لقوا حتفهم في الإعصار، الذي يعد من أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت الولايات المتحدة خلال تاريخها.

توقعت شركة (ريسك مانجمنت سوليوشنز) الأميركية المتخصصة في إدارة الكوارث اليوم أن تتجاوز قيمة الأضرار التي ألحقها الإعصار كاترينا الذي اجتاح الاثنين الماضي ولايتي (لويزيانا) و(مسيسيبي) الأميركيتين مئة مليار دولار.
ونقلت (إ ف ب) عن الشركة قولها: " إن نصف هذه الكلفة على الأقل ناجم عن الأضرار التي سببتها الفيضانات".
وكانت الشركة قدرت قبل يومين قيمة الأملاك المدمرة، والتي تحظى بتغطية شركات تأمين بـ(25) مليار دولار، لكنها قالت فيما بعد: " إن هذا التقدير ينبغي إعادة النظر فيه إثر تصدع سدود تحمى أكبر مدن (لويزيانا)".

يأتي ذلك في لوقت يزور فيه (الرئيس الأمريكي) جورج بوش اليوم (الجمعة) مناطق ضربها الإعصار وسط تزايد الانتقادات لرد فعل الإدارة الأمريكية بشأن هذه الكارثة.
حيث وصف (مدير عمليات الطوارئ في نيو اورلينز) جهود الإغاثة بأنها "فضيحة قومية."
كما واجهت الإدارة الأمريكية أيضاً انتقادات من معارضين سياسيين وأفراد من الشعب الأمريكي باعتبار أن احتلال العراق حولت الأموال بعيداً عن تنفيذ مشروعات السيطرة على مياه الفيضانات.
وحاول بوش في بيان له اليوم إبعاد اللوم عن نفسه، (خاصة بعد تدني مستوى التأييد له من قبل الأمريكيين) عبر القول: " إن نتائج جهود الإغاثة من الإعصار كاترينا غير مقبولة".

وقد أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تقديم 10.5 مليار دولار بشكل مبدئي لمواجهة الكارثة التي خلفها الإعصار. إلا أن هذا المبلغ يبقى ضئيلاً جداً مقارنة بالخسائر التي حدثت هناك.
وقد شهدت المدينة المنكوبة أعمال سلب ونهب من قبل الناس، الذين استغلوا عدم وجود شرطة وحفظ نظام في المدينة.