أنت هنا

8 شعبان 1426
واشنطن - وكالات

أكدت مصادر مالية في الولايات المتحدة الأمريكية أن تكاليف عمليات الإنقاذ والمساعدات التي تحتاجها المناطق المنكوبة بإعصار كاترينا، قد تقترب كثيراً من حجم المبالغ الضخمة التي ضختها إدارة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش في محاولات احتلال العراق وأفغانستان على مدى السنوات الأربع الماضية.
ونقلت شبكة الـ (CNN) الأمريكية عن محللين ومراقبين لعمليات الإنقاذ والمساعدات التي جاءت بعد الإعصار "كاترينا" قولهم: " إن ما أنفقته الحكومة حتى الآن، ويبلغ 62 مليار دولار، لا يشكل سوى الدفعة الأولى مما ستضطر لصرفه للخروج من آثار هذه الكارثة".
مشيرة إلى ضخامة حجم الخسائر المادية المكتشفة يوماً بعد يوم لدرجة أن المحللين يذهبون في تقديراتهم للقول: " إن كاترينا ستقترب في تكاليفها على الخزانة من 300 مليار دولار، وهو ما صرفته أمريكا على حربها في أفغانستان والعراق خلال أربع سنوات".

يأتي ذلك في وقت وصلت نحو 25 ألف كيس خاص بالجثث إلى المناطق المنكوبة في نيوأورلينز، في إشارة إلى ارتفاع أعداد القتلى خلا لإعصار "كاترينا" الذي ضرب الولاية قبل نحو 10 أيام تقريباً.
وكانت التقديرات الأولية تشير إلى مقتل 10 آلاف شخص على الأقل، وخسائر مادية تقدر بنحو 25 مليار دولار.
إلا أن الأنباء والتقارير اللاحقة أكدت ارتفاع عدد القتلى إلى نحو 20 ألفاً، وحجم الخسائر المالية إلى أكثر من 100 مليار دولار، وسط أنباء عن تنامي الأضرار والخسائر المتوقعة، والتي تعني ارتفاع تكاليف الإعصار إلى أرقام غير مسبوقة.

وبلغت مساحة المنطقة المنكوبة قرابة 90 ألف ميل مربع، محلفة ورائها مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين عن بيوتهم، بالإضافة إلى مدينة كاملة تحت المياه.
وكانت شركات التأمين الأمريكية رفعت السبت تقديراتها للأضرار التي تسبب بها إعصار "كاترينا" وتشير التقارير الأخيرة لشركات احتساب المخاطر إلى أن حجم الخسائر المادية سيبلغ قرابة 125 مليار دولار، وسيتعين على شركات التأمين دفع تعويضات تصل إلى 60 مليار دولار.

على صعيد متصل بأعمال الإغاثة والإنقاذ، أعلنت منظمة الصليب الأحمر الأمريكي عن حاجتها لأربعين ألف متطوع إضافي للمساعدة في مواجهة التحديات التي خلفها إعصار كاترينا، وهي تحديات غير مسبوقة سواء من حيث الآثار أو الحجم.
وقال متحدث باسم المنظمة: " إن الحاجة إلى متطوعين جدد نابعة من الإرهاق الذي حل بعمال الإغاثة بعد الجهود التي بذلوها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية"، مشيراً إلى أن عدد المتطوعين الحاليين في الميدان يبلغ 36 ألف متطوع.
وأضاف قائلاً: " إن هؤلاء سيعملون على تقديم إمدادات الغذاء والملابس والملاذ للمتضررين"، مشيراً إلى إن المتطوعين سيعملون في المناطق المتضررة، وتلك التي أجلي إليها المنكوبون.
يذكر أن جهود الإغاثة ستتواصل لعدة أشهر مما دفع منظمة الصليب الأحمر إلى القيام بأكبر عملية بحث عن متطوعين في تاريخها الذي يعود إلى 125 عاماً مضت.