تشهد مدينة تلعفر العراقية القريبة من الحدود السورية؛ أوضاعاً مأساوية تنذر بوقوع كارثة إنسانية فيها بسبب العملية العسكرية الواسعة التي تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكية مدعومة بقوات عراقية موالية لها.
حيث دقت وكالات الإغاثة في العراق ناقوس الخطر، مشيرة إلى الأوضاع التي يعيشها العراقيون تحت وقع الأسلحة الثقيلة، وقلة الإمدادات الغذائية والدوائية، والنقص الحاد في متطلبات الحياة اليومية.
وحذر الهلال الأحمر العراقي في بيان نقلته وكالة "فرانس برس" من أن الوضع الإنساني في تلعفر "حرج"، وأكدت حصول موجة من النزوح الجماعي، بسبب العمليات العسكرية الأمريكية التي لا تفرق بين المسلحين والمدنيين.
وأشار بيان الهلال الأحمر إلى أن ما بين 5 إلى 7 آلاف عائلة غادرت المدينة الواقعة في شمال العراق، حيث أقيمت لهم مخيمات شرق المدينة، تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة اليومية.
وكانت المدينة التي تعد مركزاً للمجاهدين العراقيين، والتي تتهمها قوات الاحتلال الأمريكية بإنشاء جسر لمرور المجاهدين الأجانب عبرها إلى العراق قد شهدت أعمالاً عسكرية واسعة من قبل الأمريكيين والعراقيين الموالين للاحتلال منذ عدة أيام.
وقالت قوات الاحتلال الأمريكية: " إنها قتلت عدداً من المسلحين وأسرت آخرين" فيما قامت طائرات أمريكية قبل الاجتياح بدك المدينة بقنابل تزن طناً أو نصف طن، مخلفة دماراً هائلاً بين المدنيين لترويعهم وإجبارهم على ترك المدينة.
وتحاول قوات الاحتلال الأمريكية إعادة احتلال المدينة من جديد، وإنشاء خط دفاع أول بوجه المجاهدين العرب القادمين من الحدود السورية. كما قام الاحتلال بالإيعاز إلى الحكومة العراقية الموالية له لإغلاق الحدود العراقية السورية حتى إشعار آخر.
ولن تكشف قوات الاحتلال الأمريكية حتى الآن عن حجم الخسائر التي تكبدتها خلال العمليات العسكرية في تلعفر، كما تكتمت على أي خسائر خاصة بصفوف القوات العراقية الموالية لها، والتي أشرفت على تدريبها خلال المدة الماضية، لتكون عوناً لها ضد المجاهدين!
على صعيد آخر، أعلنت مصادر في قيادة الاحتلال بالبصرة اليوم عن مقتل جندي بريطاني وإصابة ثلاثة آخرين إثر انفجار عبوة ناسفة في المدينة.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية وقوع الحادث في بيان صدر في لندن.
وقال شهود عيان: " إن اثنين من المدنيين العراقيين كانا في سيارة أجرة أصيبا أيضا في الحادث".
وبذلك يرتفع إلى ثلاثة عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا خلال اقل من أسبوع.
