أنت هنا

2 رمضان 1426
فلسطين المحتلة – صحف

بعد أكثر من ثلاثة عقود أفرج الكيان الصهيوني عن أسرار بعض جرائم الاغتيال التي ارتكبها في أوروبا ودول أخرى بحق قادة ومثقفين فلسطينيين وعرب في أعقاب عملية ميونيخ التي نفذها فدائيون فلسطينيون عام 1972م، وقتل خلالها رياضيون إٍسرائيليون.
وقالت المصادر الإسرائيلية: " إن المعلومات الجديدة أكدت أن الرياضيين الإسرائيليين قتلوا برصاص الشرطة الألمانية وبتشجيع من حكومة الكيان.

وأفردت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس الاثنين، تقريراً مسهباً لـ(المسؤول الإٍسرائيلي السابق) ايتان هابر، الذي شغل منصب (مدير ديوان رئيس الوزراء الإٍسرائيلي الأسبق) إسحق رابين، اعترف فيه للمرة الأولى بأن عملاء جهاز (الموساد) اغتالوا في العام 1973م الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني بزرع عبوة ناسفة في سيارته داخل بيروت.
وأوضحت الصحيفة أن الاغتيالات تمت ضمن حملة نفذها عملاء (الموساد) في عدد من الدول ضد فلسطينيين في أعقاب مقتل الرياضيين الإٍسرائيليين خلال دورة الألعاب الأولمبية في العام 1972م في مدينة ميونيخ الألمانية.

وأشار هابر إلى أن الألمان، بتشجيع من حكومة الكيان الصهيوني لم يكونوا عازمين على تحرير المخطوفين، وأضاف "فقد انتظرهم شرطيون ألمان في المطار وفتحوا عليهم النيران ما أدى إلى مقتل الرياضيين وبعض خاطفيهم"، وأكد أنه بعد سنتين من العملية اتضح أن جميع القتلى قضوا بنيران القناصة الألمان، رغم أن الاعتقاد السائد كان أن الرياضيين قتلوا على أيدي الخاطفين.

وأضاف "رغم ذلك أصدرت (رئيسة الوزراء الإٍسرائيلية) في حينه غولدا مائير أمراً بتنفيذ عمليات اغتيال واسعة، وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض بعضوية مائير و(وزير الحرب) موشيه ديان، و(وزير الخارجية) يغئال الون والوزير من دون حقيبة يسرائيل غليلي، و(رئيس الموساد) تسفيكا زامير، ومستشاري رئيسة الوزراء للشؤون الاستخباراتية اهارون يريف ورحبعام زئيفي، الذي قتل على أيدي فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في العام 2001م.

وبحسب هابر فإنه عندما تقرر تنفيذ جرائم الاغتيال بحق فلسطينيين في عواصم أوروبية تبين أن قاعدة (الموساد) في أوروبا كانت ضعيفة، ما دفعه إلى تجنيد دعم من جميع الأذرع الأمنية الإٍسرائيلية، بينها الشاباك والوحدة العسكرية النخبوية المعروفة بالوحدة رقم 504.

ولفت الكاتب إلى أنه على الرغم من مرور سنوات طويلة منذ الحملة الإٍسرائيلية، إلا أن العديد من المعلومات لا تزال سرية. وأضاف "هناك عمليات تم التخطيط لها، لكنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ.

وكشف تقرير "يديعوت احرونوت" عن أن عملاء (الموساد) اغتالوا (المسرحي الجزائري) محمد بوضياء من خلال تفجير سيارته في باريس، بعدما نسبت المخابرات الإٍسرائيلية لبوضياء إرسال ثلاث نساء، هن الفرنسية افلين بارج، والشقيقتان نادية ومارلين برادلي، ومسنين بهدف تنفيذ عمليات تفجيرية في الكيان الصهيوني، لكن تم ضبطهم جميعاً لدى وصولهم إلى مطار اللد.

وتابع هابر أنه في إطار الحملة "قتل عملاء (الموساد) مجموعة من نشطاء المنظمة في العواصم الأوروبية من دون الكشف عن هويتهم، إضافة إلى اختطاف فلسطينيين وأجانب وسجنهم لسنوات طويلة بحجة التخطيط لعمليات".
ويعترف الكيان الصهيوني، من خلال تقرير هابر بقيام عملائها باغتيال على حسن سلامة (أبو حسن) وبفشل محاولة اغتياله الأولى في بلدة ليلهامر في النرويج، حيث تم قتل نادل مغربي يدعى أحمد بوشيكي خطأ.

وأشار هابر إلى اغتيال غسان كنفاني مع ابنة أخته لميس في العام 1973م في سيارته بعدما زرع عملاء (الموساد) عبوة ناسفة فيها. كما يعترف التقرير باغتيال الدكتور أحمد الهمشري (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، وأستاذ الحقوق الفلسطيني) البروفيسور فاضل الكبيسي، الذي اغتاله عملاء (الموساد) في مارس/ آذار م1973 في باريس.

يشار إلى أن ايتان هابر كان قد وضع بالمشاركة مع صحافي إٍسرائيلي كتاباً بعنوان (النجم الأحمر) حول جرائم (الموساد) ضد الفلسطينيين، أبرزها اغتيال قادة (فتح) في بيروت في أبريل/ نيسان 1973 بقيادة (رئيس وزراء الكيان الأسبق) ايهود باراك، واستشهد يومذاك كمال عدوان وأبو يوسف النجار وكمال ناصر.