أنت هنا

8 رمضان 1426
واشنطن - صحف

أكدت مصادر أمريكية اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة تبحث إمكانية توجيه ضربات عسكرية ضد أهداف سورية بالقرب من الحدود مع العراق رداً على ما تدعيه واشنطن وتنفيه دمشق من "مساندة" عبور المسلحين العرب والأجانب عبر سوريا إلى العراق.

فحسبما ما نشرته مجلة (نيوزويك) الأسبوعية الأميركية، نقلاً من مصادر حكومية (طلبت عدم الكشف عن هويتها)، أكدت المجلة " عزم الولايات المتحدة على بدء هذه الغارات".
ومن جانبها، أشارت صحيفة الـ(فاينانشيال تايمز) إلى أن أميركا تسعى أيضاً إلى "تعيين قائد جديد لسوريا".
وأشارت الصحيفة الواسعة الانتشار أن أمريكا كلفت البحث عنه شخصيات من داخل وخارج الإدارة الأمريكية وأنهم يبحثون عما يمكنهم بالـ"هبوط السلس" على سوريا.
وعلل (مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية) ديفيد وولش في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة الاتجاه الأمريكي بأنه "ينبع عن القلق من التدخل السوري في العراق ولبنان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وأضاف قائلاً: " سوريا على ما يبدو لا تريد الإنصات، ويبدو أن سلوكها لا يتغير".

وتشير الـ(فاينانشيال تايمز) في هذا السياق إلى الخطاب الذي ألقاه (الرئيس الأمريكي) بوش الأسبوع الماضي بشأن الحرب على تسميه واشنطن (بالإرهاب) وأيدلوجية التشدد الديني، والذي شجب خلاله الأنظمة الحاكمة في كل من سوريا وإيران (!) واصفاً إياها بـ"الأنظمة الخارجة عن القانون" وأن الدولتين عملتا كـ"حليف لجماعات العنف المسلحة".

وتشير الصحيفة إلى أن بوش قال وقتها: " إن الولايات المتحدة لن تفرق بين من ارتكب أعمالاً (إرهابية) ومن ساندها"، وإن سوريا وإيران "لا تستحقان المزيد من الصبر" من قبل الذين يقعون ضحية للعنف.
وأشارت مجلة نيوزويك الأمريكية إلى أن سوريا أنهت تعاونها على الصعيد الأمني والاستخباراتي مع الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر على إثر الانتقادات المتكررة من واشنطن.

من جهته، صرح (السفير السوري في الولايات المتحدة) عماد مصطفى لنيوزويك أن حكومته ما زالت تعتقل من وصفهم "بالإسلاميين المتطرفين" وما زالت على استعداد لاستئناف تعاونها مع الولايات المتحدة شرط أن توقف واشنطن حملاتها على سوريا. حسب كلام السفير السوري.
والذي أوضح قائلاً: "نحن مستعدون لاستئناف الاتصالات عندما ترغبون في ذلك إنما بشرط واحد هو أن تعترفوا بأننا نتعاون".

ولمّحت المجلة الأمريكية إلى أن واشنطن بإتباعها هذه السياسة حيال دمشق، حرمت نفسها من الحصول على معلومات "حيوية"، موضحة أن تعاون سورية في السنوات الأخيرة أتاح للولايات المتحدة أن تتدارك هجمات على أهداف أميركية منها هجوم على القاعدة البحرية الأميركية في البحرين.

ونقلت المجلة عن مسؤول في الاستخبارات الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته، أن الضغط الأميركي على النظام السوري قد لا يكون ناجحا ولن يؤدي إلاّ لـ "بسط التطرف في البلاد".
والجدير بالذكر أن (وزيرة الخارجية الأمريكية) كونداليزا رايس توصلت في اجتماع للمسؤولين الأميركيين عقد في الأول من أكتوبر إلى ثني مؤيدي شن الغارات عن عزمهم معتبرة أن عزل سوريا سياسياً في حال اتهمها تقرير الأمم المتحدة بالتورط في اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني) رفيق الحريري أشدّ فعالية من أي عمل عسكري.