أنت هنا

9 رمضان 1426
الرياض - المسلم

أعلن اليوم في العاصمة السعودية (الرياض) عن وفاة فضيلة الشيخ عبد الله بن قعود (عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وعضو هيئة كبار العلماء - سابقاً- بالسعودية)، عن عمر يناهز الـ82 عاماً، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء والإفادة.

وذكرت مصادر مقربة من أسرة الشيخ ابن قعود_رحمه الله_ أنه ستقام صلاة الميت على جثمانه بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة الديرة بالرياض.

لمحة عن حياة الشيح _رحمه الله_:
اسمه عبد الله بن حسن بن محمد بن حسن بن عبد الله القعود، ولد في ليلة 17 رمضان عام 1343هـ ببلدة الحريق الواقعة بوادي نعام أحد أودية اليمامة.
نشأ بها بين أبوين كريمين ببيت ثراء, فوالده أحد أثرياء البلد, وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة من المصحف لدى محمد بن سعد آل سليمان, وذلك في آخر العقد الأول من عمره وأول الثاني, وقرأ القرآن بعد ذلك عن ظهر قلب وبعض مختصرات شيخ الإسلام ابن تيمية, والإمام محمد بن عبد الوهاب _رحمهما الله_ على قاضي بلدته آنذاك الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم آل عبد اللطيف _رحمه الله_, بعد هذا قويت رغبته في تحصيل العلم فرحل في 27 صفر 1367 هـ مفارقاً ذلك البيت الغني بأنواع الأموال إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في الخرج, ولازمه أربع سنوات ما عدا أوقات الإجازات ونحوها, فكان يعود فيها إلى والديه اللذين يتعاهدانه أثناء تلك المدة بما يحتاجه من مال- جزاهما الله عنه وعن العلم خيراً- .

وقد سمع على شيخه المذكور أشياء كثيرة من أمهات الكتب وغيرها من كتب الحديث والفقه وعلوم الأدلة, وحفظ أثناء وجوده لديه مختصرات كثيرة منها بلوغ المرام, وكان ميالاً كثيراً للأخذ بالدليل- أي: لمسلك أهل الحديث- ولما فتح المعهد العلمي في الرياض في مطلع عام 1371 هـ الذي هو نواة جامعة الإمام التحق به وتخرج في كلية الشريعة في عام 1377 هـ, وكان من مشائخه في الدراسة النظامية المذكورة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله-, والشيخ عبد الرزاق عفيفي, والشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ عبدالرحمن الإفريقي- رحمهم الله_.

وقد عين مدرساً بالمعاهد, وفي عام 1378هـ عين إماماً وخطيباً في جامع المشيقيق بالرياض، وفي عام 1379 هـ انتقل إلى وزارة المعارف وعمل بها مفتشاً للمواد الدينية بالمرحلة الثانوية, وفي عام 1385 هـ انتقل إلى ديوان المظالم , وعمل به عضواً قضائياً شرعياً, وفي عام 1391هـ عين خطيباً في جامع الملك عبدالعزيز(المربع)، وفي عام 1397 هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وعمل بها عضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المنبثقة من هيئة كبار العلماء, بجانب عضويته في هيئة كبار العلماء, وخرج للتقاعد في عام 1406 هـ, وكانت له _رحمه الله_ مشاركات في لقاءات ونشاطات ثقافية وفتاوى شخصية وكان متعاوناً مع جامعة الملك سعود بإلقاء محاضرات لطلاب الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية

وللشيخ _رحمه الله_ من المؤلفات مجموعة خطب صدرت في أربعة أجزاء في أزمان متفاوتة باسم (أحاديث الجمعة), وله تعليق على بعض مقررات الحديث والفقه في المرحلة الثانوية والمتوسطة بالمعارف آنذاك بالاشتراك مع بعض المفتشين.

رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه، وغفر له ولنا.. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.