أنت هنا

10 رمضان 1426
موسكو - صحف

أكد الشيخ راوي عين الدين (رئيس مجلس المفتين والإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا) أن الإسلام فرض نفسه ديناً للغالبية الساحقة من أبناء بلدان آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز خلال القرون الماضية، مشيراً إلى أن الإسلام برز حتى في العاصمة موسكو، حيث يدين به اليوم ما يقارب من ربع سكان المدينة، التي يزيد تعدادها عن ثمانية ملايين نسمة.

وذكرت مصادر إعلامية اليوم الأربعاء، أن الشيخ راوي عين الدين فاجأ الأوساط الدينية والسياسية الروسية في نهاية سبتمبر الماضي بطرح أحقية المسلمين بتولي منصب نائب الرئيس الروسي، مما أثار لغطاً واسع النطاق في هذه الدولة العلمانية التي يخلو دستورها من منصب نائب الرئيس.
وسارع الشيخ عين الدين للتراجع والإعلان بأن الوقت الراهن غير مناسب لتنفيذ هذا المطلب، خشية غضب مكونات الشعب الروسي الآخر تجاه الإسلام والمسلمين.

وإذا كانت الدولة الروسية عاشت لأكثر من سبعة قرون في خصام مع الدين والمتدينين، فقد بدت عودة التمسك بالدين منذ منتصف الثمانينات "أكثر قوة وأوسع انتشاراً مع زوال الشيوعية" بحسب الشيخ عين الدين.

وأقدم المسلمون، بعد رفع الحظر عن ممارسة الشعائر الدينية، على إعادة فتح وبناء المساجد وتأسيس جامعاتهم الإسلامية وإرسال البعثات وتبادل الزيارات مع القائمين على شؤون الدين في البلدان العربية والإسلامية.

وقد بات الإسلام عنصراً يتصدر أولويات المواطن ويحدد الملامح الرئيسة لحياته ونشاطه في شتى المجالات، ولا سيما في الجمهوريات الجنوبية للاتحاد الروسي، وفي مقدمتها الشيشان وداغستان وانغوشيتيا، إلى جانب تتارستان وبشكرتستان في منطقة الأورال.

غير أن "الصحوة المفاجئة" وتعقد الأوضاع السياسية في روسيا في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وعدم الفهم الصحيح للإسلام لأسباب ذات أبعاد موضوعية أسفرت عن الكثير من المشاكل والقضايا التي ثمة من حاول أن يعزوها إلى الإسلام، والدين منها براء.

وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأربعاء 12-10-2005م، تناول الشيخ راوي عين الدين (رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا)، أبعاد "الصحوة الدينية" وإقبال الكثيرين من أبناء روسيا على اعتناق الإسلام.
وأعرب رجل الدين الشاب الذي تولى منصبه ولم يكن عمره قد تجاوز الثلاثين، عن سعادته بإقبال الشباب وانتظام ترددهم على المساجد، التي انتشرت في مختلف أرجاء الدولة الروسية، بما فيها العاصمة.

وقرر عمدة موسكو، بالتعاون مع الإدارة الدينية المركزية، توسيع مسجدها التاريخي إلى جانب العديد من المساجد التي شُيدت بجهود رجال الأعمال المسلمين والمزودة بالمراكز والمدارس للتوعية الدينية ونشر الثقافة الإسلامية، إلى جانب الأعمال الخيرية بطبيعة الحال، وأشار الشيخ راوي إلى أن تعداد المسلمين في تزايد مستمر على نحو يفوق في مجمله حاجز العشرين مليوناً.

وكانت داغستان قد شهدت أخيراً اعتناق أحد حاخاماتها الإسلام، مما أثار الدهشة في داغستان وخارجها. وكان موسى كريفيتسكي يعمل بعد دراسته للحقوق حاخاماً للمعبد اليهودي في العاصمة الداغستانية مخاتش كالا حتى ذلك اليوم الذي تعرف فيه على القرآن الكريم.
وقال موسى في حديث نشرته شبكة "إسلام رو" الإلكترونية، أن المعبد كان مجاوراً للمسجد، ما وفر له فرصة متابعة عبادات المسلمين والتفكر في دينهم. وأشار إلى يوم جاءت إليه إحدى المسلمات تحمل ترجمة كراتشكوفسكي للقرآن الكريم، تسأله شرحاً لما عجزت عن فهمه.

ومن اللافت أن كراتشكوفسكي، الذي كان أول من ترجم القرآن الكريم في الدولة السوفييتية، كان أيضاً يهودي الديانة. وقال موسى: " إن قلبه انشرح لما تلاه فاتخذ قراره بالتحول إلى الإسلام. ويكشف موسى عن الأذى الذي لحقه من جراء اعتناقه الإسلام، بعدما داهمت قوات الأمن مسكنه في وقت متأخر من الليل". وشرح موسى أن قوات الأمن اتهمته زوراً بحيازة متفجرات ودسّت له قنبلة يدوية كقرينة إدانة لإلقاء القبض عليه.
وفي السجن، تعمق موسى بالعبادة بعدما هداه جاره إلى كيفية الوضوء وأداء الصلاة.