أنت هنا

14 رمضان 1426
عواصم- وكالات

جددت وسائل إعلام غربية تأكيدات حول احتمال عقد صفقة سياسية بين الولايات المتحدة وسوريا، رغم نفي دمشق وتحفظ واشنطن، في وقت تجدد الحديث الإعلامي عن اتجاه أمريكي لتوجيه عمليات خاصة داخل الأراضي السورية.

حيث أوردت صحيفة (التايمز) البريطانية أن الإدارة الأميركية عرضت صفقة على (الرئيس السوري) بشار الأسد تتضمن سلسلة من التنازلات بينها التعاون الكامل مع التحقيق الدولي في اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري والتوقف عن التدخل في الشؤون اللبنانية ووقف دعم المقاومة اللبنانية الشيعية، وسط تقارير عن خطط أميركية محتملة لشن عمليات داخل الحدود السورية.

وقالت صحيفة (التايمز) في عددها الصادر يوم أمس: " إن العرض الأميركي سمّي "صفقة القذافي"؛ لأنه يشبه ما قُدم إلى (الرئيس الليبي) معمر القذافي لإنهاء عزلة طرابلس الدولية والتوصل إلى تسوية لأزمة لوكربي الناجمة عن تفجير طائرة شركة "بان أميركان" فوق مدينة لوكربي الاسكوتلندية".

ونقلت عن مسؤولين أميركيين وعرب أن الاقتراحات الأميركية تمكّن الأسد من تجنيب بلاده عقوبات دولية، وأن المسألة قد تحل اعتباراً من الأسبوع المقبل مع رفع المحقق الألماني ديتليف ميليس تقريره في اغتيال الحريري إلى (الأمين العام للأمم المتحدة) كوفي أنان. وأشارت إلى أن من المتوقع أن يتضمن التقرير أسماء مسؤولين سوريين استخباراتيين كبار.

وأفادت (التايمز) أن العرض الأميركي محدد جداً، ويتضمن أربع نقاط أساسية. أولاً، أن تتعاون سوريا بالكامل مع محققي الأمم المتحدة في شأن التحقيق حول الحريري وقبول أي طلب يصدر عنهم وتسليم أي مشتبه فيهم للمحاكمة وخضوعهم لسلطة قضائية أجنبية. ثانياً: أن توقف كل تدخل إضافي في شؤون لبنان. ثالثاً: أن توقف تمويل المتسللين إلى العراق من الأراضي السورية، ووقف تدريبهم وتجنيدهم. رابعاً: أن توقف دعم الجماعات المسلحة مثل (حزب الله) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.

وفي المقابل، تتعهد الولايات المتحدة إقامة علاقات كاملة وودية مع سوريا لجعلها بلداً يجذب استثمارات أجنبية وكذلك ضمان بقاء النظام.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر مقرب من النظام السوري أن هذا العرض قُدم عبر طرف ثالث قبل عشرة أيام "إلى السوريين" وأنهم أبدوا استعداداً للتعاون.
غير أن مصدراً مقرباً من "الأسرة الحاكمة" في سوريا توقع أن يرفض الأسد العرض؛ لأن "النظام توصل إلى أن لديه موارد للاستمرار مدة من الوقت حتى لو كان محاصراً".
في إشارة إلى الحلف السوري الإيراني الذي تعزز خلال حكم (الرئيس الإيراني السابق) محمد خاتمي.

وأشارت التايمز إلى أن "الأميركيين على اقتناع بأن الأجواء في منطقة الشرق الأوسط ستتغير برمتها إذا غيرت سوريا موقفها جذرياً. فلبنان عندها سيتحرر وستوجه ضربة قوية للمقاومة في العراق وسيفتح الباب أمام تطبيع تدريجي بين الكيان الصهيوني وفلسطين".

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أمس أن الجيش الأمريكي يدرس خططاً لشن "عمليات خاصة" داخل سوريا مستخدماً فرقاً سرية لجمع معلومات استخبارية عبر الحدود. واعتبر المسؤولون أن سوريا تتحول أكثر فأكثر بالنسبة للعراق إلى ما كانت عليه كمبوديا بالنسبة للحرب في فيتنام، كمكان يستخدم لمرور المقاتلين والمال.