دخل لبنان في مرحلة توتر سياسية وأمنية تسبق صدور تقرير ديتليف ميليس (رئيس لجنة التحقيق في عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري) في الـ 21 من الشهر الجاري، ترافق ذلك مع إجراءات أمنية استثنائية وحالة طوارئ غير معلنة لمواكبة صدور هذا التقرير وسط توقعات قوية بتوقيف شخصيات سياسية وآخرين جرى استجوابهم سابقاً.

وكشف مصدر أمني لبناني أن نحو عشرة آلاف عسكري يتولون حاليا القيام بمهمات أمنية في مختلف المناطق لمنع أي إخلال قد يتسبب به المتضررون.
وقالت المصادر اللبنانية: " إنه تم نشر نحو عشرة آلاف جندي في مختلف المناطق اللبنانية‏،‏ في إطار أضخم استنفار أمني تشهده البلاد منذ فترة طويلة‏،‏ تحسبا لوقوع أي أعمال هجومية، مستغلة صدور تقرير ميليس‏".
ورغم ذلك استهدف مجهولون منزل أحد مسئولي المقاومة اللبنانية‏ في بلدة ياطر بجنوب لبنان‏،‏ بعبوات ناسفة لمرتين متتاليتين خلال‏24‏ سادون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات‏.
وترددت معلومات أن السفارات الغربية ستقفل أبوابها بدءاً من مساء الخميس المقبل وحتى الثلاثاء.

وأكدت مصادر لبنانية أن تشتد الحملة في الأيام المقبلة‏،‏ قبل صدور التقرير على موقع رئاسة الجمهورية‏،‏ وأن تتركز على المسؤولية المعنوية لـ(رئيس الجمهورية) أميل لحود‏،‏ بغض النظر عن مضمون التقرير‏.
ورأت مصادر سياسية أن الأجواء السياسية الضاغطة التي تحاول جهات سياسية تعميمها هدفها إدخال البلاد في حالة من الفوضى السياسية التي تنعكس سلباً على الوضعين الداخلي الخارجي‏.

وعلي المستوي الأمني اتخذت وزاراتا الداخلية والدفاع إجراءات الحد الأقصى،‏ ضماناً لأمن المواطنين ومنع أي إخلال قد يتسبب به متضررون من تقرير ميليس‏.
وكشفت مصادر أمنية أن نحو عشرة آلاف جندي يتوزعون مناصفة بين الجيش وقوي الأمن الداخلي‏،‏ يتولون ليلياً القيام بدوريات في مختلف المناطق‏،‏ وقالت: " إن خمسة آلاف عنصر من قوى الأمن يتوزعون على مجموعات يقود كل منها ضابط برتبة عقيد‏،‏ يقومون بين الثامنة مساء والسادسة صباحا بدوريات ويقيمون حواجز لضبط المخالفين والمطلوبين يساندهم عدد مماثل من قوى الجيش‏".

وأشارت أنباء صحفية إلى أن (السفير الأمريكي في بيروت) جيفري فيلتمان وجه نصيحة إلى الحكومة اللبنانية بضرورة اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية لمواكبة صدور هذا التقرير تحسباً لأي أجواء قد ترافق صدور هذا التقرير‏،‏ ولكي تكون بمثابة تحذير للجميع في إطار ضبط الفعل ورد الفعل‏.

كما قررت عدد من السفارات الأوروبية الغربية إغلاق أبوابها بدءاً من مساء يوم الخميس المقبل وحتى صباح يوم الثلاثاء‏،‏ كذلك فإن تحذيرات وجهت إلى هؤلاء الدبلوماسيين بعدم التجوال خارج نطاق مهامهم الرسمية‏،‏ على أن يرافقهم رجال حماية متخصصون‏.