أنت هنا

15 رمضان 1426
واشنطن - وكالات

في الوقت الذي تسعي فيه واشنطن إلى تقليص اعتمادها علي القواعد العسكرية عبر البحار‏,‏ حذرت دراسة أمريكية نشرت نتائجها أمس الأحد من أن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تتحمل أي تخفيض لقدراتها العسكرية في آسيا‏.

وتحاول الولايات المتحدة الضغط اقتصادياً على شعبها ومدخراتها واستنزاف ميزانيتها الفيدرالية في مقابل إبقاء سيطرتها وتواجدها العسكري في معظم مناطق العالم، حفاظاً على نزعتها في مد يدها عسكرياً في كل مكان، رغم مرور سنوات طويلة على نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق.

ورصدت الدراسة ـ التي أعدها ‏14‏ خبيراً في المجالات العسكرية ومكافحة الجماعات المسلحة ـ الكيفية التي تطور بها الدول الآسيوية برامجها العسكرية لمواجهة عدة متغيرات مثل قوة الصين المتنامية في المنطقة‏,‏ إضافة إلي ضرورة مكافحة الجماعات المسلحة والمتغيرات التي تطرأ علي الوجود العسكري الأمريكي.
كما تناولت الدراسة احتمالات تورط القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة في الصراعات التي يمكن أن تنشب فيها خلال الفترة المقبلة‏,‏ مؤكدة أن تراجع القوات الأمريكية في اللحظة الراهنة لن يفيد الأمن القومي الأمريكي في شيء.

وتلقي الدراسة ـ التي أعدها المركز القومي للدراسات الآسيوية في سياتل ـ الضوء علي ثلاثة سيناريوهات محتملة للصراع في المنطقة‏:‏
الأول‏:‏ نشوب حرب بين الصين وتايوان.
والثاني‏:‏ توتر في شبه الجزيرة الكورية.
والثالث‏:‏ كارثة نووية في جنوب القارة الآسيوية.
ويؤكد مايكل أوهالتون (خبير في نزع السلاح بمعهد بروكينجز) أن الولايات المتحدة وحلفاءها الآسيويين يجب أن يحافظوا على نطاق واسع من القدرة العسكرية لمواجهة مثل هذه السيناريوهات‏.
وأوضح أوهالتون أن هذه القدرة العسكرية تتمثل في السيطرة على الوسائل الأكثر تطوراً في نقل المعلومات‏,‏ إضافة إلى عدد أكبر من الجنود المؤهلين بقدرات عالية على الاشتباك‏.‏

وعلى نقيض النهج الذي تعتزمه واشنطن‏,‏ أكد أوهالتون ضرورة أن تضع الإدارة الأمريكية على قمة أولوياتها تعزيز وتنويع قواعدها العسكرية في آسيا‏,‏ خاصة إذا ما وضع في الاعتبار عامل المسافة‏,‏ حيث تبعد الولايات المتحدة كثيراً عن مناطق الصراع المحتملة في آسيا.

وتشير الدراسة إلي حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وهم‏:‏ اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وتايلاند والفلبين‏,‏ إضافة إلى سنغافورة التي تدعم بقوة الوجود العسكري لأمريكا في المنطقة‏,‏ حيث تسمح لها باستخدام أراضيها كمناطق للتدريب والدعم اللوجستي.
ويؤكد تيليز ـ أحد الخبراء المشرفين علي الدراسة ـ أن الوجود العسكري الأمريكي في آسيا أمر ضروري للحفاظ علي دورها الإقليمي بل وزيادته‏,‏ ويؤكد أن أمريكا ستلعب في المرحلة المقبلة دورا جديدا في المنطقة‏,‏ وهو دور الحامي أو الضامن لأمن حلفائها الآسيويين‏,‏ستلزم زيادة وجودها العسكري وتكوين علاقات جديدة‏.