أنت هنا

20 رمضان 1426
وكالات - المسلم

فيما رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش التعهد بإقامة دولة فلسطينية خلال مدة رئاسته (!)، قال (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس قبيل مغادرته واشنطن متجهاً إلى فلسطين المحتلة أمس: " إن قيام دولة فلسطينية خلال الولاية الحالية لـ(الرئيس الأمريكي) جورج بوش ممكن"!
وحاول عباس إضفاء أهمية لزيارته التي وصفتها أوساط سياسية بالفاشلة، بالقول: "الحقيقة إن ما شعرت به هو أن بوش لم يكن مخططاً لهذا الحديث أو مخططاً لأن يقول مثل هذا الكلام"!!
وأضاف أنه "لا يمكن أن نقول: إن هذا الكلام يشكل موقفاً سياسياً إنما هو موقف لحظة".

وبعد رفض بوش التعهد بإقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني 2009 اعتبر خبراء سياسيون أن خريطة الطريق التي ترعاها اللجنة الرباعية ''الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة'' والتي تنص على إنشاء دولة فلسطينية عام 2005م لم تعد موجودة فعلياً.

وكان بوش رفض التعهد بإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته في كانون الثاني 2009 بعد لقائه عباس قال بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عباس في ختام اللقاء: "أعتقد أن وجود دولتين ديمقراطيتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام أمر ممكن لا أستطيع أن أقول لكم متى سيحدث ذلك إنه في طريقه لأن يتحقق".

إلا أن الرئيس عباس قال في مقابلته مع وكالة فرانس برس: "إذا عملنا على هذا الموضوع "الدولة الفلسطينية" من الآن فستكون واقعية".
وأوضح (الرئيس الفلسطيني) أنه اقترح على الأمريكيين لهذا الهدف "قناة مفاوضات بعيدة عن الأضواء وعن التأثيرات الخارجية وتتسم بالجدية (...) ونرجو أن تجد قبولاً عندهم، ونرجو أن يوافق الإسرائيليون أيضاً على هذا الكلام".

من جهتهم، اعتبر خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس الذي زار البيت الأبيض مرتين في ظرف خمسة أشهر غادر واشنطن خالي الوفاض تقريباً على الرغم من تأكيد الرئيس بوش دعمه له.
ويقول سكوت لازينسكي من معهد الولايات المتحدة للسلام: " إن محمود عباس 'يعود إلى دياره حاملاً انتصاراً رمزياً، ولكن بيدين فارغتين''.
ويقول جيفري ارونسون (مدير مؤسسة السلام في الشرق الأوسط (وهي مركز بحوث متخصص في دراسة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية): " إن (الرئيس الأميركي) 'لم يرتكب خطأ فادحاً'' لكنه ''تجنب التعمق في المسائل''.
ويقول: " إن بوش اكتفى بتكرار مطالبه التقليدية تجاه الفريقين أي الحد من وتيرة العنف من جانب الفلسطينيين ووقف بناء المستوطنات من جانب الإسرائيليين".

ويقول الخبراء: " إن التقدم الأساسي الذي تم إحرازه هو الإعلان عن احتمال تمديد مهمة جيمس ولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي المكلف الإشراف على عملية الانسحاب الإسرائيلي من غزة والتوصل إلى حلول من شأنها تسهيل التبادل التجاري بين غزة والدول المجاورة".

ويلاحظ المراقبون أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يعد يحتل العناوين الكبرى للصحف الأميركية.

ويقول ديفيد ماكوفسكي (مدير مؤسسة ''مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط''): " إن إدارة بوش ''تبدو مهتمة أكثر'' بمسائل أخرى مثل: ''العراق وكاترينا والاقتصاد''.
ويضيف ''أظن أنه بذلك أرادوا القول للفلسطينيين: ''عندما تظهرون لنا أنكم تحرزون تقدما، سنتحرك بدورنا'''.