تقدمت كل من الولايات المتحدة وفرنسا اليوم بمشروع قانون عقوبات على سورية بحال لم تتعاون القيادة السورية بشكل كامل ونزيه مع قضية اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري.
وجاء مشروع قانون العقوبات بعد ساعات من تمديد مجلس الأمن مهمة ديتليف ميلس (رئيس التحقيق الدولي بشأن حادثة اغتيال الحريري).
وتحاول كل من واشنطن وباريس الضغط على سوريا من أجل إظهار مزيد من التعاون مع المحققين الدوليين بشأن اغتيال الحريري الذي غيرت حادثة اغتياله الكثير من الأمور في المنطقة.
ويضم المشروع العديد من الإجراءات الدولية التي قد يعتمدها مجلس الأمن بحال التصويت لصالحها وعدم استخدام أي من دولة الفيتو حق النقض ضد المشروع.
ويبدو أن كلاً من واشنطن وباريس حاولتا اعتماد مشروع قانون مقنن، بهدف عدم إثارة حفيظة روسيا والصين التين هددتا باستخدام الفيتو بحال كان القانون غير متوازن، وهو ما يظهر رغبة واشنطن في استخدام حادثة اغتيال الحريري كجسر لتمرير عقوبات دولية ضد سوريا.
ويهدد مشروع القرار الأمريكي الفرنسي سوريا بفرض حظر دولي عليها بحال رفضها التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، والالتزام بعدد من المطالب التي حددها القرار من بينها "وجوب اعتقال" أي مسوؤلين أو أفراد سوريين مشتبهين.
ويشدد القرار على حكومة دمشق بالسماح للجنة التحقيق الدولية باستجواب مسؤولين أو أفراد سوريين خارج سوريا "وبحضور أو غياب مسؤولين سوريين آخرين."
وتنادي مسودة القرار الأمريكي الفرنسي المشترك "بتجميد أرصدة وفرض حظر على سفر أي من تسميه لجنة التحقيق كمشتبه."
وطالب القرار سوريا "بوقف التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والإحجام عن محاولات تهدف لزعزعة استقراره، واحترام سيادته ووحدة أراضيه، واستقلاله السياسي ووحدته."
وجاء القرار الثنائي بعد ساعات من مناقشة مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة التي بحثت في ملابسات اغتيال الحريري.
وقال رئيس اللجنة ديتليف ميليس للمجلس: " إن على سورية إظهار تعاون حقيقي" مع التحقيق الذي تجريه لجنته. مشيراً إلى أن التحقيق بحاجة لمزيد من الوقت وسيتتبع المزيد من الخيوط في هذه القضية.
وأشار ميليس كذلك إلى تعرض لجنته لما أسماه "بتهديدات حقيقية"!! إلا انه لم يفصح عن طبيعتها، مطالبا بزيادة إجراءات تأمين فريقه.
وأضاف ميليس أن الحكومة السورية قد تكون مهتمة بإجراء تحقيق خاص بها وتوفير أدلة هامة للجنته.
