أنت هنا

25 رمضان 1426
المغرب - الحسن سرات

أكدت مصادر متطابقة قرب الإفراج عن دفعة جديدة من معتقلي ما يسمى "السلفية الجهادية" بالمغرب.
وتتوقع مصادر حقوقية وسياسية أن يتم الإفراج خلال مناسبة عيد الفطر المقبل بعد ظهور عدة مؤشرات على توجه الدولة المغربية ووزارة العدل فيها إلى مراجعة الملف بأكمله.

وأولى هذه المؤشرات التصريح الذي أدلى به هذا العام ملك المغرب محمد السادس للصحيفة الإسبانية "الباييس" قبيل زيارته لإسبانيا، حيث قال:" ليس هناك شك بأن تجاوزات قد وقعت. ولقد سجلنا حوالي عشرين حالة في هذا الشأن، وقد سجلت منظمات غير حكومية وكذا المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أيضا، هذه التجاوزات، وهذه الحالات هي الآن أمام المحاكم".
وقبل هذا التصريح، والجهات المغربية المسؤولة تعيد النظر في هذا الملف الذي تضرر منه المغرب على الصعيد الحقوقي الدولي وعلى الصعيد السياسي الداخلي، وعلى الصعيد الاجتماعي المرتبط بعائلات المعتقلين.

وتعد الزيارة التاريخية والأولى من نوعها لعائلات المعتقلين لوزارة العدل والاستقبال الذي خصص لهم ثاني المؤشرات المهمة.
ونظمت تلك الزيارة يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر سبتمبر 2005، بمشاركة حوالي 150 عائلة استقبلت طيلة ذلك اليوم استقبالا لائقا من لدن ممثلين عن وزير العدل استمعا باهتمام وتركيز إلى مطالب العائلات. وقد أكد مسؤولو الوزارة في ختام الزيارة أن الشكايات التي تم وضعها سوف تؤخذ بعين الاعتبار، وسوف يتم البث فيها وسوف تتلقى العائلات الجواب، وأن باب الوزارة مفتوح وسيبقى كذلك وفي أي وقت، سواء للعائلات بشكل انفرادي أو بالنسبة لجمعية "النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين" التي يرأسها (المعتقل الإسلامي السابق) عبد الرحيم مهتاد، ولدت في شهر ديسمبر 2004، وتقوم بتأطير عائلات المعتقلين والتنسيق بينها وتقديم المساعدات القانونية والاستشارات الضرورية، وربط الاتصال مع جميع مكونات الحقل الحقوقي والسياسي في الساحة، والعمل على نشر المنتجات الفكرية والبيانات في الصحف ووسائل الإعلام.

وكان وزير العدل المغربي قد أدلى بتصريح في اليوم الدراسي حول الاكتظاظ بالسجون المغربية المنعقد في مطلع شهر أكتوبر2005 وصف فيه دعوة المظلوم بأنها صعبة وعد بمراجعة ملفات معتقلي ما بعد 16 ماي 2003م.

ومن المؤشرات أيضاً استعداد بعض معتقلي "السلفية الجهادية" البارزين الموصوفين بالشيخ مثل: أبو حفص، للتحاور والمراجعة الفكرية رغم أن أي شيء لم يثبت في حقه، وكان هذا المعتقل قد أدلى بحوار مطول ليومية مغربية أكد فيه أنه ما فتئ يبدئ ويعيد ويراجع ويصوب ، وأن الذي لا يراجع ولا يصوب غير جدير بالإيمان والإسلام والعلم.

وترجح المصادر الحقوقية المشار إليها سلفاً أن يتم الإفراج عن المعتقلين السلفيين على دفعات، وأن يستمر ذلك حوالي أربع أو خمس سنوات، يطلق فيها سراح المعتقلين العاديين، ويؤخر إطلاق سراح الشيوخ الأربعة، وهو: أبو حفص ومحمد الفيزازي وحسن الكتاني وأبو حذيفة.
يذكر أن عدد المعتقلين السلفيين يناهز 3000 معتقل ألقي القبض عليهم ثم حوكموا بتهمة الانتماء لتنظيم "السلفية الجهادية"، وكانت السلطات الأمنية المغربية قد ألقت القبض على حوالي 12000 مشتبه به عقب تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو 2003.