أنت هنا

27 رمضان 1426
أسمرة - صحف

حذر (زعيم المؤتمر الشعبي السوداني المعارض) الدكتور حسن الترابي من إمكانية انفصال الجنوب والشرق السوداني عن مركزية الحكم التي وصفها بالأخطبوطية، مشيراً إلى عدم دخول العديد من الأحزاب السودانية في الاتفاق الأخير لتشكيل الوحدة الوطنية.

وقال الترابي: " الاتفاق لا ينطوي على ضمانات بخصوص وحدة السودان، بل الاحتمال يدور أحياناً على النزعة نحو الانفصال، وأحياناً هنالك البادرة الوحدوية".
مشيراً إلى أن "هناك جهة صغيرة وجهة كبيرة مكتوب له 52% وهذا ليس بضمان على الإطلاق، فلو انتزعت نسبة دارفور ونزع الشرق يمكن أن تتعادل موازين الوضع من خلال القوى التي تطالب أخطبوط المركزية المطلقة، لكن الموجود هو مركز مطلق وجنوب أقلية، ولذلك فان المخاطر بالغة ويمكن أن تتعاظم. أقول ذلك حتى يتبين للسودان ذلك ويتدارك الأمر قبل أن يتفاقم، وقد لا ينتظر الجنوب الاستفتاء، كما أن الخطر الأكبر إذا انفصل الجنوب عن الشمال، فقد يدعو ذلك غرب السودان في أن يحذو حذوهم، وقد ينزع ذلك شرقا، فالسودان الآن كله عُرضة للخطر".

وعن رأيه حول الاتهامات الموجهة للحركة الإسلامية في السودان، وعلاقتها مع تنظيم "القاعدة" قال الترابي: " إن كافة التهم والشبهات التي أطلقت على السودان هي نتاج الضغائن الغربية".
وأضاف أن " ابن لادن لم يأت إلى السودان لينشر دعوة السلفية والجهادية أصلاً ولا ظهر في المجتمع بوجهه على الصعيد الاجتماعي. لقد جاء إلى السودان باعتباره ابن أسرة ثرية متخصصة في المقاولات في المملكة العربية السعودية، وجاء إلى السودان ليبني طريقاً ويستثمر بعض الأشياء، وكان عاكفاً على نفسه لا يختلط بالمجتمع".

وحول موقفه الرافض للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية بالسودان قال الترابي: " لا بد أن تحل كافة القضايا بما فيها دارفور والشرق، والتي لن تحل بالتسويات على الورق فقط ، وحتى لو حلت يجب أن تقوم الأمور على حكم الشورى الديمقراطي الحر والمنتخب والمراقب بطهارة ورقابة شديدة، والوفاء بالالتزامات والعهود وأمانة المال العام".

ووجه الترابي في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" نشرته في عددها الصادر اليوم الأحد أثناء زيارته لأسمرة انتقادات عنيفة إلى واشنطن والعواصم الغربية، معتبراً تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن مجرد وهم ابتدعته وسائل الدعاية الغربية.
وقال الترابي: " إما أن يقال تنظيم وقاعدة، فهذا دليل على أن الغرب لا يدرك شيئاً؛ لأنهم لا يستطيعون أن يثبتوا شيئاً"، مضيفاً "ولا توجد فيهم صفة العالمية هذه"، واصفاً الأميركيين بأنهم "جهال العالم ولا يفقهون في أموره شيئاً"، حسب تعبيره، كما وصف فرنسا بأنها لم ترد للسودان الجميل خصوصاً إزاء تسليمه كارلوس.

وكان الترابي قد زار أثناء زيارته لإريتريا ميناء مصوع الواقع على البحر الأحمر، وزار الأثر التاريخي داخل الميناء، وهو المسجد الذي أسسه المهاجرون الأوائل من صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وصلى الترابي بمسلمي مصوّع إماماً، وتوقف في المنشآت الجديدة؛ المطار، الميناء، وكهرباء حرقيقو، وعدد من وجوه التنمية، ووصفت الزيارة بأنها نتيجة وعد سابق قطعه الترابي لـ(الرئيس الإريتري) اسياس أفورقي عام 1991، وهو أن يزور ميناء مصوّع إثر التحرير، ليشاهد مدى الدمار فيه ويزوره في وقت آخر ليشاهد وجوه التنمية.
ودعا الترابي تنظيمات المعارضة الإريترية التي يحتضنها السودان بالعودة إلى بلادها والمساهمة في بنائها الفكري والاقتصادي أو البقاء في السودان كأفراد ولاجئين.