أنت هنا

29 ذو الحجه 1426
لندن - صحف

تحدثت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن تكرار حوادث الانتحار بين الجنود الأمريكيين الذين خدموا في العراق، وتأثير أحداث العنف فيه على الجنود العائدين إلى البلاد، والتي دفعت بوزارة الدفاع الأمريكية إلى اتخاذ اجراءات جديدة لمراقبة الصحة العقلية لهؤلاء الجنود.

ونشرت الصحيفة في عددها الصادر قبل يومين، مقال لأحد الجنود الأمريكيين الذين خدموا في العراق، وقال: " إن الجندى الأميركي دوغلاس باربر، قام قبل أيام من انتحاره بنشر مقال على الإنترنت، قال فيه: "إنه يسعى من خلاله لجعل القراء يفهمون أن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على (الإرهاب) قد أصبحت مسالة شخصية للعديد من الجنود، ولكن إدارة (الرئيس الأميركي) جورج بوش تريد إدارتها مثل مشروع عمل، ولذا فهي ترفض كشف مدى التضحيات التي يقوم بها الجنود وعوائلهم".

وقال باربر: " إن الحالة التي تبدو طبيعية ومتأقلمة للجنود العائدين هي مجرد وهم يتكشف مع الوقت والعذاب، حيث إن البعض يعودون وقد فقدوا بعض أطرافهم أو أجزاء أخرى من أجسادهم والبعض سيعيشون مع الآثار الدائمة للأحداث المريعة التي لا يمكن لأحد أن يفهمها إلا أولئك الذين خدموا في العراق".
وأضاف "نحن عدنا إلى الوطن وحاولنا استعادة حياتنا، ولكن البعض منا لا يستطيع تحمل تلك الذكريات، ويرى أن الموت أفضل. نحن نقتل أنفسنا لأن صور مقتل الأطفال وإبادة عائلات بكاملها تطاردنا بحدة".

ويتحدث باربر في مقاله عن حالة الخوف والترقب المستمر التي يعيشها الجنود والرعب الذي يسببه لهم أي صوت عال أو ضجة، إضافة إلى المعاناة من الاتساخ والتصاق الملابس على الجسد وتقنين المياه وحتى الطعام.