أنت هنا

22 صفر 1427
المنامة - المسلم

شهدت العاصمة البحرينية المنامة مساء اليوم الأربعاء افتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي لنصرة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ بمشاركة 300 من الدعاة والعلماء وممثلي الجاليات الإسلامية في العالم.
ويبحث المشاركون على مدى ثلاثة أيام، وضع استراتيجية تحول دون أن تتكرر الأزمة التي أثارها نشر صحف أوروبية رسوماً تسيء للرسول الكريم وسبل التصدي لحالات مماثلة في المستقبل.

وابتدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور يوسف القرضاوي كلمة شكر فيها مملكة البحرين، وأثنى على جهودها بإنجاح هذا المؤتمر، وشكر راعي الحفل الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة (النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الشؤون الإسلامية بمملكة البحرين)، وعرض الدكتور القرضاوي خلال كملته التي استمرت ثلاثين دقيقة تقريباً الإساءة التي قامت بها الصحيفة الدنماركية المتطرفة.
وذكر أنه عندما سمع بالخبر لم يصدقه إلى أن اطلع على الرسوم الاثني عشر في الصحيفة الدنماركية، واستشهد بالآية القرآنية "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (البقرة:216)، وبيّن أن الهبّة الإسلامية كانت واسعة، وأثبتت أن الأمة الإسلامية موجودة، وأنها جاهزة للدفاع عن قضايا الإسلام ونصرة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_، ثم ذكر الشيخ القرضاوي أن رسالة الإسلام هي رسالة رحمة للعالمين، وأعلن أن موقع (الإسلام أون لاين) دشّن موقعاً جديداً باسم (رحمة للعالمين لنصرة سيد المرسلين) قبل يومين.
ثم ذكر الشيخ القرضاوي حقيقة حرية التعبير، وتساءل هل حرية التعبير تكمن في السب والشتم، وهل يجوز أن تكون حرية التعبير مطلقة، مؤكداً أنه لا توجد دولة في العالم تعطي حرية مطلقة تخوّل السب والشتم والقدح، وقال: إن الحرية يجب أن تكون مقيدة، وأكد على أهمية الحوار.
وطلب الشيخ القرضاوي في ختام كلمته ألا يكون المؤتمر مقتصراً على وقت محدّد بأيامه الثلاثة داعياً أن يكون المؤتمر مؤتمراً شعبياً مستمراً، وأن تكون الفكرة دائمة، وأن يكون لها أوقاف ومركز وعاملون دائمون فيه.

بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ سلمان العودة (الأمين العام للمؤتمر) كلمة شكر فيها الحضور الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم، مبيناً أن الطلبات كانت أكثر من المتوقع، وقال: إن المؤتمر أبلغ اعتذاره لعدد كثير من الجهات التي طلبت المشاركة، وقال الشيخ العودة: إن من أكبر عوامل هذه الهبّة الإسلامية المقاطعة الشعبية التي قامت بها الشعوب الإسلامية، وركّز على التأمين الغذائي كاستعداد نفسي لدى الشعوب كي تستمر في المقاطعة، ثم ثمَّن الشيخ العودة جهود الدول التي منعت أو حظرت هذه الإساءة في بلدانها، وقال: "من أراد أن يعيش في سلام عليه أن يحترم فكر الشعوب ويحترم أنبياءها ورسلها ومفكريها وعلماءها"، ثم ذكر أن أفراداً قلائل يمكنهم أن يزعزعوا بلداناً كاملة، فكيف إذا قامت شعوب كاملة تمثل ثلث أو ربع العالم بهبّة واحدة".

ثم جاءت كلمة الأستاذ عادل المعاودة (النائب الثاني لرئيس مجلس النواب في مملكة البحرين) نيابة عن الجهات الخمسة الداعية للمؤتمر، وهي: (الندوة العالمية للشباب الإسلامي – مؤسسة الإسلام اليوم – لواء الأصالة – اتحاد علماء المسلمين – اللجنة العالمية لنصرة خاتم المرسلين)، وذكر في كلمته فضائل النبي المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ وقال في آخر كلمته: "لعل من أسباب قيام أو ظهور مثل هذه الإساءة في الدول الغربية قيام أبناء جلدتنا من أصحاب الأقلام المسمومة بالتجرؤ على ديننا الإسلامي أو النبي المصطفى _صلى الله عليه وسلم_".

ثم ألقى الأستاذ المشير عبد الرحمن سوار الذهب (رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية) كلمة نيابة عن المشاركين، دعا فيها للرجوع إلى الدين الإسلامي والالتزام بمبادئه وتعاليمه، وأكد أن الكتب الغربية تضع النبي المصطفى محمداً _صلى الله عليه وسلم_ ضمن أحد عظماء العالم، وهو دليل على عظمة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_.

ثم جاءت كلمة راعي الحفل الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، الذي شكر فيها الحضور، وبيّن فيها هدف فكرة المؤتمر وأهميته في هذه المدة قبل أن يختتم الدكتور علي بادحدح (المشرف العام على موقع إسلاميات) بكلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر بيّن فيها فقرات وجدول أعمال المؤتمر.
وعقب انتهاء الاحتفال الرسمي بافتتاح المؤتمر انطلقت ندوة عامة بعنوان "بين الإساءة والنصرة".
يُذكر أن أعمال المؤتمر سوف تكون مغلقة ابتداء من يوم غد الخميس ثاني أيام المؤتمر.