أنت هنا

23 صفر 1427
المنامة - المسلم

واصل المؤتمر العالمي لنصرة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، أعماله في العاصمة البحرينية، المنامة، لليوم الثاني، في محاولة للوصول إلى استراتيجية إسلامية للتعامل مع الغرب، ووضع آلية لمنع أي إساءة مستقبلية، ولإظهار وحدة الصف الإسلامي تجاه القضايا التي تهم المسلمين في كل مكان.
وبعد افتتاح المؤتمر أمس الأربعاء، عقد المشاركون في المؤتمر، ندوة عامة بعنوان (ما بين الإساءة والنصرة) ، أدارها الأستاذ نهاد عوض (رئيس المنظمة الإسلامية الأمريكية كير)، وبمشاركة عدد من الشخصيات الإسلامية.
وأكد عوض أن الإساءة لرسول الله فتحت آفاقاً للتعريف بالنبي محمد عليه الصلاة و السلام، مشيراً إلى أن أعظم وسيلة لمناصرته، هو الإقتداء به وتطبيق سنته، ونقل أسلوب حياته في حياتنا .
وأوضح عوض أن منظمة كير جعلت من سنة 2006 عاماً لنصرة النبي عليه السلام في أمريكا وكندا عن طريق البرامج والمؤلفات والأنشطة الإعلامية من أجل نشر سيرته والتعريف به

وقد ألقى فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر (المشرف العام على موقع المسلم) كلمته في المؤتمر فأكد على ضرورة التعامل مع هذه الأحداث بمنظار التفاؤل، مشيراً أن هذه الأحداث أثبتت قوة الشعوب وقدرتها على تجاوز حكوماتها. ودعا الشيخ ناصر إلى بذل المزيد من الجهد، مع ضرورة النظر بعين التفاؤل والأمل إلى ما يحدث في الساحة العالمية، لصالح الإسلام والمسلمين.
وأشار فضيلة الشيخ العمر إلى قوة الشعوب الإسلامية، رغم ما يشاع عنها، مؤكداً أن الأزمة أثبتت قوة المسلمين ووحدتهم في القضايا التي تتعلق بمساءل مصيرية إسلامية .

من جهته، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس، كلمة له حول الجذور الفكرية عن الإسلام لدى الغرب، مبيناً كيف ينظر الغرب إلى الإسلام.
كما ألقى الشيخ رائد حليحل (رئيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية في الدنمرك)، كلمة له لخّص فيها حادثة الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر توابعها وتداعياتها وآخر تطوراتها على الساحة الدنمركية .
ودعا حليحل إلى حصر الضغط نحو الصحيفة المسيئة للنبي عليه السلام، بدلاً من توسيع الجهود حتى لا نتشتت.
وقال حليحل: "حاولنا أن نحل المسألة داخليا مع الحكومة ، لكن عندما رفضت الحكومة استقبال أحد عشر سفيرا من المقيمين في الدنمارك انتقلت القضية نحو العالم الإسلامي لتتحول إلى قضية عالمية".
من جهته، وجه الشيخ محمد الراوي رسالة إلى الحكومات العربية لتتبنى هذه القضية وتناصرها، وتستمر في تعاطيها مع الجماهير الشعبية من أجل نصرة النبي عليه السلام .
كما تحدث فضيلة الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني عن عظمة ومكانة وحرمة النبي عليه السلام .
وفي المداخلات التي تلت الندوة طالب الداعية عمرو خالد بضرورة تفعيل قطاع الشباب العربي والذي وصف قطاعا عريضا منه بأنه تائه ومعرض للانخراط في مهاوي الانحراف، ومنعزل عن قضايا الأمة.
طالب الداعية عمرو خالد بضرورة تفعيل هؤلاء الشباب في مشاريع نصرة النبي عليه السلام وتدريبهم من أجل أن يوصلوا رسالة الإسلام نحو الغرب، خصوصا مع الضعف البالغ في توصيل رسالة الإسلام وسيرة الرسول عليه السلام للغرب.

ومن جهة أخرى قال الشيخ عبد الله بن بيه ـ نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ إن موقف الغرب من الإسلام يرجع إلى الخلفية التاريخية التي كرست تشويه صورة الإسلام وتصوير النبي عليه السلام بالصور المشينة .
ويرى بن بيه أن هذه الصورة القديمة أصلت صورة نمطية عن الإسلام وعن النبي محمد عليه السلام مازالت إلى الآن مستمرة .
ويعتبر بن بيه دخول الصهيونية على الخط قد ساهم في تشويه صورة الإسلام وتعزيز المفاهيم المغلوطة عن النبي عليه السلام .وأكد عبد الله بن بيه على أهمية إنشاء هيئة دائمة تتابع الإساءة إلى الإسلام وتتبنى رداً حضاريا عليها .
ومن ناحيته تسائل الشيخ عائض القرني : لماذا الغرب أقوى في كل مرة ونحن لسنا أقوياء ولو في مرة واحدة ؟ وقال الشيخ القرني:" إن الشعوب أول ما تحركت من أجل نصرة الرسول عليه السلام تحرك حكام الغرب وهم الذي يمتلكون بترولنا وثرواتنا ، وطالبوا حكامنا بإيقاف مثل هذا التحرك الشعبي القوي ، فوجدنا الدعاة والعلماء يطالبوا بالتهدئة والتخفيف ."
وطالب القرني المؤتمرين ببيان "قوي صارخ يعيد لنا أمجاد العز بن عبد السلام وابن تيمية ، وإن كنتم لا تقدرون فاسكتوا ولا تسبوا الحكام ورجال الأعمال والإعلاميين ".