أنت هنا

9 ربيع الثاني 1427
برلين - صحف

قال رينيه وتوماس (المهندسين الألمانيين الذين أطلق سراحهما في العراق): إن الاختطاف كان نوعاً من العذاب، لكنهما أكدا أنهما "لم يتعرضا لسوء المعاملة أبداً", ونفيا أنباء تحدثت عن "بيعهما لمجموعة أخرى"، وقالا: " إنهما كانا طيلة الوقت بأيدي مجموعة واحدة"، وفق صحيفة (لايبزيغر فولكستزيتونغ) في عددها الصادر أمس السبت.

وتؤكد مجلة (دير شبيغل) في عدد الصادر غداً الاثنين، أن الرهينتين نجيا من الموت في اللحظة الأخيرة, وتنقل المجلة عن وسيط عراقي كلفته الحكومة الألمانية التفاوض مع الخاطفين أن هؤلاء كانوا منقسمين فئتين، الأولى أعطت الأولوية للمفاوضات مع برلين في حين حالت الثانية مرارا دون الإفراج عن الرهينتين.
وتضيف أن الخاطفين هددوا مرارا بقتل احد الألمانيين بهدف تكثيف الضغط على برلين.

ولم يدل المهندسان اللذان خطفا في 24 يناير، بأي تصريح علني منذ إطلاقهما، باستثناء مداخلة قصيرة أمام الصحافة اثر نزولهما من الطائرة في برلين, ولم يكشفا أي معلومات عن ظروف توقيفهما أو الإفراج عنهما، وظلت الألمانية متكتمة جدا حيال القضية، مكتفية بالقول أنها لم تدفع أي فدية.

وقال أحد المهندسين الألمانيين: " إن الخاطفين كانوا مسلمين متدينين جدا، يصلون خمس مرات في اليوم ويؤدون كل فرائضهم الدينية", وأضاف "شرحوا لنا قدر الإمكان ايجابيات الإسلام وكانوا يقرؤون القرآن غالبا"، مؤكدا "أنهم أرادوا الدفاع عن بلدهم وكانوا ملتزمين بقضيته".

ولم يتحدث المهندسان اللذان حضرا إلى العراق لأسباب مهنية إلا لماما مع خاطفيهما، ولم يتقن معظم هؤلاء اللغة الإنكليزية باستثناء اثنين منهم أو ثلاثة، وأن أحدهم كان يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة, وأوضحا أنهما لم "يتبلغا شيئاً" مما كان يحصل في ألمانيا أو العراق طوال مدة احتجازهما.

من ناحيتها، أفادت محطة تلفزيون (ايه ار دي) أمس، نقلا عن مصادر أمنية، أن الحكومة دفعت أكثر من عشرة ملايين دولار فدية لتحرير الرجلين, كما ذكرت (دير شبيغل) انه تم دفع فدية من اجل أطلاق المهندسين، وأضافت أن الفدية زادت عدة ملايين من الدولارات عن المبلغ الذي دفع من أجل الإفراج عن الألمانية سوزانا أوستهوف التي احتجزت في العراق العام الماضي.
ونسبت تقارير نشرت في ذلك الحين إلى مصادر دبلوماسية غير محددة، أن الحكومة دفعت لخاطفي أوستهوف فدية قيمتها خمسة ملايين دولار.