أنت هنا

10 ربيع الثاني 1427
واشنطن - وكالات

بعد نحو أربع سنوات ونصف من التعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية، وبعد تنامي الانتقادات الدولية ضد واشنطن، ادعى (الرئيس الأمريكي) جورج بوش أنه ينوي إقفال معتقل غوانتانامو الإرهابي في كوبا، والذي تقوم بالإشراف عليه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وتعتقل فيه مئات المشتبه بانتمائهم لتنظيمات معادية لأمريكا؛ دون تقديمهم لمحاكمات، أو منحهم أي حق من الحقوق الإنسانية.

وقال بوش في مقابلة أجراها معه التلفزيون الألماني: " إنه يرغب بإقفال معتقل جوانتانامو وإرسال السجناء الذين يقبعون الآن هناك إلى المحاكمة"!، ولكنه أشار أن عليه الانتظار حتى تصدر المحكمة العليا قرارها حول ما إذا كان هؤلاء السجناء سيحاكمون في محاكم عسكرية أم مدنية.

وقال بوش في حديثه لمحطة (ARD): " إن مسألة معتقل جوانتانامو تشكل موضوعا بغاية الدقة بالنسبة للإدارة الأمريكية، وانه يأمل بأن يتم إغلاق هذا السجن وأن يخضع المعتقلون إلى المحاكمة"!
ولم ترضخ الإدارة الأمريكية للكشف عن أمساء المعتقلين هناك إلا بعد أن رفعت وكالة الاسوشيتدبرس قضية تطالب فيها بالسماح لها الاطلاع على أسماء المعتقلين هناك.

وتؤكد مصادر سياسية وإعلامية أن هذه الادعاءات الجديدة لبوش؛ ما هي إلا محاولة للفرار من الانتقادات المتلاحقة ضده بسبب الصورة الحقيقية التي يقدمها عن طبيعة الديمقراطية الأمريكية التي يحاول فرضها على دول أخرى.

وانتقدت عدة جمعيات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان احتجاز السجناء الـ490 معتقلاً مسلماً في جوانتانامو دون تحديد موعد محاكمات لهم، إضافة إلى أن العديد من المعتقلين محتجزون منذ شهر يونيو 2002، تاريخ استحداث السجن الأمريكي في خليج جوانتانامو.
وتقول هذه الجمعيات: " إن السجناء في جوانتانامو يلقون معاملة سيئة جداً، وإن طرق الاستجواب التي تستخدم معهم ليست إنسانية وقاسية".

ومن المنتظر أن تقرر المحكمة العليا الأمريكية في شهر يونيو إلى أي محاكم ستحيل سجناء جوانتانامو.