أنت هنا

15 جمادى الأول 1427
الرياض - المسلم

تحفّظ المحامي كاتب الشمري (وكيل أسر المعتقلين في غوانتانامو) بحق أهالي المتوفيين السعوديين في رفع دعوى قضائية ضد السلطات الأمريكية، لكشف الحقيقة والمطالبة بالتعويض المالي لهما. مشككاً في الرواية الأمريكية التي ادعت أن السعوديين توفيا نتيجة عملية انتحار.

وجاء بيان المحامي الشمري _الذي وصل لموقع (المسلم) نسخة منه_ بعد إعلان السلطات الأمريكية وفاة معتقلين سعوديين في معتقل (دلتا) في خليج غوانتانامو الإرهابي سيء السمعة، والذي لا تزال القوات الأمريكية تعتقل فيه مئات المعتقلين منذ أكثر من 4 سنوات، دون تقديمهم لمحاكمات أو منحهم أية حقوق مدنية أو إنسانية.
وقال : "بصفتي وكيل أسر المعتقلين ومنهم المتوفين – رحمهم الله – فإني أحتفظ بحقنا في رفع دعوى لكشف حقيقة ما جرى والمطالبة بالتعويض من السلطات الأمريكية".

وقال المحامي كاتب الشمري اليوم الأحد: " إن الرواية الأمريكية التي اعتبرت وفاة المعتقلين الثلاثة أنها نتيجة عملية انتحار، تعتبر مجال شك كبير لدينا وخاصة أن الوفاة حصلت في ظروف اعتقال غير اعتيادية تمارس من خلالها السلطات الأمريكية الرقابة اللصيقة والمستمرة للمعتقلين سواء من خلال الرقابة الفردية أو من خلال كاميرات المراقبة التي تعمل أربعة وعشرين ساعة كل يوم".
مؤكداً أنه على جميع الأحوال، تعتبر وفاة المعتقلين السعوديين قد وقعت "ضمن مسؤولية السلطات الأمريكية الحاجزة لهم، حسب نصوص اتفاقيات جنيف بشأن حماية الأسرى". مؤكداً أن "هذه الوفاة تمثل جريمة أخرى تضاف إلى الجرائم والتجاوزات التي تحصل يومياً بحق المعتقلين وتشكل مخالفات واضحة وصارخة لمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الفيدرالي الأمريكي".

وطالب المحامي الشمري بتشكيل لجنة مستقلة من المنظمات الدولية والإنسانية للتحقيق في ظروف الوفاة التي حصلت وفي كافة التجاوزات غير القانونية التي تحدث كل يوم.
مضيفاً أن " الادعاء الأمريكي المتواصل بأن السلطات الأمريكية تسعى لحماية حياة المعتقلين من تعذيب دولهم لهم انكشف زيفه واتضح مدى التعذيب والمعاملة اللا إنسانية التي ترتكب بحق معتقلي غوانتانامو وبالتالي فإن جميع الهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية مدعوة الآن للقيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية لحماية أرواح هؤلاء المعتقلين وتأمين الإفراج عنهم أو محاكمتهم محاكمة عادلة دون أية اعتبارات سياسية تتحكم بقضيتهم".
وأكد المحامي السعودي أن السلطات الرسمية في المملكة، تسعى الآن مع السلطات الأمريكية لتأمين تسليم جثثهم والتحقيق في واقعة وفاتهم، فضلاً عن المطالبة بتسليم بقية المعتقلين السعوديين في غوانتانامو.
ورغم ذلك، أبدى المحامي الشمري تفاؤله في أن تسرّع هذه الواقعة من عملية إيجاد حل لهذه القضية.