أنت هنا

21 جمادى الأول 1427
المسلم ـ العراق

منعت سلطات البصرة بث فيلم لتشييع جنازة الشيخ الدكتور يوسف حسان (عضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين بالعراق، ورئيس فرعها في المنطقة الجنوبية) المقتول غيلة على أيدي ميليشيات شيعية يوم أمس.
وذكر بيان صادر عن قسم الثقافة والإعلام في هيئة علماء المسلمين بالعراق صباح اليوم أن "السلطات المحلية في محافظة البصرة (أقدمت) على منع مراسل إحدى القنوات العراقية من نشر مادة فلمية متعلقة بتشييع جنازة الشيخ الدكتور يوسف الحسان يوم أمس، مهددة إياه في حال تسرب هذه الصور إلى أية وسيلة إعلامية أخرى", لافتاً إلى أن "هذا التصرف غير المسؤول والبعيد كل البعد عن المعلن من المواقف السياسية يدل على ظاهرة خطيرة وهي محاولة تغييب الإعلام تماماً عمّا يجري في العراق عموماً وفي البصرة خصوصاً من أحداث تفضح التجاوزات الخطيرة على حقوق الإنسان العراقي، وإلا ما الذي يخيف هؤلاء من نشر صور تشييع جنازة الشيخ المغدور (رحمه الله) وكأنهم بذلك يكملون جريمة اغتياله باغتيال الكلمة والصورة الناقلة لهذا الحدث الأليم".
ومن الجدير بالذكر, أن موقع الهيئة بالأمس قد ألمح إلى تورط إيراني في اغتيال الشيخ حسان الذي يعد الشخصية السنية الأبرز التي فاضت روحها على أيدي الميليشيات الشيعية بالبصرة, حيث نص على أن العديدين يعتقدون "أن رد المخابرات الإيرانية جاء سريعًا على تصريحات الشيخ الحسان الأخيرة."
واغتيل الشيخ الشهيد أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة بعد أن اتهم أجهزة الأمن صراحة بارتكاب المجازر الدائرة الآن في البصرة بحق أهل السنة أثناء خطبة الجمعة قبل الماضية التي صدح فيها بقوة "إن أجهزة الأمن ضالعة.. ضالعة... ضالعة في عمليات الاغتيالات ضد أهل السنة في البصرة "متحدياً بتمسكه بالبقاء في البصرة رغم المخطط الجاري الآن لإفراغ البصرة من أهل السنة حيث قال:"إننا لن نخرج وإن كانت دماؤنا ثمنًا لذلك ". وبالفعل كانت دماؤه ثمناً لموقفه الشجاع الذي قدم فيه القدوة لأهل السنة في البصرة الذين حثهم علماؤهم على البقاء والتمسك بوجودهم فيها لمنع مخطط انفصال الجنوب العراقي شيعياً.
وكانت صحيفة القبس الكويتية قد ذكرت صباح أمس أن "البطة السحرية" وهي "تويوتا كرونا" بيضاء بموديلات جديدة تحمل أرقاما زرقاء تجوب العراق كله، خاصة في البصرة، هي المسؤولة عن الاغتيالات. وأن 90% من الاغتيالات والتصفيات الجسدية جرت من خلالها تشاهد يوميا في مقرات بدر وكذلك مسدسات طراز "جلوك" التي يحملها عناصر بدر هي التي يتم تنفيذ الاغتيالات بها بنسبة عظمى.
من جهة أخرى, اعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) في تقرير منشور بسوء معاملة جنودها للمعتقلين بالسجون العراقية. وأشار التقرير إلى أن عناصر من القوات الخاصة الأميركية قدمت الخبز والماء فقط لسجناء عراقيين على مدى 17 يوما وهم مقيدون بالأصفاد.
وأوضحت أن الجنود كانوا يعصبون أعين السجناء بشريط لاصق، إضافة إلى حرمانهم من النوم وإرغامهم على الاستماع لموسيقى عالية جدا.
كما ذكرت البنتاجون أن السجناء كانوا يوضعون في زنازين ضيقة جدا بمثل حجم القفص، مشيرة إلى أن سجينا واحد على الأقل قد جرد من ملابسه.
ومن جهته, قال الحقوقي المحامي إمريت سينج إن وثائق الحكومة نفسها تظهر أن إساءة معاملة المعتقلين بالعراق وخليج جوانتانامو وأفغانستان واسعة النطاق ومنظمة "وتثبت ضلوع القوات الخاصة بشكل متكرر في حوادث إساءة معاملة السجناء واستمرار إفلاتها من العقاب".
وقد كشفت الفضائح الأخيرة أن انتهاكات حقوق المعتقلين في سجون العراق قد أضحت عملاً منظماً تتضافر فيه الجهود الأمريكية والبريطانية والشيعية في العراق, وأن ما يتسرب منها للإعلام هو دون الحقيقة ويصدر وفقاً لحسابات خاصة اختلافاً أو اتفاقاً بين المحتلين وأعوانهم.