أنت هنا

21 جمادى الأول 1427
المسلم ـ فلسطين المحتلة

نعت كتائب عز الدين القسام, الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحد قيادييها بخانيونس بعد أن قضى نحبه متأثراً بجراح أصيب بها قبل أقل من أسبوعين على أيدي مسلحين فلسطينيين.
وزفت الكتائب (القيادي القسامي) ياسر إبراهيم الغلبان 26 عاماً "إلى العلا شهيداً جديداً التحق بركب الشهداء الأبرار متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم الأحد الموافق 04/06/2006 برصاص عناصر من فرقة الموت التابعة لجهاز الأمن الوقائي في جريمة نكراء هزت كل من سمع بها أو قرأ عنها أودت بحياة زوجة شقيقه الحامل بطفلين وابن عمه وإصابة طفلته وابن خالته".
وأضافت الكتائب في بيان نشر على موقعها على الإنترنت صباح اليوم " على طريق ذات الشوكة تمضي قافلة الشهداء ، يرتقون إلى العلا سباقاً نحو مولاهم ، فهم الذين نذروا نفوسهم لنصرة الدين والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ولدفع الظلم والقهر عن أبناء شعبهم ، لقد ابتغوا أن يستشهدوا في المواجهة مع الصهاينة مقبلين غير مدبرين ، ولكن لا ضير إن جاءت الطعنة من الخلف بيد مجرمة لا تتوانى عن قتل أبناء شعبها والتآمر على مجاهديه في مخطط يتساوق والهجمة الشرسة التي يشنها علينا جيش الاحتلال.".
وقرن البيان بين من قتلوا غيلة من الكتائب في الفترة الأخيرة و"الجرائم البشعة التي ارتكبها عناصر جهاز الأمن الوقائي ضد المدنيين الأبرياء وضد مجاهدي القسام أمثال رامي الدلو ومحمد التتر ووصفي شهوان وسالم قديح وحسام أبو عنزة وحماد أبو جزر وصلاح الأسطل" مستنتجاً أن هذا "يعني أن هذه الفئة الخارجة عن القانون ماضية في غيها وطغيانها وتعدياتها على أبناء شعبنا وما حدث اليوم يضاف إلى السجل الأسود لهذا الجهاز الذي يعمل لحسابات خارجية ويرتمي في أحضان أعداء هذا الشعب."
وحذرت الكتائب من أي مس بمجاهديها وأنها ستضرب بيد من حديد على يد من تسول له نفسه مواصلة استهداف ناشطيها.
وكان شقيق الشهيد وزوج الشهيدة ريم 21 عاما قد سرد قصة الاعتداء لمركز الإعلام الفلسطيني, قائلاً : " زوجتي كانت عند والدي ووالدتي في منطقة قيزان النجار، وفي المساء انشغلت فاتصلت بشقيقي ياسر ليقل زوجتي إلى بيتنا في منطقة معن بسيارته وبالفعل حضر ياسر وبرفقته ابن عمي عطية واستقلت ريم وابنة ياسر تسنيم التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات معهم السيارة.
ويبين أمين أنه أثناء اقتراب ياسر من مقر للأمن الوقائي والشرطة الخاصة أُطلقت رصاصة في الهواء وكانت عبارة عن إشارة لاقتراب ياسر وعندما وصلت السيارة للحاجز الموجود بين مقر الخاصة والوقائي كان مغلقاً على غير عادته وبمجرد أن نادى ياسر بصوته ليفتحوا له الحاجز تم إطلاق النار مباشرة عليه وعلى السيارة من قبل أشخاص ملثمين واقفين أمام مركز الوقائي مباشرة، وذلك في الوقت الذي كان فيه عناصر الوقائي مستنفرين ومتمركزين على كافة أسطح المباني القريبة.
ويشير أمين إلى أنه أصيب جميع من في السيارة، حيث استشهد عطية واستشهدت زوجته ريم وهي تحتضن طفلة ياسر لتحميها من الطلقات في الوقت الذي أصيبت فيه بالرصاص في جميع أنحاء جسدها، كما أصيب الجنين الذي في أحشائها بشظايا هشمت رأسه الغض."
وحسبما يؤكد أمين، فإنه بعدما أصيب شقيقه ياسر قام المسلحون بإطلاق رصاصة مباشرة على رأسه للإجهاز عليه لتخترق هذه الرصاصة جمجمته.
وتحدث أمين عن زوجته التي فقدها والألم يعتصر قلبه: "بدون مبالغة لم أعرف امرأة أنبل منها أو أصدق منها ولا أكثر وقارا وحياءً منها، كانت إنسانة ربانية وزوجة مطيعة ويشهد لها الجميع بحسن الخلق ولا يُسمع لها صوت وكانت دائماً تحرضني على التمسك بالدين".
إلى ذلك, اغتالت قوات الاحتلال الصهيونية قياديين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الليلة الماضية.
سياسياً, نفى المتحدّث الرسميّ باسم حركة المقاومة الإسلامية سامي أبو زهري، أمس، أن تكون حركته قد طرحت مبادراتٍ جديدة مع الاحتلال الصهيوني , قائلاً: "نحن في حركة حماس لا نطرح مبادرات جديدة مع الاحتلال حيث إنّ المبادرة مطروحة من الاحتلال والمشكلة ليست فينا بل هي بالاحتلال".
وشدد أبو زهري على ضرورة أن يلتزم المراقبون الدوليون المحافظة على دورهم المنصوص في اتفاقية المعبر، والذي شرحه بالقول :"مهمة المراقبين الدوليين أنْ يراقبوا فقط." , كاشفاً عن أن هناك شخصيات فلسطينية تضغط على هؤلاء المراقبين وذلك بحجّة إدخال الأموال عن طريق معبر رفح.
وفي تطور آخر, رفضت الحكومة الفلسطينية هذا الصباح قرار المفوضية الأوربية منح الفلسطينيين 100 مليون يورو من دون المرور على الحكومة الفلسطينية.
وتسعى دول غربية وعربية إلى تجاوز حركة حماس في مسائل متعددة لتسليم الرواتب وفرض الأمن والإشراف على المعبر من أجل إفراغ حكومة حماس من كافة الصلاحيات المخولة لها طبقاً للقانون.