أنت هنا

20 جمادى الثانية 1427
الرياض - المسلم

بين فضيلة الشيخ ناصر العمر أن ما يجري الآن على الساحة اللبنانية من صراع بين الكيان الصهيوني وبين (حزب الله) الشيعي يعبر عن صراع مصالح قوى متعددة يسعى كل منها إلى أهدافه الكبرى في المنطقة.

وقال الشيخ العمر في مداخلة على قناة الجزيرة يوم أمس في برنامج (حصاد الأخبار) أن (ليس من المهم الحديث الآن عن مواقف محددة لهذه الدولة أو تلك، بقدر أهمية بيان الإطار العام الذي تجري فيه هذه الأحداث المؤلمة والمتسارعة في المنطقة).

وأضاف الشيخ العمر (وأرى من المهم أن تدرك شعوب المنطقة - وبالذات أهل السنة الذين هم في الحقيقة من يدفع ثمن هذه التطورات - الاستهداف الأمريكي الصهيوني، وإن كنا نرى أن مشاريعهم بدأت تواجه مقاومة حقيقة وفاعلة في فلسطين وفي العراق _بحمد الله_، ولذلك يواجه المشروع الأمريكي الصهيوني مأزقاً في العراق والمتمثل بفشل مشروعه السياسي والعسكري وتنامي روح المقاومة في صفوف الشعب العراقي الأصيل. ومأزقاً في فلسطين يتمثل بقدوم حكومة (حماس) التي اختارها الشعب الفلسطيني بحسب معاييرهم الديموقراطية ثم فشل محاصرتهم لهذه الحكومة، وهذا يبين كذب الدعاوى الأمريكية في المنطقة في تسويقها لمشروعها الديموقراطي).

وقال الشيخ العمر (وفي ظل هذه المآزق بدأنا نلحظ دلائل عملية ملموسة لالتقاء مصالح إيرانية مع المصالح الأمريكية الصهيونية، وإن كان هذا لا يتعارض مع وجود خلافات حقيقة بينهم مثل الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني. والتقاء المصالح هذا رأيناه واضحاً في أفغانستان أولاً، وفي العراق ثانياً. يأتي التقاء المصالح واضحاً وعلى حساب أهل السنة في العراق وفي المنطقة بالعموم شعوباً ودولاً).

وأكد الشيخ العمر على ضرورة (أن نفسر الأحداث الجارية في لبنان في هذا الإطار الأعم وليس تفسيراً جزئياً. ولذلك فإن التأمل العميق في هذه الحوادث في لبنان الآن يؤكد على وجود مصالح متداخلة للعديد من الأطراف، فإيران لها مكاسب منها إعادة التأكيد على دورها المزعوم بتبني جهاد اليهود والمواجهة معهم، وصرف الأنظار عن حربهم الطائفية ضد أهل السنة في العراق، ولإسرائيل مصالح تتمثل في صرف الأنظار عن قصفهم المتواصل لغزة من جانب وفي استهداف الوجود الفلسطيني في لبنان وسوريا).