أنت هنا

26 جمادى الثانية 1427
المسلم-مدريد:

ثوان معدودة ارتدى فيها رئيس الوزراء الإسباني لويس رودريغيز ثاباتيرو كوفية فلسطينية أثناء حضوره مهرجاناً للشباب فتحت عليه بركان غضب يهودي وعالمي، وأدت إلى اتهامه بمعاداة السامية، واضطرت الحكومة الإسبانية برمتها إلى الاعتذار، ومحاولة تبرير هذا الفعل!.

ووجد ثاباتيرو نفسه أمام ضجة سياسية داخلية وخارجية بسبب ما اعتبره البعض "مجاملة" لم تستمر لأكثر من ثوان بارتدائه الكوفية الفلسطينية، وأدى ذلك إلى أزمة دبلوماسية بين تل أبيب ومدريد، وصلت إلى تصريح السفير الإسرائيلي في مدريد فيكتور هاريل بأن العلاقات بين البلدين «ليست في أفضل حال الآن» ، مضيفا: «لا أعتقد جديا بأن علاقاتنا الثنائية تمر بفترة طيبة، بل هي بعيدة تماما عن المنطقة الدافئة لعلاقاتنا مع باقي دول الاتحاد الأوروبي».

واضطر وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس إلى الاعتذار عن هذا الفعل أمام مؤتمر اقتصادي بحضور السفير الإسرائيلي لدى إسبانيا، وقال: «انه لا يجب الوصول إلى استنتاج أي موقف سياسي من إقدام رئيس الوزراء الاسباني على التصوير مرتديا الكوفية الفلسطينية أثناء حضور مهرجان للشباب الاشتراكي، موضحا بأن «هذه الحركة لم تكن أكثر من لمحة لطيفة من جانب رئيس الوزراء نحو الشباب الذين كانوا يرتدون الكوفية».

ووصف الحزب الشعبي الإسباني المعارض (يمين) ثاباتيرو وحكومته بأنهما «معاديان للسامية» واتهمه وحكومته بـ«كراهية اليهود»، واعتبر المتحدث البرلماني باسم الحزب الشعبي الاسباني ادواردو زابلانا أن «لا شيراك ولا بلير ولا ميركل يظهرون في صورة مماثلة»، مطالبا ثاباتيرو «بمزيد من الحذر».

وفي معرض الدفاع الشديد عن موقف حكومته، أكد موراتينوس أن اسبانيا صديقة لإسرائيل، لكنها تحتفظ لنفسها بحق انتقاد الأعمال التي تعتبرها غالبية الشعب الاسباني خاطئة في لبنان، وطالب بإنهاء العنف في الشرق الأوسط و«بقرار واضح» وسريع من مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، معتبرا أن العملية العسكرية في لبنان لم توفر «المزيد من الأمن« لإسرائيل.

وفي تطور جديد لافت، خففت الحكومة الاسبانية أمس من حدة لهجتها تجاه إسرائيل في سياق تفادي اتساع موجة الخلاف بين البلدين حيث أوضحت نائبة رئيس الوزراء والناطقة باسم الحكومة ماريا تيريسا فرنانديز دي لافيغا أن مدريد تدين «الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس وحزب الله وكذلك الرد الحربي المفرط لإسرائيل مشيرة إلى أن «اسبانيا لديها موقف واضح وهو وقف العنف لدى الطرفين».