أنت هنا

15 رمضان 1427
المسلم ـ المركز الفلسطيني للإعلام

كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى النقاب عن وجود معسكر تدريب تعده الولايات المتحدة الأمريكية في الخفاء في أريحا، بالضفة الغربية، لتدريب قوات تابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على شن حرب أهلية.

وتأتي هذه الخطوة المتكتم عليها في رام الله، حيث مقر رئاسة السلطة، في إطار ما قيل إنها استعدادات لشن عملية عسكرية ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتوجيه أمريكي وصهيوني، وفي الوقت الذي قام فيه جيش الاحتلال برعاية إمدادات تسلح لعناصر الرئاسة.

فحسب تقرير لوكالة "رويترز"؛ فإنه خلف الأسوار التي تحيط بمدينة أريحا وفي أرض جافة مساحتها 16 فداناً، يجري العمل في إعداد معسكر تدريب لجنود موالين لعباس بتكلفة تصل إلى 20 مليون دولار.

كما نُقل عن دبلوماسيين غربيين قولهم، إنّ هذه الأموال ستكفي كذلك لبناء معسكر آخر في قطاع غزة حين الانتهاء من معسكر أريحا، مشيرين إلى أنّ عدد عناصر القوة التي يعدها عباس لمواجهة حركة "حماس" ستزداد وقد تصل إلى ستة آلاف فرد في المدى القريب، وجاء "إنهم يزدادون حجماً ويفعلون المزيد في صمت".

وجاء أنه لم يتضح متى سيحصل رئيس السلطة الفلسطينية على التمويل الذي لا تعرقله سوى القيود التي يفرضها الكونغرس الأمريكي، والتي تجعل من الصعب على الولايات المتحدة تسديد هذه الأموال. إلاّ أنّ دبلوماسيين رأوا أنّ واشنطن قد تدفع زهاء نصف المبلغ ثم تقنع مانحين أوروبيين وعرب وآسيويين بدفع الباقي.

في السياق ذاته أضاف أحد الدبلوماسيين الغربيين المُشار إليهم آنفا، أنّ مسؤولين أمريكيين حثوا الكيان الصهيوني على السماح لحرس الرئاسة بتلقي أسلحة وذخيرة جديدة من مصر والأردن، كما حدث مع استلام حركة "حماس" سدة الحكم في الأراضي الفلسطينية.

وحاول مساعدو كيث دايتون (المنسق الأمني الأمريكي)، الذي تجوّل في الآونة الأخيرة في المعسكر برفقة دبلوماسيين هولنديين؛ الضغط على هولندا على أمل أن توافق على تمويل المنشأة العسكرية الموالية للولايات المتحدة؛ إلاّ أنّ هولندا امتنعت عن تقديم التمويل.

وأكد أحد الدبلوماسيين المشاركين في الجولة "ليس هذا هو الوقت المناسب لبناء منشأة تدريب بهذا الحجم لا تشمل أجهزة الأمن الأخرى، وإنّ هولندا تفضل تقديم الدعم لعباس بأشكال أخرى مثل مساعدته في تحسين الوضع الأمني عند معبر المنطار".

من جهتها، أكدت مصادر في الحرس الرئاسي الفلسطيني، التابع لمحمود عباس، أنّ فريقاً من المدربين الأمنيين الأمريكيين عمل خلال الشهرين الماضيين سراً مع أفراد حرس الرئاسة التابع لعباس، في معسكر تدريبهم الحالي المقام على أرض مساحتها نحو 1.2 فدان في أريحا. ويضم معسكر التدريب الجديد بشكل مبدئي ثكنات تضم 500 مجند. وقال الرائد أبو زيد، وهو مسؤول كبير في حرس الرئاسة، إنه من المقرر الانتهاء من العمل في المعسكر بحلول شهر كانون ثاني (يناير) المقبل.

وكانت سلطات الاحتلال الصهيونية قد وافقت على تحويل نحو ألف بندقية من طراز "إم 16" للقوات الموالية لمحمود عباس، في إطار تحركات لتعزيز ما وصفته "الزعيم المعتدل" ضد حماس، والدفع باتجاه شن حرب أهلية.

وورد في حينه أنّ شاحنتين، تمت حراستهما من قبل جيش الاحتلال، نقلت 400 بندقية إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث يقع مقر عباس، فيما قامت قوات الاحتلال بحراسة 550 بندقية أخرى إلى قطاع غزة.

وقال إيهود أولمرت (رئيس الوزراء "الإسرائيلي") في حينه: إنه أقر شحنة أسلحة وذخيرة لتعزيز قوات الأمن التابعة لعباس، موضحاً "فعلت ذلك لأن الوقت ينفد ونحتاج لمساعدة أبي مازن".

كما كشف مسؤولون فلسطينيون ودبلوماسيون غربيون إنّ الأردن ومصر قدّمت أسلحة وذخيرة وتدريباً لحرس الرئاسة التابع لعباس.

كذلك أماطت مصادر الحرس الرئاسي الفلسطيني اللثام عن أنّ محمود عباس طلب مؤخرا من الإدارة الأمريكية شحنة كبيرة من الأسلحة لتزويد الحرس التابع له بها، وعلي وجه التحديد عقب اندلاع تمرد الأجهزة الأمنية الموالية له ضد الحكومة الفلسطينية المنتخبة.

وأوضحت المصادر، أنّ عناصر من "كتائب الأقصى"، الذراع العسكري ‏لحركة فتح والذين يعملون أيضاً في قوات الحرس الرئاسي، حصلوا في غضون ذلك على ‏بنادق من صنع أمريكي من قبل الرئاسة، وأنها استخدمت في عدة عمليات إطلاق نار ضد أعضاء في حركة "حماس".