أنت هنا

23 رمضان 1427
المسلم-وكالات:

قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تعاونت مع المخابرات السورية، في إطار ما عرف بفضيحة السجون السرية التي قيل إن دولا عربية تورطت فيها من بينها الأردن.

وذكرت المجلة أنه في ديسمبر 2001 أشرف عملاء “سي آي إيه” على نقل ألماني إلى “سجن سوري يدعى فرع فلسطين، مشهور باعتماده التعذيب، ومرروا لاحقاً أسئلة مكتوبة إلى محققين سوريين لطرحها على السجين”.

ونسبت الصحيفة معلوماتها إلى “تقرير سري للاستخبارات الألمانية”.

ولفتت إلى أن التقرير تمت الإشارة إليه أيضاً في كتاب جديد يحمل عنوان “طائرة شبح: القصة الحقيقية لبرنامج التعذيب الذي اعتمدته “سي آي إيه” للصحافي البريطاني ستيف جراي.

وذكرت أن السجين الذي تم نقله جواً إلى سوريا هو محمد حيدر زمار (42 عاماً) رجل الأعمال الذي هاجر من ألمانيا وعاش في هامبورج، وكان مطلوباً في الولايات المتحدة للاشتباه بدوره في تجنيد بعض خاطفي الطائرات الذين نفذوا هجمات “11 سبتمبر” من أعضاء خلية تنظيم القاعدة في هامبورج”.

وأضاف التقرير انه بموجب الطلب الأمريكي “اعتقلت الشرطة المغربية زمار، وحقق معه مسؤولون من “سي آي إيه” في المغرب، ثم نُقل جواً الى دمشق”، وذكر أن التعاون بين “الحليفين الاستخباريين” السوري والأمريكي لم ينته عند هذا الحد، فبعدما علمت ألمانيا أن السوريين يحتجزون زمار “عرضت “سي آي إيه” على الاستخبارات الألمانية فرصة تقديم أسئلة مكتوبة لطرحها على السجين.

ونقل جراي عن سجناء سابقين لدى الاستخبارات السورية أنهم تعرضوا للتعذيب، وحجزوا إفرادياً في زنزانات لا تتجاوز الواحدة منها مساحة التابوت. وقال أحد المعتقلين السابقين إنه تحدث عبر ثقب في جدار الزنزانة مع مراهق أبلغه أن عملاء أمريكيين نقلوه من باكستان، وأوضح السجين السابق أن عمر “رفيقه” المراهق يتراوح بين 15 و16 سنة.

وجاء في التقرير أن مهندس الاتصالات الكندي من أصل سوري ماهر عرار كان معتقلاً في “الزنزانة رقم 2 في فرع فلسطين”، وكان قد اعتقل في مطار جون كينيدي القريب من نيويورك وتم ترحيله إلى سوريا، على الرغم من أنه كان يحمل جواز سفر كندياً، وتم نقله جواً على متن طائرة خاصة إلى عمان، ومنها براً إلى سجن فرع فلسطين في سوريا.

وبعد تعرضه للضرب وقع عرار “إفادة” بأنه تدرب في معسكر للإرهابيين في أفغانستان، وقال لجراي: إنه كان “مستعداً لقبول حكم بالسجن لعشر أو عشرين سنة لقاء نقله إلى مكان آخر”.