أنت هنا

14 ذو القعدة 1427
المسلم - خاص

اختتم اليوم الأحد في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض مؤتمر (العمليات التجميلية بين الشرع والطب) بعد ان انعقد ليومين ناقش فيهما باستفاضة أنواع العمليات والاجراءات الطبية التجميلية و أحكامها الشرعية وضوابطها الاخلاقية ، وذلك بحضور عدد كبير من العلماء وطلبة العلم بالاضافة الى الأطباء والجراحين المختصين و المهتمين بهذا النوع من العمليات .

وينفرد موقع ( المسلم ) بنشر البيان الختامي والتوصيات التي اتفق عليها المشاركون في المؤتمر :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...

فقد نظَّمت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض ممثَّلةً بإدارة التوعية الدينية ندوة (العمليات التجميلية بين الشرع والطب) يومي السبت والأحد 11-12/11/1427هـ بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض ، وقد اشتملت الندوة على ست جلسات نوقش فيها ستة محاور :
1ـ حقيقة الجراحة التجميلية وضوابطها الشرعية العامة .
2ـ تجميل أعضاء الوجه .
3ـ التقشير واستخدام الليزر .
4ـ تحسين القوام وشفط الدهون والحقن التجميلي .
5ـ زراعة الشعر وإزالته .
6ـ تجميل الثدي .

وفي نهاية الندوة أُعْلنت التوصيات التي تم إعدادها عن طريق لجنة خاصة ، وقد اشتملت على نتائج الندوة وتوصياتها .
نتائج الندوة :
1ـ أصل التجميل والعناية بالمظهر مشروع ومرغَّب فيه ، لكن أحكامه تتفاوت بحسب اعتبارات كثيرة ؛ لذا فلا بد من ضبطه بالضوابط الشرعية .

2ـ الجراحات التجميلية العبثية التي تقوم على تغيير الخِلْقة المعهودة إلى خلقة غير معهودة كشق اللسان ونحوه تُعد من الجراحات التي لا يقرها الشرع ، وهي من أظهر صور تغيير خلق الله تعالى .

3ـ الجراحات التجميلية التي تهدف إلى التحايل والتدليس والتغرير بالآخرين والفرار من العدالة ممنوعة شرعاً لمخالفة النصوص والقواعد الشرعية .

4ـ الجراحات التجميلية التي تهدف إلى علاج العيوب وإزالة التشوهات ورفع الضرر الحسي أو النفسي من الجراحات الجائزة شرعاً لأنها من التداوي المشروع .
5ـ الجراحات التجميلية التحسينية محل نظر ودراسة ، وينبغي أن يكون الحكم عليها حسب الدافع لها وما يكتنفها من أضرار دون الحكم الإجمالي على جميع صور هذه الجراحة .

6ـ أكثر الباحثين على أن التغيير المحرم لخلق الله تعالى هو التغيير الجراحي للخِلْقة المعهودة إلى خلقة أحسن منها لمجرد طلب زيادة الحسن دون أن يكون لذلك مسوِّغ شرعي من دفع ضرر جسدي أو نفسي أو علاج عيب في نظر أوساط الناس .

7ـ الجراحة التجميلية جزء من الجراحة الطبية وينبغي أن يشترط لها ما يشترط لكافة الجراحات الطبية كالأمن من الضرر والموازنة بين المفاسد والمصالح .
8ـ هناك ضوابط عامة تشترط لجواز أي عملية تجميلية ، ومنها :
(1) أن يترتب على عدم إجراء العملية ضرر حسي أو نفسي .
(2) ألا يكون المقصود من إجراء العملية التشبّهَ المحرم بالكفار أو الفسَّاق .
(3) ألا يكون في العملية تشبه الرجال بالنساء أو العكس .
(4) ألا تستلزم العملية كشفَ ما أمر الله بستره من العورات إلا لضرورة أو حاجة معتبرة .
(5) ألا يكون في العملية إسراف .
(6) ألا يترتب على العملية ضررٌ أو تشويه أشدُّ من الضرر أو التشويه المراد علاجه .
(7) أن تكون المواد المستخدمة في الترقيع والحقن ونحوهما طاهرة إلا للضرورة .
توصيات الندوة :
1ـ توصي الندوة الجهات والمؤسسات الصحية بتطبيق شرع الله تعالى والوقوف عند حدوده في كافة الأمور خاصة فيما يتعلق بالجراحات التجميلية ، إذ يجب في هذا الصدد وضع القواعد وسن القوانين التي تنظم إجراء هذه الجراحات من الناحية الشرعية .

2ـ يجب على المستشفيات والعيادات والمراكز الخاصة تقوى الله تعالى وعدمُ إجراء ما يحرم من هذه الجراحات ؛ لأن المكاسب التي تجنى من الجراحات المحرمة مكاسبُ خبيثةٌ لا تحل لمن أخذها ؛ لأنها في مقابل عمل محرم ، والله تعالى إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه .

3ـ على العاملين في القطاع الصحي خاصة من الأطباء والجراحين التفقّه في أحكام الممارسة الطبية سيما ما يتعلق بجراحات التجميل ، وألا ينساقوا لإجرائها لمجرد الكسب المادي والسبق العلمي دون تحقق من حكمها الشرعي ، وعليهم أن يكونوا صادقين مع مراجعيهم ناصحين لهم لئلا يدفعوهم إلى هذه الجراحات دون ضرورة طبية أو حاجة معتبرة .
4ـ لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ؛ لذا فالأصل في المسلم الرضا بما قسم الله له من مظهر وعدمُ المبالغةِ والتوسُّع في إجراء العمليات التجميلية مراعاةً لمقصد الشارع في حفظ النفس والمال ، مع أهمية معرفة الحكم الشرعي لكل إجراء تجميلي قبل الإقدام عليه .

5ـ طلب العمليات التجميلية له صلة وثيقة بالجانب النفسي في حالات كثيرة ؛ لذا ينبغي ربط جراح التجميل بالطبيب النفسي قبل إجراء الجراحة وبعدها مع أهمية العناية بالحالة النفسية ومعالجتها قبل البت بالعمل الجراحي .

6ـ دعوة الباحثين في المجال الفقهي إلى أن يوجهوا أنظارهم نحو المجال الطبي سيما الجراحات التجميلية التي تأخذ طابع التجدد المستمر .
7ـ أهمية تجسير العلاقة بين الأطباء من جهة والفقهاء والباحثين من جهة أخرى لتصوّر النوازل الطبية على نحو دقيق ومعرفة الأحكام الفقهية للجراحات التجميلية وعدم الاكتفاء بالاجتهادات الفردية .

8ـ رفع وثائق هذه الندوة للجهات العلمية المتخصصة كهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء لإطلاعها على النتائج والتوصيات واستصدار فتاوى في المسائل محل البحث .

9ـ الدعوة إلى عقد ندوات قادمة لاستكمال جوانب الجراحة التجميلية مع أهمية تنظيم حلقات نقاش بين الأطباء والفقهاء قبل عقد هذه الندوات .

واللهَ نسأل أن ينفع بهذه الندوة وما ورد فيها من أبحاث ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .