أنت هنا

13 ذو القعدة 1427
المسلم-القاهرة:

في خطوة كان الكثير من المراقبين يتوقعونها رغم أنها صدمت مشاعر المصريين، وفي نهاية هزلية للقضية التي شغلت الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي، ادعى مجلس الشعب المصري اليوم أن وزير الثقافة فاروق حسني "بريء" من تبني الدعوة إلى خلع الحجاب (!) رغم إصرار الوزير على عدم الاعتذار عن تصريحاته.
وفي جلسة ساخنة عقدتها لجنة مكلفة من المجلس بالتحقيق في تصريحات أدلى بها الوزير قبل نحو أسبوعين وأثارت جدلا حادا ومطالبة باستقالته، قال رئيس اللجنة فتحي سرور الذي يترأس مجلس الشعب أيضا إن وزارة الثقافة لم تنتهج سياسات ضد الحجاب.
وسأل سرور الوزير في اجتماع لجنة التحقيق اليوم الأحد: "هل للوزارة سياسة ثقافية ضد الحجاب؟.."
وأجاب حسني بأن مثل هذه السياسة "خاطئة ومجنونة."
ثم سأله "هل أصدرت قرارات بمنع ارتداء الحجاب (في الوزارة).."
وأجاب الوزير "لم يحدث بالمرة."
ثم سأل "هل تدعو السيدات لعدم ارتداء الحجاب.."
فأجاب حسني: "لم يسبق أن صرحت بذلك."
وقال سرور لحضور الاجتماع الذين زاد عددهم على المائة نائب: "ثبت أن وزارة الثقافة لم تتبع أي سياسات ضد الحجاب أو تتخذ أي قرارات تقلل من شأنه أو تمنع النساء من ارتدائه بمن فيهن الموظفات في وزارة الثقافة."
وقال مراقبون إن ما قاله سرور يعد نهاية هزلية للحملة البرلمانية ضد وزير الثقافة، الذي يظهر دائما في المناسبات الثقافية إلى جوار زوجة الرئيس المصري سوزان مبارك، ما يعكس التأييد الكبير له من قبل العائلة الحاكمة ويستشهدون بنجاة الوزير من عدد من العواصف في السنوات الماضية من بينها حملة نظمها فنانون لإقالته بعد حريق في مسرح قتل فيه 46 شخصا في بيت للثقافة بصعيد مصر عام 2005.
وخلال انعقاد لجنة التحقيق البرلمانية قبل اعلان تبرئة حسني من ارتكاب أي خطأ ضرب بيده على المائدة قائلا لنواب احتدوا عليه "اسمعوا ما أقوله ولا تقوموا بلي الحقائق."
وأخذ النائب كرم الحفيان الذي ينتمي للحزب الوطني يصرخ في وجه الوزير الى أن أغمي عليه ثم نقل للعلاج خارج القاعة.
لكن اللافت كان موقف الإخوان المسلمين الذين تبنوا تصعيد القضية، حيث كان رئيس كتلة النواب الإخوان في المجلس النائب محمد سعد الكتاتني أكثر هدوءا اليوم، وقال: "ان لم يكن الوزير قد اعتذر بألفاظ صريحة فان ما يقوله الآن يحمل ضمنيا الاعتذار."