أنت هنا

20 ذو القعدة 1427
المسلم ـ خاص:

وافت الشيخ الجليل عطية صقر رحمه الله المنية أمس السبت عن عمر يناهز التسعين عاماً.
وأعلن في العاصمة المصرية في ساعة متأخرة من مساء أمس أن الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر قد توفي بعد عمر حافل بتدريس وتعليم الفقه الإسلامي، وعقود من تقديم الفتوى المتزنة الواعية من خلال برنامجه الإذاعي الشهير "فتاوى وأحكام" والذي تواصل لمدة 15 عاما، وبرنامجه التليفزيوني ومصنفات فتاويه الكاشفة عن علم غزير وأفق واسع والتي من أبرزها سلسلة فتاوى وأحكام في فقه العبادات، وسلسلة فقه الأسرة المسلمة.
وولد الشيخ صقر عام 1914 بمحافظة الشرقية (شمال القاهرة) وحصل على شهادة العالمية 1943، ثم عين مترجما بمراقبة البحوث والثقافة بمجمع البحوث الإسلامية في عام 1965، وعمل وكيلا لإدارة البعوث في الأزهر عام 1969، ثم مديرا لمكتب شيخ الأزهر عام 1971، وفي عام 1972 انتدب كأمين عام مساعد لمجمع البحوث الإسلامية.
واشتهر الشيخ بكونه مدرسة فقهية تعنى بإعمال علم أصول الفقه ومراعاة أحوال الناس والمجتمعات في فتاويه من دون إخلال باتباع الدليل، وعرف الشيخ بجرأته في الحق للحد الذي منع بسببها برنامجه من قبل بسبب فتوى مصافحة النساء الشهيرة له، وصلابته التي لم تجعله قناة لفتاوى لا يرضاها ضميره الكريم، ما جعله على الدوم في القلب بعيداً عن الكراسي، ويكاد يجمع علماء مصر على أحقيته بمنصبي شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية اللذين لم يساقا إليه ولم يسع لأي منهما، والكثيرون يرون فيه أفقه أهل مصر في هذا الزمان... رحم الله العلامة الجليل وأثابه عن طلابه الذين لم يبخل عليهم بفيض علمه إلى ما هو أقل من أسبوع من وفاته، وعن الملايين من المستمعين والمشاهدين لبرامج الفتاوى الطيبة التي أنار بها على الأفهام ما استغلق عليها.