اعتقل الجيش الأمريكي صباح اليوم الجمعة عبد الهادي الدراجي المسؤول الإعلامي للتيار الصدري، وأحد أقرب مساعدي الزعيم الشيعي الصفوي مقتدى الصدر، وأشار بيان للجيش الأمريكي إلى أن الدراجي يتزعم إحدى الميليشيات المسلحة المرتبطة بفرق الموت الشيعية في بغداد.

وأكد بيان الجيش الأمريكي أن الدراجي "متورط في اغتيال عدد من المسؤولين العراقيين الأمنيين والحكوميين كما أنه قريب من "أبو درع" وغيره من قادة فرق الموت" الشيعية.

وأضاف البيان أن الشخص المعتقل هو مسؤول اللجنة الشرعية في مجموعة مسلحة متورطة في عمليات خطف منظمة وتعذيب وقتل عراقيين أبرياء.

من جهتها، أكدت مصادر التيار الصدري نبأ الاعتقال، وقالت إن "قوة أمريكية داهمت فجر اليوم الجمعة حسينية الزهراء في منطقة البلديات، واعتقلت الدراجي وأربعة من مرافقيه بعد قتلها أحد حراسه الشخصيين".

وكان رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي قد أعلن أمس الخميس أنه تم إلقاء القبض على 400 من مقاتلي ميليشيا جيش المهدي التابعين للتيار الصدري، في محاولة مكشوفة لإيهام المراقبين بعدم طائفيته، لكن الخطوة الأمريكية اليوم قد تقلب الطاولة في وجهه، لا سيما أنها جاءت بعد اعتقال القوات الأمريكية الأسبوع الماضي عددا من أفراد الحرس الثوري الإيراني في شمال العراق وما سببه ذلك من إحراج للمالكي أمام أسياده في طهران.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في عددها الصادر أمس الخميس عن مسؤولين عراقيين كبار قولهم إن أجهزة الأمن العراقية ألقت القبض خلال 56 عملية شنتها في الآونة الأخيرة على نحو 420 عنصرا من جيش المهدي، وأوضحت أن مائة منهم من الكوادر القيادية.

ويأتي ذلك مع وصول وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى البصرة اليوم الجمعة، في زيارة هي الثانية إلى العراق.
وتتزامن زيارة جيتس مع انتقادات شديدة وجهها رئيس الحكومة العراقية الصفوي نوري المالكي إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش نقلتها صحف أوروبية بعد اتهام بوش للحكومة الشيعية في بغداد بعدم النضج وتهديد وزيرة الخارجية الأمريكية من أن صبر واشنطن بدأ ينفد وإن المالكي أصبح يلعب في الوقت الضائع، إلا أن متحدثا باسم المالكي سارع إلى نفي التصريحات التي أدلى بها المالكي وتتضمن انتقادات لبوش في دليل واضح على ضعفه بعد تضييق الخناق عليه من الأمريكيين الذي أصبحوا يعلنون بصراحة أن الحكومة الحالية مخترقة إيرانيا وتتبنى نهجا طائفيا بغيضا لاستئصال السنة.